شهدت السياحة البيئية في أردبيل خلال السنوات الأخيرة تطوراً ملحوظاً بفضل دعم الحكومة ومشاركة القطاع الخاص، حيث أعلنت إدارة التراث الثقافي والسياحة والصناعات الحرفية عن إصدار الموافقات المبدئية لـ78 وحدة سياحة بيئية، وتم تشغيل 8 منها فعلياً حتى الآن.
وتعد وحدات السياحة البيئية نوعاً من أماكن الإقامة التي تتماشى مع البيئة الطبيعية، وتختلف عن الفنادق الحديثة ذات الطابع الموحد، إذ تتميز كل وحدة بالهوية الثقافية والبيئية المحلية للمنطقة، وغالباً ما يتم إنشاء هذه الوحدات في منازل قديمة تم ترميمها لتلبية احتياجات المسافرين.

ويتمثل الهدف الأساسي من تطوير هذه الوحدات في تحقيق التنمية المستدامة للمجتمعات المحلية، حيث يقوم أفراد الأسرة المالكة بإدارة الوحدة وتقديم خدمات متكاملة للزوار. وتشمل هذه الخدمات إنتاج وبيع الحرف اليدوية المحلية، إعداد الأطعمة والمشروبات التقليدية، وتنظيم الاحتفالات والمهرجانات الثقافية، بهدف تعريف الضيوف بالثقافة المحلية ونقل نمط الحياة التقليدي بعيداً عن صخب المدن الحديثة.
تقع وحدات السياحة البيئية في أردبيل في مناطق ذات جاذبية طبيعية عالية، مثل القرى الخضراء في محافظات نمين، نير، سرعين، كوسر، مشكين شهر، جيرمي وأصلاندوز، التي تشتهر بمشاهدها الجبلية كجبل سبلان، ينابيع المياه الساخنة، وبيئة الرعاة البدوية، إلى جانب العمارة التقليدية، مما يجعلها بيئة مثالية للسياحة المستدامة.
وأوضح نائب مدير الاستثمار في إدارة التراث الثقافي والسياحة والصناعات الحرفية في أردبيل، أنه من المتوقع أن تستثمر 8,500 مليار ريال إيراني في وحدات السياحة البيئية، ما سيوفر فرص عمل لنحو 1,027 شخصاً عند تشغيل هذه الوحدات بالكامل، بالإضافة إلى 8 وحدات أخرى قيد الإنشاء باستثمارات تصل إلى 2,375 مليار ريال، لتوفير فرص عمل إضافية لنحو 97 شخصاً.
وأضاف المسؤول أن وحدات السياحة البيئية التي أُطلقت خلال السنوات الأربع الأخيرة توفر حالياً خدمات للزوار، مع استثمار خاص بقيمة 340 مليار ريال وتشغيل 34 شخصاً، مشيراً إلى أن الهدف من هذه المشاريع هو تمكين المجتمعات المحلية وخلق فرص عمل مستدامة، بالإضافة إلى تقديم الثقافة الأصيلة للحياة الرعوية والتقليدية في المناطق الشمالية والجنوبية للمحافظة.

وتساهم هذه الوحدات في الحفاظ على البيئة الطبيعية والثقافية، باستخدام مصادر طاقة بديلة، إدارة النفايات بشكل فعال، وتقديم برامج تعليمية للسكان والزوار، كما تساعد على تثبيت السكان الريفيين ومنع هجرة الشباب إلى المدن.
وأكدت إدارة التراث الثقافي والسياحة والصناعات الحرفية في أردبيل دعمها للقطاع الخاص لتطوير وحدات السياحة البيئية في مناطق استراتيجية مثل فندقلو، أونار نير، مناطق سبلان، لاهرود، أَرْشَق، وسهول مغان، مؤكدة أن هذه المشاريع تسهم في زيادة مدة إقامة السياح، وتعريفهم بالثقافة المحلية، الحرف اليدوية، والمأكولات التقليدية، ما يجعل أردبيل في طريقها لتصبح إحدى أبرز وجهات السياحة البيئية في شمال غرب إيران.
يذكر أن محافظة أردبيل تقع شمال غرب إيران، ويبلغ عدد سكانها أكثر من 1.28 مليون نسمة موزعين على 12 مدينة، وتتميز بجاذبيتها السياحية الطبيعية، التاريخية، الاقتصادية والدينية.