البث المباشر

مشروع شلامجة-البصرة.. خطة استراتيجية لتنمية النقل

الإثنين 3 نوفمبر 2025 - 12:36 بتوقيت طهران
مشروع شلامجة-البصرة.. خطة استراتيجية لتنمية النقل

يعتقد الخبراء أنه بالنظر إلى حجم التبادلات التجارية الجارية بين إيران والعراق واتجاهها التصاعدي، فإن الطرق البرية الحالية غير كافية، لذا من الضروري بناء البنية التحتية للسكك الحديدية بين البلدين، وخاصة خط سكة حديد شلامجة - البصرة، في أقرب وقت ممكن.

شهدت إيران والعراق تبادلات واسعة في مجالي السياحة والتجارة في السنوات الأخيرة، حيث أشارت الإحصاءات المسجلة في عام 2024 هـ إلى تبادل 7 ملايين سائح وحجم تجارة بلغ 12 مليار دولار.

يُعد ضعف البنية التحتية للنقل، خاصةً التأخير في إطلاق خط سكة حديد شلامجة-البصرة، أحد العوامل الرئيسية في زيادة أوقات السفر والتجارة وتقليل رفاهية المسافرين بين البلدين.

ونظرا للنمو المتزايد للسياحة والتجارة بين البلدين الشقيقين، سيلعب هذا الخط الاستراتيجي للسكك الحديدية دورا حاسما في المستقبل. ولهذا السبب، أعربت مجموعة من خبراء النقل والترانزيت بالسكك الحديدية من إيران والعراق عن آرائهم في اجتماع مشترك بشأن دور شبكة السكك الحديدية في تعزيز العلاقات التجارية والسياحية.

قال المهندس "علي حسون"، رئيس قسم السكك الحديدية في معهد الرواق ببغداد، خلال الاجتماع:

"إنّ لربط السكك الحديدية بالدول الأخرى فوائد جمة، وفي هذا الصدد، تكتسب العلاقات مع الدول المجاورة أهمية أكبر. كما أن منطقة غرب آسيا، وخاصة إيران والعراق، اللتين تتبادلان بضائع بقيمة تزيد عن 12 مليار دولار وعدد كبير من الركاب سنويًا، بحاجة إلى مثل هذه العلاقات أكثر من أي وقت مضى.

وقد أعلنت الحكومة العراقية رسميًا أن وظيفة هذا الخط الحديدي هي نقل الركاب في رحلات الزيارة، الترفيه والعلاج، إلا أن السكك الحديدية يمكن أن تلعب دورًا في نقل البضائع والتجارة الإقليمية.

كما أكد المهندس "محمد جواد شاهجوئي"، مؤسس معهد النقل الإيراني ورئيس لجنة التخطيط في جمعية هندسة النقل الإيرانية، على كلام "علي حسون" خلال الاجتماع، وقال:

"من وجهة نظر إيران، تكمن أهمية هذا المشروع بالدرجة الأولى في مجال نقل الركاب والمساعدة في نقلهم، وبالنظر للحجم الهائل للرحلات السنوية بين البلدين.

لذلك، وكما اتفق عليه رئيسا البلدين، فإن حكومة جمهورية إيران الإسلامية ترغب في إنشاء خط سكة حديد شلامجة - البصرة في أقرب ممكن ونقل الركاب بشكل أسرع.

وفي المستقبل، سيتوصل البلدان إلى استنتاج مفاده أنه يجب عليهما استخدام هذا الطريق وطرق أخرى لتعزيز التجارة الثنائية.

وأضاف شاهجوئي:

"حتى لو تم بناء خط سكة حديد شلامجة - البصرة، فإن شبكات الطرق الحالية لا تستجيب للتبادلات بين البلدين، لذا فإن إنشاء طرق جديدة وتطوير البنية التحتية للسكك الحديدية والطرق أمر ضروري".

تجدر الإشارة إلى أن خط سكة حديد شلامجة - البصرة قد تمت مناقشته كأحد المشاريع الاستراتيجية في مجال النقل بين إيران والعراق منذ حوالي عقدين من الزمن، ولكنه لم يدخل حيز التنفيذ بعد رغم أن هذا الخط الحديدي لا يحتاج سوى إلى 33 كيلومتراً من مد السكك الحديدية، إزالة الألغام من أول 16 كيلومتراً من الطريق المذكور، وإنشاء جسر متحرك بطول 800 متر فوق شط العرب.

ويرى الخبراء أن افتتاح هذا الخط الحديدي، بالإضافة إلى فوائده الاستراتيجية والجيوسياسية للبلدين، يمكن أن يؤدي أيضاً إلى تطوير العلاقات التجارية والسياحية بين الجانبين.

شاركوا هذا الخبر مع أصدقائكم

جميع الحقوق محفوظة