وقال السيد الحوثي إن اليمن ماضٍ في حركته الجهادية في شتى المجالات، العسكرية منها والشعبية، رغم التحديات والمعوقات، مشيراً إلى أن "الموقف اليمني في دعم المقاومة الفلسطينية والتصدي للعدوان الأمريكي الإسرائيلي موقف أصيل، نابع من بصيرة قرآنية وإيمانٍ راسخ".
وأكد أن الشعب اليمني، ورغم تعرضه لعدوان عسكري مباشر في جولتين متتاليتين، لم يتراجع عن دعمه لغزة ولا عن موقفه المبدئي تجاه الأمة وقضاياها، مشدداً على أن كل محاولات العدو لكسر إرادة اليمنيين باءت بالفشل.
وقال الحوثي ان الشعب اليمني واجه آلاف الغارات الجوية والحصار الشديد والتقليص الكبير للمساعدات الإنسانية، إلى جانب حرب اقتصادية منظمة، لكنه ظل ثابتاً، متقدماً في موقفه رغم كل ما تعرض له.
وأشار إلى أن الحرب الإعلامية التي تُشن ضد اليمن تهدف إلى صرف الشعب عن قضاياه الكبرى، وعلى رأسها قضية فلسطين، لكنه أكد أن وعي الشعب اليمني وبصيرته هما صمام الأمان في وجه هذه الحملات.
وفي حديثه عن الأوضاع في قطاع غزة، وصف الحوثي المأساة الإنسانية بأنها "رهيبة جداً"، لافتاً إلى أن الأطفال هناك يموتون جوعاً يومياً، في ظل صمت عالمي وعربي مطبق، واصفاً هذا الصمت بأنه "عارٌ على الأمة الإسلامية".
وقال: "إن ما يجري في غزة يمثل كارثةً إنسانية خطيرة، ومظلومية كبرى تهدد الأمة برمتها، فيما يكتفي مئات الملايين من العرب وملياري مسلم بالتفرج، وكأنهم أمة عاجزة".
وأكد أن "الهندسة الإسرائيلية لملف المساعدات الإنسانية حولتها إلى فخاخ للقتل والإبادة"، منتقداً تنصّل الأمة من واجبها الأخلاقي والديني تجاه غزة، محذراً من أن ذلك سيكون له تبعات خطيرة على الأمة في الدنيا والآخرة.
وأضاف: "تفرج الأمة عن أطفال يموتون جوعاً في غزة هو أمر مخزٍ ومهين، يكشف عن غياب الشهامة والنخوة لدى كثير من الأنظمة والشعوب"، موضحاً أن هذه الحالة المؤلمة تعكس الحاجة العاجلة لإصلاح جذري في واقع الأمة الإسلامية.
وفي ختام خطابه، شدد الحوثي على أن الطغيان الأمريكي والإسرائيلي يشكل الخطر الأكبر على الأمة، إذ يسعى إلى إذلالها واستعبادها والنيل من مقدساتها، ويهدف إلى طمس هوية الإسلام وتشويهه.
وأكد أن السبيل لمواجهة هذا الخطر يتمثل في العودة الصادقة إلى القرآن الكريم، والتحرك الإيماني المدروس، والتصدي لكل أشكال الحرب، سواء الناعمة أو الصلبة، مشيراً إلى أن "القرآن الكريم هو النور الذي يجب أن تهتدي به الأمة في معركتها المصيرية مع الطغيان العالمي".