نجحت شركة معرفية إيرانية مستلهمة من التقنيات الطبية الحديثة العالمية، في تصميم وتصنيع نموذج أولي لجهاز ضغط سلبي محمول لعلاج الجروح الناتجة عن جراحة سرطان الثدي. ويمكن أن يجعل هذا الإنجاز عملية التئام الجروح المؤلمة والتي تستغرق وقتا طويلا أبسط، أسرع وأكثر سهولة بالنسبة للمرضى.
يعد التئام الجروح الناتجة عن جراحة سرطان الثدي، وخاصة بعد استئصال الثدي (إزالة أنسجة الثدي بالكامل)، أحد التحديات الخطيرة في مجال الطب والرعاية بعد الجراحة. وعادة ما تكون هذه الجروح واسعة النطاق، ونتيجة للظروف الخاصة بأجسام المرضى، بما في ذلك العلاج الكيميائي أو العلاج الإشعاعي المتزامن، فإن عملية الشفاء منها تكون صعبة وبطيئة.
وأصبح في السنوات الأخيرة، استخدام أساليب جديدة مثل "العلاج بالضغط السلبي" أو (NPWT) نهجاً فعالاً لتسريع شفاء الجروح المزمنة والعميقة. وفي هذه الطريقة، يتم من خلال تطبيق ضغط أقل قليلاً من الضغط الجوي، خلق بيئة مناسبة لتحفيز خلايا الإصلاح وتسهيل عملية إعادة بناء الأنسجة التالفة.
نجحت شركة إيرانية معرفية في تصميم وتصنيع نموذج أولي لجهاز محمول لتطبيق الضغط السلبي خصيصًا لعلاج الجروح الناجمة عن سرطان الثدي. إجراء مبتكر يمكن أن يوسع نطاق خدمات الرعاية الصحية من بيئة المستشفى المحدودة إلى مستوى الرعاية المنزلية.
وقال "مهدي بٍسَران"، الرئيس التنفيذي لهذه الشركة القائمة على المعرفة بهذا الصدد: "إن إنتاج جهاز الضغط السلبي لجروح سرطان الثدي هو أحد إنجازاتنا. ولقد تم بناء النموذج الأولي وحصلنا على نتائج الاختبار، والتي أعطت نتائج واعدة".
وأضاف:
"هذه الجروح مخصصة لمرضى سرطان الثدي الذين تمت إزالة أنسجة الثدي لديهم(Mastectomy) أثناء جراحة استئصال الثدي. وفي هذا الإجراء يتم قطع مساحة كبيرة، وبما أن العقد الليمفاوية نشطة في تلك المنطقة، يحدث الكثير من إفرازات الجرح. ويخضع هؤلاء المرضى أيضًا للعلاج الإشعاعي أو العلاج الكيميائي، ونتيجة لذلك لا يكون الجسم جاهزًا لشفاء الجرح بسرعة".
وتابع:
"لذلك، وبالنسبة لهؤلاء المرضى، يستغرق العلاج وشفاء الجروح وقتًا. و لعلاج هذا النوع من الجروح في العالم، يتم خلق ضغط سلبي طفيف للغاية على المريضة، ويتم استخدام ضمادات خاصة لعلاج الجرح. واستلهاما من هذه الفكرة العالمية، قمنا أيضًا بإنتاج النموذج الأولي لهذا المنتج.
وصرح:
"إن ضغط البيئة التي نعيش فيها يعادل ضغط جو واحد. وفي طريقة الضغط السلبي، يتم إنشاء ضغط أقل قليلاً من الضغط الجوي - حوالي 0.05 ضغط جوي - في المنطقة خلف الجرح. ويعمل هذا الاختلاف في الضغط على تحفيز الخلايا الجذعية وتنشيط آليات التئام الجروح الطبيعية في الجسم".
وأضاف:
"تسمح هذه الطريقة بامتصاص الجزيئات المشاركة في عملية التئام الجروح داخل الأنسجة التالفة، مما يوفر الظروف المناسبة لتجدد الجروح وشفائها".
وأوضح:
"حاليا يوجد جهاز كبير في المستشفيات لعلاج الجروح، لكن استخدامه محدود للغاية، ولا يمكن استخدامه لجميع المرضى ويستخدم فقط للمريضات الراقدات المستشفى".
وذكّر:
"إن منتجنا محمول ويمكن للمريض أن يحمله معه، وهو قادر على شفاء جروح المرضى خلال أسبوع".
واختتم "بسران" حديثه قائلا:
"يتمتع جهازنا هذا بالإضافة إلى كونه محمولاً، بالقدرة على ضبط وقت تشغيله بشكل مجدول من أسبوع إلى 15 يوماً. وبعد مرور هذه الفترة الزمنية، يقوم الجهاز بإزالة الضغط السلبي تلقائيًا ويمكن للمريضة العودة إلى المستشفى لمواصلة عملية العلاج.