وسائل الإعلام أن العقوبات لم تكن قادرة على منع بيع النفط الإيراني وينبغي النظر في اتخاذ تدابير أكثر فعالية لهذا الوضع، وبالطبع هذه المسألة ليست بلا سبب، إذ قالت زينب قيصري عضو مجلس الشورى الإسلامي، إن العقوبات لم تمنع بيع النفط الإيراني.
ونشرت مؤخراً تقارير في وسائل إعلام أجنبية تظهر الالتفاف على العقوبات وتفاصيل كيفية تصدير النفط الايراني إلى دول أخرى، بحيث يقال إن إيران تبيع النفط تحت أعلام دول مختلفة.
ويبدو أنه مع تنصيب ترامب رئيساً للولايات المتحدة، فإن بعض وسائل الإعلام المعادية تتحدث عن قدرة ايران في الالتفاف على العقوبات وبيع النفط لأن الرئيس المنتخب دونالد ترامب، قال "لا يمكن حل مشكلة غزة في غزة، بل من خلال التعامل مع ايرن وما داموا ينعمون بالاموال فلن ينعم الشرق الاوسط بالسلام ابداً"، واضاف ان "الصين تشتري 90% من النفط الإيراني بشكل غير قانوني، وسنناقش هذه المشتريات مع الصين".
من جهتها قالت عضو مجلس الشورى الاسلامي زينب قيصري انه وفقاً لاحدث تقرير لكيبلر فان ايران 1.9 مليون برميل فقط من النفط إلى الصين يوميا حتى منتصف ديسمبر/كانون الأول، واضافت ان تعزيز العلاقات مع الصين في أن تتخذ مبيعات النفط الإيرانية اتجاهاً تصاعدياً منذ الولاية الأولى لترامب، والآن أصبح رقم مبيعات النفط الإيراني إلى الصين ضعف الشروط غير الخاضعة للعقوبات.
واكدت قيصري، على ضرورة ان لا نسمح لترامب بتكرار الماضي وايجاد حلول لمواجهة سياساته، وقالت ان العديد من الادلة تشير الى ان ادارة ترامب تعتزم الحد من صادرات النفط الايرانية من خلال فرض العقوبات على ناقلات النفط.
وقالت قيصري ان ادارة حكومة بايدن ايضاً فرضت عقوبات جديدة على ناقلات النفط الايرانية في مناسبتين، ووفقاً لادعائها الخاص فقد فرضت عقوبات على حوالي 20 ناقلة نفط شبحية تحمل النفط الايراني.
وأضافت أن هذه الإجراءات تظهر أن تركيز العدو ينصب على العقوبات المفروضة على ناقلات النفط لضرب مبيعات النفط الإيرانية. وحتى في الآونة الأخيرة، ادعى المعهد الأمريكي UANI أيضاً أنه سيحدد 470 ناقلة شبح إيرانية ويقدمها لترامب.
مواجهة الزيادة المحتملة للحظر النفطي
وأشار روح الله كوهنوش نجاد، خبير الطاقة، إلى أنه ينبغي أن نتذكر أن سوق النفط العالمي والمشهد الجيوسياسي قد تغيرا منذ الولاية الأولى لرئاسة ترامب، وقال أن هناك بعض الطرق الممكنة للتعامل مع العقوبات المحتملة من الرئيس الأمريكي: بعض العوامل الرئيسية التي ساهمت في هذه الزيادة هي التركيز على الصين؛ وفي هذا الصدد، ركزت إيران بشكل أساسي على الصين، التي أصبحت سوقاً مهماً لنفط البلاد.
وتشير التقارير إلى أن كمية النفط الإيراني المرسل إلى الصين تضاعف أكثر من ثلاثة أضعاف من حوالي 325 ألف برميل يوميا في عام 2020 إلى حوالي مليون برميل يوميا في عام 2023، وحافظت على هذا الاتجاه في عام 2024.
وأضاف خبير الطاقة ان ايران طورت اسطولاً مظلماً من ناقلات النفط التي تعمل لنقل النفط، وتشمل هذه التكتيكات اشياء مثل النقل من سفينة الى سفينة في البحر لاخفاء مصدر النفط، وهذه التكتيكات تسمح لإيران بالالتفاف على العقوبات وبيع نفطها بعيداً عن العقوبات.
وأضاف كوهنهوش نجاد ان الأسعار من أجل تشجيع المشترين مثل الصين، تبيع إيران نفطها بسعر مخفض يصل إلى 15% أقل من سعر السوق وإن استراتيجية التسعيرة هذه تجعل النفط الخام الإيراني مرغوباً على الرغم من المخاطر المرتبطة بشراء النفط في ظل العقوبات. كما أن تكاليف الإنتاج المنخفضة والتي تقدر بنحو 15 دولاراً للبرميل، تسمح لايران أيضاً بالبقاء مربحة حتى بأسعار مخفضة.
وأضاف: المسألة التالية هي زيادة الطاقة الإنتاجية؛ وتمكنت إيران من زيادة إنتاجها من النفط الخام رغم العقوبات. وتشير الإحصاءات إلى أن مستويات الإنتاج زادت بشكل كبير، حيث تشير التقديرات إلى إنتاج يومي يبلغ حوالي 3.5 مليون برميل يوميا، وهو ما يمثل زيادة عن ذروة العقوبات. وقد ساهمت هذه الزيادة في الطاقة الإنتاجية في دعم حجم أكبر من الصادرات.
وذكر خبير الطاقة وقال ان زيادة الطلب على النفط الخام من دول مثل الصين والهند، يغير مشهد الطاقة العالمي، مما قد لا يسمح بتنفيذ العقوبات الأمريكية بقوة كما كان من قبل، وتسمح هذه البيئة لإيران بالتصرف بمزيد من الحرية.
وبحسب التقرير، فإنه من أجل التعامل مع ترامب، ينبغي اتخاذ إجراءات حتى لا يتمكن من خفض مبيعات النفط الإيرانية إلى الحد الأدنى كما كان الحال في عام 2018، كما يقول الخبراء، واعتماد استراتيجيات مثل الحفاظ على الأسطول المظلم وتوسيعه، مع التركيز على الصين وتعزيز العلاقات معه.