قصة إيران وطائراتها بدون طيار "الدرون" تشبه فيلم أكشن مليء بالتحديات والإبداع وبعض المفاجآت الكبيرة."
"هاي المسألة تعود إلى الحرب العراقية الإيرانية في الثمانينيات. حيث كانت إيران تواجه عدوا مدججا بالسلاح ويحظى بدعم الولايات المتحدة والغرب والاتحاد السوفييتي.
وفي هذا الوضع ظهرت الحاجة إلى أدوات الكشف ومسح المناطق وهي اللي أصبحت بمثابة الجدحة الأولى لولادة أول مسيرة في ايران." مسيرة مهاجر" كانت طائرة بسيطة تم تصميمها لكشف مواقع العدو. لكنها كانت الخطوة الأولى على الطريق اللي حول إيران فيما بعد إلى واحدة من القوى العظمى في مجال المسيرات على مستوي العالم.
"نقطة التحول بهاي القصة كانت عندما لم تطور إيران مسيراتها الخاصة بها فحسب، بل بدأت أيضًا بصيد المسيرات المتطورة الغربية. ففي عام 2011 استطاعت إيران عبر استخدام تكتيك الحرب الإلكترونية وبشكل مذهل للغاية أن تستولي بشكل كامل علي المسيرة الأمريكية RQ-170 المعروفة باسم "وحش قندهار" وتُهبطها سليمة تماما على الأرض.
كانت هاي الطائرة المسيرة فائقة التطور تعد رمزا للتكنولوجيا العسكرية الأمريكية. فالصور اللي نشرت من هذا لحدث أذهلت العالم. فإيران و بدلا من إرجاعها إلى الولايات المتحدة ، استخدمتها لتطوير تقنياتها المحلية في المسيرات وصممت مسيرات مثل مثل "شاهد 171" و"سيمرغ".
"ولم تكتف ايران بهذا المقدار. ففي العام التالي أي في عام 2012، اصطادت إيران مسيرة أمريكية أخرى من طراز "اسكن ايكل" في سمائها. فهاي المسيرة كانت واحدة من أدوات المراقبة المهمة والرصد لأمريكا. وفي عام 2014 تمكنت إيران من إسقاط المسيرة الإسرائيلية المتقدمة "هرميس 450" والتي كانت تستخدم في مهمة تجسسية بالقرب من منشآت نطنز النووية. كل واحدة من هاي الطائرات كانت بمثابة مكتبة كاملة من الأسرار العسكرية واللي ساعدت المهندسين الإيرانيين على تطوير التكنولوجيا الخاصة بهم بهذا المجال.
"وأيضا لم تكتف إيران بصيد المسيرات. فقد تم تصنيع مسيرات مثل "شاهد 129" القادرة على حمل الصواريخ وأيضا " شاهد 136" اللي أصبحت الآن علامة تجارية عالمية. وتستخدم هاي الطائرات بدون طيار في عمليات مختلفة، بدءا من الخليج الفارسي إلى مناطق أخرى في العالم والتي اظهرت أداءً رائعًا منها في الميدان. واليوم أصبحت المسيرات الإيرانية أداة فاعلا ومؤثرا في المعارك الإقليمية والخارجية.
فاليوم تعد إيران واحدة من أكبر مصدري المسيرات العسكرية وغير العسكرية في العالم. إن العديد من البلدان في أمريكا اللاتينية وأوروبا الشرقية وآسيا الوسطى وغرب آسيا وحتى أفريقيا هي من تشتري هاي المسيرات من ايران. وكان وقعها وأثرها كبير إلي درجة أن الدول الغربية وعلى لسان سلطاتها طالب عدة مرات بوقف تصدير هاي المسيرات.
"وما يجعل هذا المسار مميزا هو أن إيران حققت كل هذه النجاحات في ظل أقسى العقوبات المفروضة عليها على مدى التاريخ. العقوبات اللي لم تُعق طريق إيران فحسب، بل دفعتها أيضًا إلى الاعتماد على الطاقات الداخلية وإبداعها. هاي النجاحات هي رمز من الإبداع والإصرار من قبل الإيرانيين في مواجهة الضغوط الدولية".
"والآن، إيران معروفة كقوة أساسية في المسيرات ليس فقط في المنطقة بل في العالم أيضاً. القصة اللي بدأت مع " مسيرة مهاجر" وبلغت ذروتها الآن مع "مسيرة شاهد".
برأيكم هل نجاحات إيران في هذا المجال يمكن أن تكون نموذجاً موفقا للدول الأخرى اللي تتعرض للضغوط؟".