وفي مؤتمره الصحفي الاسبوعي اليوم الاثنين، افاد المتحدث باسم وزارة الخارجية الايرانية "إسماعيل بقائي" فيما يتعلق بالتهديدات النووية التي يطلقها الكيان الصهيوني ضد إيران، ان القرار 533 الذي يحظر أي تهديد أو استخدام للقوة ضد المنشآت النووية الإيرانية ينص على أن مجلس الأمن الدولي مطالب بالتدخل فورا تجاه هذه التهديدات.
واضاف بقائي انه من الناحية القانونية في هذه الحالات، يجب على مجلس الأمن الدولي أن يتخذ موقفا حاسما، اما من الناحية السياسية، فالمنطقة كلها على دراية بنهج الكيان الصهيوني المخالف للقانون.
وردا على سؤال مراسل ارنا حول سحب عضوية الكيان الصيهوني في الامم المتحدة، اعتبر بقائي ان الكيان الصهيوني الذي لا يؤمن بمبادئ وأهداف الأمم المتحدة وبالعيش السلمي في المجتمع الدولي، والذي كان وجوده يعني الاعتداء على الشعوب، لا يليق به من الأساس التواجد في المحافل الدولية.
واضاف المتحدث باسم وزارة الخارجية الايرانية انه على مستوى منظمة التعاون الإسلامي، بدأت مبادرات لمعارضة وجود الكيان الصهيوني بالمحافل الدولية وهذا يدل ايضا على أن المجتمع الدولي وصل إلى نتيجة مفادها أن هذا الكيان لا يليق به التواجد في المحافل الدولية.
وطالب بقائي انه ينبغي لمقرر الأمم المتحدة لحقوق الإنسان والدول بشكل جماعي سحب عضوية الكيان الصهيوني في الأمم المتحدة، لافتا الى انه وبنفس المنطق، فإن تواجد هذا الكيان في المحافل الدولية التي من المفترض أن تناقش فيها القضايا والمشاكل الدولية ليس ضروريا، كما نرحب بانضمام دول أخرى إلى هذه الحملة.
وعن زيارة المبعوث الخاص لقائد الثورة الاسلامية علي لاريجاني الأخيرة الى سوريا ولبنان، اوضح بقائي بأن هذه الزيارة تأتي للاستفادة من كافة امكانيات البلاد لتحقيق الأهداف الدبلوماسية، مؤكدة على رسالة مفادها أن إيران لا تزال تدعم بقوة سوريا ولبنان ضد العدوان الصهيوني المستمر.
وتابع بقائي :نرحب بتحسين العلاقات مع الدول على أساس المبادئ والاحترام والحكمة ومصالح البلاد والمنطقة وأمنهما.
وفيما يخص ايران وعلاقتها بالاتحاد الاقتصادي الاوراسي، ذكر بقائي انه قبل عدة سنوات، دخلت ايران في مفاوضات مع الاتحاد الاقتصادي الأوراسي، الذي يتكون من خمس دول ويتمتع بقدرة جيدة، وتوصلت مؤخرا الى توقيع وثيقة تعاون بين الجانبين، والتي إذا تمت الموافقة عليها في البرلمان الإيراني وايضا في الجانب الآخر، ستخلق الكثير من القدرة على التعاون بين الجانبين.
وفيما يتعلق بالعقوبات الاوروبية المستندة الى ادعاءات واهمة، اكد بقائي على أن الامر لن يمر دون رد على اجراءات فرض عقوبات على الشعب الإيراني وضد مصالح إيران.
واضاف انه وفي ظل اعتراف السلطات الأوكرانية نفسها بعدم صحة المزاعم المتعلقة بنقل الصواريخ من إيران الى روسيا، كان من المتوقع أن تعيد الدول الأوروبية النظر في مزاعمها السابقة، لكن على ما يبدو أن بعض الدول الأوروبية تصر على نهجها الخاص تجاه ايران.
وتابع ان مجموعة القضايا التي تمت مناقشتها وأوروبا كانت ولا تزال عديدة، معربا بان ايران على استعداد للدخول في حوار مع مختلف البلدان بنفس النهج، مع مراعاة المصالح الوطنية والمبادئ الثلاثة: الاحترام والحكمة والمصلحة الوطنية.
وفيما يتعلق بآخر تطورات العلاقات بين إيران والولايات المتحدة، افاد المتحدث باسم وزارة الخارجية، ان هناك قناة اتصال بين إيران والولايات المتحدة وهي مكتب حماية المصالح الامريكية التابع للسفارة السويسرية.
وردا على سؤال حول حالة العلاقات الإيرانية - الأمريكية في الحكومة الجديدة لهذا البلد، رأى بقائي أن حصر وتقليص القضايا بين أمريكا وإيران في شخص أو حكومة معينة ليس بالنهج الواقعي، لافتا الى ان التاريخ المرير للعلاقات بين الجانبين يبلغ سبعة عقود، وخلال هذه الفترة لم يتم ملاحظة أي حسن نية أو جهد للتعويض عن السلوك غير اللائق.
واستطرد موضحا انه وعلى العكس من ذلك، فقد أظهر أداء الحكومات الأمريكية السابقة إصرارها على مواقفها السابقة تجاه ممارسة الضغط على الشعب الإيراني، ومن الطبيعي أن نعتبر أداء الحكومات الأمريكية أساس نهجها، وهذا ليس بحثا نمطيا انما يستند الى الحقائق الموجودة والاستفادة من التجارب السابقة.
واكد بقائي على ان البرنامج النووي الإيراني سلمي تماما، وقد ثبت ذلك خلال هذين العقدين أو الثلاثة عقود، مشيرا الى ان تهديدات الكيان الصهيوني ضد إيران بهذا الخصوص تتعارض مع القانون الدولي، وسوف ترد إيران بطريقتها الخاصة وبشكل مناسب.
وفي استمرار مشاورات إيران مع وكالة الطاقة الذرية الدولية، باعتبارها عضوا في معاهدة حظر الانتشار النووي، قال بقائي انه تمت مناقشة الأسئلة والشكوك المطروحة بشأن برنامج ايران النووي، على الرغم من أن أساسها ليس فنيا ودقيقا.
واوضح انه في اللقاء بين غروسي وعراقجي، تم التأكيد على النهج الإيجابي الذي تتبعه إيران في التعامل مع القضايا المطروحة بين إيران ووكالة الطاقة الذرية الدولية.
ورأى المتحدث باسم وزارة الخارجية الايرانية ان أحد العوامل التي تديم الشر وتوسع نطاق الجرائم الدولية الخطيرة هو الشعور باليقين بالإفلات من العقاب.
واضاف انه وعلى الرغم من ان التأكيد على أن الجرائم الشنيعة والإبادة الجماعية وجرائم الحرب لا ينبغي أن تمر دون عقاب هو مبدأ مقبول، الا ان العالم شهد في العام الماضي، كيف ان الكيان الصهيوني يواصل مسيرته الخاصة من خلال عرقلة الولايات المتحدة في طريق تنفيذ العدالة في محكمة العدل الدولية والمحكمة الجنائية الدولية.
وبالاشارة الى ان عرقلة تنفيذ العدالة في حد ذاتها تعتبر شريكا في الجريمة، اوضح بقائي ان هناك نقاط يجب على المجتمع الدولي أن ينتبه إليها، فيما يتعلق بتعطيل عملية اعتقال قادة الكيان الصهيوني من قبل بعض الحكومات على أعلى المستويات وغيرها من القضايا التي حالت دون تنفيذ العدالة تجاه الكيان الصهيوني.
وفيما يتعلق ببرنامج السلك الدبلوماسي لتطوير التفاعلات التجارية مع الدول الأجنبية، اوضح بقائي بان استخدام القدرة الدبلوماسية لتحسين علاقات إيران التجارية مع الدول المختلفة كان أحد الموضوعات الثابتة في محادثات ايران الدبلوماسية مع الدول في المنطقة وخارجها. ومن الأمثلة على هذه القضية مجموعة البريكس والاتحاد الاقتصادي الأوراسي.
وذكر المتحدث باسم وزارة الخارجية الايرانية ان المعاونية الدبلوماسية الاقتصادية بوزارة الخارجية تتمتع بعلاقة مستمرة وهادفة مع منظمة تنمية التجارة ولديها خطة محددة لتعزيز مستشاري الأعمال.
وفيما يتعلق بالسؤال الذي طرح على كبير مستشاري وزير الخارجية الايراني للشؤون السياسية الخاصة علي اصغر خاجي حول زيادة المستشارين الإيرانيين في سوريا من قبل وسائل الإعلام الأجنبية، اوضح بقائي ان هذا السؤال جاء ردا على الشكوك التي أثيرت حول استمرار العلاقات الجيدة والاستراتيجية بين إيران وسوريا، وكان جواب خاجي أن استمرار التقدم الجيد للجانبين ودعم إيران لسوريا سيستمر.
واعتبر المتحدث باسم وزارة الخارجية ان معاملة مؤيدي القضية الفلسطينية في الدول الغربية غير لائقة وتتماشى مع سياسات الدول الاوروبية المعلنة والراضخة للكيان الصهيوني، مشيرا الى ان أحد ناشطي حقوق الإنسان في الأمم المتحدة طرح اجراء تحقيق في عملية التعامل مع مؤيدي الشعب الفلسطيني ومعرفة سبب انتشار الإسلاموفوبيا ومعاداة الفلسطينيين والعنصرية في بعض القضايا.
وتابع بقائي في هذا الصدد معتبرا ان أحد أسباب هذه القضية هو أن التعامل مع مؤيدي فلسطين بدلا من التعامل مع اصل القضية يتعارض مع شعارات حقوق الإنسان التي يستخدمها الغرب.