كان الهجوم الصاروخي الضخم الذي شنه حزب الله اللبناني على شمال فلسطين المحتلة هذا الصباح أحد أكبر وأفظع الهجمات التي شنتها في السنوات الأخيرة.
وفي هذا المقال نشير إلى خمس نقاط مهمة من هذه العملية، والتي لها عواقب أمنية وعسكرية كبيرة على الكيان الإسرائيلي:
1. الحجم غير المسبوق للهجوم؛ تم إطلاق أكثر من 100 صاروخ في ليلة واحدة
وكان هذا الهجوم بإطلاق أكثر من 100 صاروخ باتجاه شمال فلسطين المحتلة من أوسع العمليات الصاروخية التي قام بها حزب الله في التاريخ الحديث. وتأثرت بهذه الطلقات النارية مناطق تمتد من هضبة الجولان المحتلة إلى حيفا والناصرية والجليل، ودوت صافرات الإنذار بشكل متواصل في عموم المنطقة.
2. استهداف قاعدة رامات دافيد الجوية الاستراتيجية
وأصبحت قاعدة "رامات ديفيد" الجوية، وهي إحدى أهم القواعد العسكرية للكيان الإسرائيلي، هي المحور الرئيسي لهذا الهجوم. وتستضيف القاعدة الكتائب 101 و105 و109 المحمولة جواً بالإضافة إلى الطائرات العسكرية بدون طيار والمروحيات. وتشير بعض التقارير إلى أن عدة صواريخ أصابت هذه القاعدة بشكل مباشر، مما تسبب في انفجارات وحرائق هائلة.
3. فرار 300 ألف صهيوني إلى الملاجئ
وفي أعقاب هذه الهجمات الصاروخية، فر أكثر من 300 ألف صهيوني إلى الملاجئ. إن الصور ومقاطع الفيديو المنشورة للإسرائيليين وهم يفرون ويتجمعون عند مدخل الملاجئ هي انعكاس لحالة الرعب وانعدام الأمن الواسعة النطاق التي خلقتها هذه العملية.
4. انقطاع التيار الكهربائي وحرائق واسعة النطاق في مناطق مختلفة
أفادت القناة 14 الإسرائيلية عن انقطاع واسع النطاق للتيار الكهربائي في منطقة العفولة ماشي بعد هذا الهجوم الكبير. كما تم الإبلاغ عن حرائق عديدة في مدينتي نتانيا والناصرية. وهذه الظروف يمكن أن تقلل بشكل كبير من قدرة الكيان الصهيوني على المناورة.
5. العواقب الاستخباراتي؛ جهوزية مسيرة "الهدهد"
لم تكن هذه العملية مجرد هجوم صاروخي بسيط، بل تم تنفيذها باستخدام معلومات مفصلة تم الحصول عليها من مسيرة "الهدهد" لحزب الله.
وكان حزب الله اللبناني قد أعد صوراً تفصيلية لقاعدة رامات دافيد قبل شهرين، والتي لعبت الآن دوراً حيوياً في الاستهداف الدقيق لهذا الهجوم. ويظهر هذا الإجراء قدرة حزب الله العالية على جمع المعلومات والتخطيط للعمليات التفصيلية. وهي النقطة التي أثارت قلق إسرائيل بشكل كبير.
وأخيرا، لم تكن العملية التي قام بها حزب الله في لبنان هذا الصباح مجرد هجوم صاروخي؛ بل كان استعراضًا للقوة والتخطيط والتنسيق الاستخباراتي الذي جلب تحديات أمنية جديدة للكيان الإسرائيلي.
ولم يكشف هذا الهجوم نقاط الضعف البنيوية في الجيش الإسرائيلي فحسب، بل أرسل أيضاً رسالة واضحة إلى تل أبيب مفادها أن حزب الله جاهز ويمكنه ضرب قلب المناطق الحساسة في إسرائيل في أي لحظة.
paratoday