وقالت الخارجية التركية في بيان مكتوب لوكالة «سبوتنيك» الروسية: «نود أن نرى في سورية جارة تعيش في سلام مع شعبها ومجتمعها، وتحقق مصالحة وطنية حقيقية من خلال الخطوات التي اتخذتها في إطار المطالب والتوقعات المشروعة لشعبها، والتي تنعكس أيضاً في قرارات مجلس الأمن الدولي ذات الصلة، والتي تؤسس لتحقيق الاستقرار بدلاً من عدم الاستقرار، ليس في تركيا فحسب، ولكن أيضاً في المنطقة التي تشهد تطورات»، وأضافت: «يجب بذل الجهود لتنفيذ ذلك على أساس مبدأ حسن النية من دون شروط مسبقة وبمنهج واقعي، لتهيئة الظروف اللازمة في هذا الإطار».
والسبت الماضي، صرح وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف بأن اجتماعاً للرباعية بصيغة روسيا وإيران وتركيا وسورية بشأن عودة العلاقات الطبيعية بين أنقرة ودمشق سيعقد في المستقبل المنظور، مشيراً إلى أن الطرفين تمكنا من عقد اجتماع عام 2023 بمشاركة وزارات الدفاع والخارجية وأجهزة المخابرات، لمحاولة التفاوض على شروط يمكن أن تؤدي إلى عودة العلاقات إلى طبيعتها بين سورية وتركيا.
وأول أمس توقع مصدر دبلوماسي عربي في تصريح لصحيفة «الوطن» السورية رفض الكشف عن اسمه، أن تكون موسكو أنجزت بالفعل تحديد جدول أعمال اللقاء المرتقب والمتوقع أن يكون نهاية هذا الشهر.
ولخص المصدر أجندة جدول الأعمال بأنها تتضمن بالضرورة الإشارة إلى تسمية من هم الإرهابيون، وتحديد آلية للتعاون بين دمشق وأنقرة لمكافحة الإرهاب، إضافة لتحديد جدول زمني لانسحاب القوات التركية من الأراضي السورية، وذلك بعد إنجاز النقاط السابقة الخاصة بمكافحة الإرهاب لضمان أمن الحدود المشتركة.
وبخصوص العلاقة بين سورية وتركيا، قال الرئيس السوري بشار الأسد في خطاب أمام مجلس الشعب: «اللقاءات التي جرت خلال السنوات الماضية بشأن العلاقة مع تركيا لم تحقق أي نتائج»، لكن «الوضع الراهن المتأزم عالمياً يجعل من الضرورة العمل بشكلٍ أسرع لإصلاح ما يمكن إصلاحه بعيداً عن آلام الجروح».
وتحدث الرئيس السوري عن المبادرات المتعددة بشأن «العلاقة مع تركيا، والتي تقدم بها أكثر من طرف، هي روسيا وإيران والعراق»، مؤكداً تعامل سورية مع هذه المبادرات انطلاقاً من مبادئها ومصالحها «التي لا تتعارض عادة مع الدول المتجاورة في حال كانت النيات غير مؤذية».