وفي ظل الارتفاع الكبير في حالات الاضطرابات والأمراض النفسية والعقلية، فضلا عن اشتداد أزمة الإدمان لدى الصهاينة بعد عملية طوفان الأقصى في 7 أكتوبر 2023، أفادت مصادر ذات صلة بدائرة الصحة في كيان الاحتلال أنه بعد حرب غزة، زاد تعاطي المخدرات بين الإسرائيليين بشكل رهيب.
وأعلن "شاؤول لوران"، الطبيب المتخصص في الأمراض النفسية والعقلية ومؤسس المركز الصهيوني للإدمان والصحة العقلية في نتانيا، خلال مقابلة: بعد حرب غزة، شهدنا زيادة كبيرة في استخدام مختلف العقاقير المهدئة، سواء العقاقير الطبية، والمخدرات غير المشروعة، والمشروبات الكحولية، فضلا عن السلوكيات الإدمانية مثل المقامرة بين الإسرائيليين، وهو رد فعل طبيعي للتغلب على الحالة النفسية. ضغط.
وأضاف في حديثه مع وكالة فرانس برس:
أجرى فريق مركز الإدمان والصحة النفسية بحثًا على حوالي 1000 شخص من مختلف الطبقات السكانية في إسرائيل، وتبين أن استهلاك المواد المسببة للإدمان بينهم قد زاد بحوالي 25% بعد حرب غزة. وفي الواقع، زاد واحد من كل أربعة إسرائيليين من تعاطي المخدرات منذ بداية الحرب على غزة.
وأكد هذا الطبيب المتخصص في الشؤون النفسية والعقلية: بعد الحرب على غزة، زاد استهلاك الحبوب المنومة والمسكنات بنسبة 180% و70% على التوالي في شهري نوفمبر 2023 وديسمبر 2023، والعديد من العملاء هم من ذهب أبنائهم إلى حرب غزة ويقولون أنهم لا يستطيعون النوم بسبب القلق.
"يوني" (لقب أحد الشباب الصهاينة)، الذي تم استدعاؤه من قبل الجيش للخدمة العسكرية، أجل دخوله في الجيش بسبب إدمانه الشديد للمخدرات. ويقول هذا الشاب الصهيوني البالغ من العمر 19 عاماً: بدأت بتعاطي المخدرات منذ بداية أزمة كورونا، لكن حالتي أصبحت أسوأ بكثير بعد بدء حرب غزة.
وأضاف: "تعاطي المخدرات هو في الواقع وسيلة للهروب من الواقع". وفي الأشهر الأولى من الحرب، بدأت بتناول المنشطات، مثل حبوب النشوة والإكستاسي وحبوب إم دي إم إيه، وإل إس دي ومع مرور الوقت زاد استهلاك هذه الحبوب. أعلم الآن أنني مدمن وأحتاج إلى الذهاب إلى مركز إعادة التأهيل لتلقي العلاج.
وقال "ياشير متان" أحد أفراد قوات جيش الاحتلال في قطاع غزة، في حديث مع وكالة فرانس برس:
أحاول أن أنسى كل شيء عن طريق تعاطي المخدرات. نحن نعلم أن الحرب لا جدوى منها ولكن علينا أن نشارك فيها.
وتابع الدكتور لوران حديثه مع وكالة فرانس برس: "بناء على البحث، من الواضح تماما أننا على حافة وباء كارثي وتصاعد إدمان المخدرات سيغطي جزءا كبيرا من المجتمع الإسرائيلي".
كما كشفت صحيفة هآرتس الناطقة بالعبرية مؤخراً أن الأبحاث التي أجراها أساتذة علم النفس في الجامعات الإسرائيلية أظهرت أن ما لا يقل عن 40 في المائة من الإسرائيليين عانوا من مشاكل عقلية ونفسية، بما في ذلك الاكتئاب، بعد 7 أكتوبر (عملية طوفان الأقصى).
تجدر الإشارة إلى أن وسائل الإعلام العبرية تتحدث عن انتشار حاد للمشاكل العقلية بين الجنود الصهاينة المشاركين في حرب غزة.
وأعلنت صحيفة يديعوت أحرانوت مؤخرا أن انتشار المشاكل العقلية والعاطفية بين الجنود الصهاينة دفع المسؤولين الطبيين في الجيش إلى إنشاء قسم خاص للتأهيل العقلي للجنود ودعوة العديد من الأطباء النفسيين للتعاون.
وبحسب أحرانوت فإن أحد أسباب هذا القرار هو الزيادة الكبيرة في الرغبة في الانتحار بين الجنود الإسرائيليين.
parstoday