وبحسب الصحيفة، فقد شارك مسؤولون أميركيون وإسرائيليون في مناقشات رفيعة المستوى، بعد الهجوم الذي نفّذته إيران ضد "إسرائيل"، رداً على اغتيال العميد زاهدي، وشهدت المناقشات اعترافاً بأنهم أخطأوا في حساباتهم بشدّة حين اعتقدوا أن إيران لن تردّ بقوة، حيث كان ردّها واسع النطاق بشكل غير متوقّع.
وأعادت الصحيفة الأمر إلى تغيّر قواعد الاشتباك بين إيران و"إسرائيل" بشكل جذري في الأشهر الأخيرة، مما يجعل من الصعب أكثر من أي وقت مضى على كل طرف قياس نوايا الطرف الآخر وردود أفعاله.
وقال مسؤولان إسرائيليان إن التخطيط للضربة الإسرائيلية في سوريا بدأ قبل شهرين، وكان الهدف هو العميد زاهدي، وقبل ذلك بأسبوع تقريباً، في 22 آذار/مارس الماضي، وافق "كابينت" الحرب الإسرائيلي على العملية، وفقاً لسجلات الأمن الإسرائيلية الداخلية.
وأوضحت هذه السجلات نطاق ردود الفعل التي توقّعتها الحكومة الإسرائيلية من إيران، وبينها هجمات صغيرة النطاق من قبل حلفاء إيران، وهجوم صغير الحجم من إيران، ولم يتنبأ أيّ من التقييمات بشراسة الردّ الإيراني الذي حدث بالفعل.
ونقلت الصحيفة عن مسؤولين أميركيين قولهم إن وزير الدفاع، لويد أوستن، عاتب نظيره الإسرائيلي، يوآف غالانت، في مكالمة هاتفية يوم 3 نيسان/أبريل الجاري، وقال أوستن إن الهجوم عرّض القوات الأميركية في المنطقة للخطر، وإن عدم التحذير لم يترك لهم الوقت لتعزيز دفاعاتهم. ولم يكن لدى غالانت تعليق فوري على ذلك.
وبحسب الصحيفة، فقد توقّعت الأجهزة العسكرية والاستخبارية الإسرائيلية في البداية أن تطلق إيران ما لا يزيد عن 10 صواريخ أرض - أرض على "إسرائيل"، وبحلول منتصف الأسبوع الماضي، أدرك الإسرائيليون أن إيران لديها شيء أكبر بكثير في ذهنها، وزادوا تقديراتهم إلى ما بين 60 و70 صاروخ أرض - أرض، وحتى هذا تبيّن أنه منخفض للغاية.
وكانت شبكة "ABC NEWS" الأميركية، قد نقلت عن مسؤول أميركي كبير، قوله إنّ الولايات المتحدة اعتمدت، بصورة كبيرة، على "تصوّر مضلِّل"، مُفاده أنّ قائد الثورة والجمهورية الإسلامية في إيران، السيد علي خامنئي، كان "حذراً" ولن يأمر أبداً بشنّ هجومٍ مباشر على "إسرائيل"، وأشارت إلى أنّ الهجوم الإيراني والتقويم الأميركي العام لإيران يتطلبان الآن "دراسةً وإعادة تقويم".
وفي وقتٍ سابق، ذكرت صحيفة "إسرائيل هيوم" الإسرائيلية، في تقرير، أنّ "الهجوم الليلي من إيران هو تذكير صارخ بفقدان الردع الاستراتيجي لإسرائيل والولايات المتحدة"، كما أنّه "خلق فرصةً في تغيير الوضع الجيوسياسي في الشرق الأوسط".
وفي السياق نفسه، أكدت صحيفة "يديعوت أحرونوت" الإسرائيلية أنّ ليلة الرد الإيراني على استهداف القنصلية في دمشق كانت "مهزلةً استراتيجيةً" بالنسبة إلى الاحتلال.
وقال معهد دراسات الأمن القومي الإسرائيلي إنّ "إسرائيل والولايات المتحدة فشلتا في ردع إيران عن الهجوم"، إذ "تمكّن الإيرانيون من إلحاق الأذى بإسرائيل، من دون إلزام واشنطن بالرد والتعاون مع تل أبيب".
وفي السياق ذاته، كذّبت صحيفة "معاريف" الإسرائيلية ما أعلنه "الجيش" الإسرائيلي عن معدل اعتراض الصواريخ، والذي "أثار شعوراً وكأن الأمر يتعلق باعتراض كامل لكل التهديدات الإيرانية، مع نشر نسبة نجاح مجنونة (99%) تنتج حالة كمال"، وهذا يمكن أن يسبّب لا مبالاة للإسرائيليين وكذلك لدى "الجيش"، بحسب الصحيفة. وأكدت الصحيفة أنّ الصواريخ التي نجحت في التملّص من منظومات الدفاع الجوي الإسرائيلية تظهر أنّ هجوماً على تجمّعات مدنية كبيرة، مثل "غوش دان" (التي تعد درّة تاج الاقتصاد في الكيان فهي تضمّ مركز البورصة وتجمُّع الاستثمارات والمصارف والشركات الضخمة للتكنولوجيا)، سيؤدي إلى خسائر فادحة.