وأكد لاعب خط الوسط الإيراني علي رضا جهانبخش للموقع الإلكتروني الرسمي للاتحاد الآسيوي لكرة القدم، أن الخروج من الدور قبل النهائي في نسخة العام 2019 يعتبر محفزاً إضافياً لتخطي هذه المرحلة والوصول إلى المشهد الختامي من المسابقة.

وأطلق جهانبخش العنان لأفراح الإيرانيين حينما نفذ بنجاح ضربة الجزاء التي احتسبت لمنتخب بلاده في الرمق الأخير من المواجهة أمام اليابان ليقوده إلى الدور قبل النهائي وإلى الفوز الأول في تاريخ مواجهات الفريقين في البطولة.

ولم تقتصر أفراح على الإيرانيين على مدرجات ستاد المدنية التعليمية مسرح اللقاء، بل امتدت في كل مكان حيث يتواجد فيه أنصار المنتخب الوطني، وكانت مضاعفة بإقصاء حامل الرقم القياسي بعدد الألقاب ومن تسبب بخروج رفاق جهانبخش من منافسات النسخة السابقة.

وحققت إيران اللقب في 3 مناسبات سابقة آخرها كان في العام 1976 حيث كانت تهيمن على المشهد القاري حينها، وهي تتطلع الآن إلى إنهاء ما يقارب من نصف قرن من الإحباط والغياب عن منصات التتويج.

وقبل التفكير بذلك، ستكون كتيبة المدرب الوطني أمير قلعة نوئي أمام تحد كبير لكسر حاجز الأدوار النهائية الذي لازمهم تحديداً الدور قبل النهائي في الكثير من نسخ البطولة.

وقال جهانبخش للموقع الإلكتروني للاتحاد الآسيوي لكرة القدم بعد يوم من تنفيذه ضربة الجزاء بنجاح في مرمى اليابان: نحن كمنظومة متكاملة في إيران لا نزال على قيد الحياة، إنها الرياضة الأولى في البلاد على مر الأجيال.

وأضاف: ربما لحسن الحظ أن الجيل الحالي للمنتخب الوطني يعتبر مزيجاً من اللاعبين الكبار على المستوى الفردي، واللاعبين أصحاب الخبرة وهو ما صنع توليفة مميزة جداً ساهمت بهذا الأداء الجيد حتى الآن.

وتابع: هذا الجيل لديه أحلام وطموحات كبيرة، نريد أن نظهر أنه أفضل جيل في كرة القدم الإيرانية وأعتقد أنه الوقت المناسب لذلك، لقد تعلمنا من التجربة التي كانت في نسخة العام 2019 في الإمارات، ونطمح أولاً لبلوغ المباراة النهائية.

وعلى الرغم من النجاحات التاريخية لإيران في كأس آسيا، إلا أنها كانت على موعد مع خيبات الأمل في الكثير من الأحيان، حيث وصل المنتخب الوطني إلى الدور قبل النهائي ست مرات أعوام 1980 و1988 و1996 و2004 و2019، وانتهت جميعها بالخسارة.

وفي الظهور الأخير لإيران في كأس آسيا 2019 خسر المنتخب بقيادة المدرب البرتغالي كارلوس كيروش أمام اليابان 0-3، حيث شارك في اللقاء آنذاك سبعة لاعبين من بينهم جهانبخش من قائمة الفريق التي تغلبت على اليابان في ربع نهائي هذه النسخة، حيث يعتبر ذلك بمثابة رد اعتبار.  

وتمثل المواجهة مع قطر اليوم الأربعاء قيمة كبيرة لرفاق جهانبخش الذين يتطلعون إلى كتابة أسمائهم من بين مجموعة رموز كرة القدم في إيران، حيث الفرصة متاحة أمامهم على هذا الصعيد.

ويقول جهانبخش: في بطولة كأس العالم، سقف التوقعات كان يتمثل بتجاوز دور المجموعات فقط، لكن في واقع الحال في كأس آسيا مختلف تماماً، الجماهير تطالبنا بتحقيق اللقب.

وتابع: نحن نعلم حجم الضغوطات، ونعلم تماماً مدى التوقعات، لكننا في الوقت ذاته نتحلى بالهدوء مع طموحات كبيرة، لأن الأمر يتعلق بالوطن وهذا ما يجعلنا نقاتل من أجل بلدنا وشعبنا.

وأردف بالقول: لقد أظهرنا روحاً كبيرة أمام اليابان وقمنا بذلك بشكل جيد للغاية، لقد لعبنا بقلوبنا ولدينا الثقة التامة أنه بإمكاننا المضي قدماً لإنهاء هذه المشاركة بأفضل طريقة ممكنة.

وعلى الرغم من الثقة الكبيرة التي اكتسبها جهانبخش وزملائه من الفوز على اليابان، فإن جناح فريق فينورد الهولندي يواجه تحدياً حينما يلاقي المنتخب القطري الذي سيلعب أمام جماهيره بقيادة المتألق أكرم عفيف.

ويقول جهانبخش: التواجد في الدور قبل النهائي أمر مهم، خلال مسيرتنا في البطولة مررنا بالكثير من التحديات على الرغم من البداية الجيدة (الفوز على فلسطين 4-1)، أمام هونغ كونغ لم نظهر بشكل جيد، لكننا تحسنّا أمام الإمارات وسوريا وصولاً إلى أفضل أداء أمام اليابان وهذا النسق التصاعدي يمنحنا القدرة على تحقيق أحلامنا.

وأوضح اللاعب: المنتخب القطري يحظى باحترام كبير، وأنا أعتبره من الفرق الجيدة في آسيا، لقد قاموا بعمل رائع في السنوات الأخيرة التي شهدت تطوراً ملحوظاً في كرة القدم في البلاد، وبلا شك أن المواجهة ستكون أمامهم صعبة.

وأضاف: حينما خسرنا أمام اليابان في العام 2019 ثم اضطررنا لمغادرة البطولة، أصبحنا ندرك تلك المشاعر لأننا عشنا اللحظات التي أعقبت ذلك، ولا نريد أن يتكرر الأمر ذاته في مرة أخرى.

وقدم الجناح الإيراني مستويات مميزة في كأس آسيا 2023 في قطر، حيث استفاد اللاعب البالغ من العمر 30 عاماً من مسيرته الرياضية مع فينورد بعدما عاد إلى هولندا في العام 2021، بعد أن سبق له اللعب مع برايتون وهوف ألبيون في الدوري الإنجليزي الممتاز.

وعن فريقه قال اللاعب: كان فينورد منعطفاً هاماً في مسيرتي حينما أمضيت عاماً رائعاً على المستوى الفردي والجماعي للفريق بإحراز لقب الدوري ثم الوصول إلى الدور ربع النهائي من الدوري الأوروبي (خرج أمام روما الإيطالي)، وأنا سعيد بقرار اللعب هنا.  

وختم حديثه بالقول: أنا لا أندم أبداً على القرارات التي اتخذها في حياتي، وفيما يتعلق بالمنتخب الوطني فالوصول إلى كأس العالم وتمثيله الآن في البطولة يمنحني الحافز لأبذل ما بوسعي وأن أكون في قمة العطاء الرياضي.