وتقول نيكول لوفيندوفسكي من جامعة كولورادو في بولدير بالولايات المتحدة في مقال نشرته مجلة "Nature Climate Change": "ستكون طبقة المياه القلوية في المستقبل على سطح المحيط مباشرة، ما يجعلها غير صالحة لحياة الشعاب المرجانية والرخويات. وحتى إذا توقفت الانبعاثات من اليوم، فإن (منطقة الموت) هذه ستظهر حتما، ولكن مع بعض التأخر، وهذا ما يقلقنا جدا".
ويؤدي ازدياد تركيز ثاني أكسيد الكربون في مياه البحار والمحيطات إلى رفع حموضتها، ما يعرقل تكون المعادن المكونة لقشرة المرجان وقواقع الرخويات وغيرها، ما يسبب موتها وتدمير السلسلة الغذائية وموت الكائنات البحرية الأخرى.
وتضيف لوفيندوفسكي أن هذه الحالة واضحة جدا في المناطق القريبة من القطب، حيث تركيز ثاني أكسيد الكربون مرتفع في طبقات الماء العليا وهناك تيارات مائية عميقة تنقل ثاني أكسيد الكربون إلى السطح. واستنادا إلى هذه الفكرة، احتسب العلماء حدود "منطقة الموت" وتبين أن هذه الحدود حاليا تقع على عمق نحو 1000 متر في مياه المناطق المعتدلة، وعلى عمق 300-400 متر في المناطق القريبة من القطب الجنوبي. وبحلول عام 2100، سوف تتغير الأوضاع بصورة حادة، لأن هذه الحدود سترتفع بمقدار 83 مترا، و80% من المناطق البحرية ستقترب من سطح الماء.
كما أظهرت حسابات العلماء حدوث تغيرات عميقة في القارة القطبية الجنوبية، أدت إلى ظهور "المناطق الميتة" أو أخرى في طريقها إلى الظهور في السنوات القريبة. أي أن وقف هذه العملية أصبح غير ممكن حتى إذا توقف انبعاث ثاني أكسيد الكربون بصورة جذرية.