ونقلت وسائل إعلام محلية أنّ الاحتلال ارتكب مجزرة جديدة في الحي السكني الفاصل بين ساحة الخلفاء الراشدين وشارع الهوجا وسط مخيم جباليا، حيث قصفت طائرات الاحتلال مربعاً سكنياً كاملاً على رؤوس ساكنيه بالتزامن مع قصف مدفعي كثيف، ما أدّى إلى وقوع العديد من الشهداء والجرحى.
وتُجري طواقم الدفاع المدني، عمليات بحث عن جرحى تحت الأنقاض، في هذه الأثناء، بعد استهداف منزل يعود إلى عائلة "عنبر" في معسكر جباليا شمال قطاع غزة، فيما أُفيد عن ارتقاء 19 شخصاً حتى الآن.
المجزرة مستمرة
ووصفت منظمة الأمم المتحدة للطفولة (اليونيسيف)، الغارات الإسرائيلية على مخيم جباليا للاجئين في قطاع غزة بـ" المجزرة ".
وقالت المنظمة في تعليق لها، أن "مشاهد المجزرة التي ظهرت من مخيم جباليا في قطاع غزة عقب الغارات ( الإسرائيلية ) الثلاثاء والأربعاء بـ"المروعة ".
وأشارت "اليونيسيف" إلى أنه "على الرغم من أننا لا نملك حتى الآن تقديرات لعدد الضحايا من الأطفال جراء الهجوم، إلا أن المنازل دمرت، ويبدو أن مئات الأشخاص أصيبوا وقتلوا، وتفيد التقارير أن العديد من الضحايا كان من بينهم أطفال".
وأفادت مصادر بشنّ الاحتلال سلسلة غارات إسرائيلية عنيفة في محيط مستشفى الإندونيسي شمالي القطاع، بالتزامن مع وصول عدد من إصابات المجزرة في جباليا إلى المستشفى.
وفي الوقت ذاته، أعلنت وزارة الصحة في غزة توقف المولد الرئيسي في المستشفى الإندونيسي، مضيفةً أنّ مئات المرضى والجرحى تحت خطر محدق بسبب توقف المولد الرئيسي.
وأكد الناطق باسم وزارة الصحة أشرف القدرة، أنّ المستشفى الإندونيسي لجأ للعمل بخطة استثنائية حالياً عبر تشغيل المولد الثانوي، ما تسبب بتوقف الأنظمة الكهروميكانيكة عن العمل في جميع أقسام المستشفى بما في ذلك أنظمة التهوية.
وأشار القدرة إلى توقف محطة الأوكسجين الوحيدة في المستشفى أيضاً، وانقطاع التيار الكهربائي عن أقسام المبيت واستعمال الإنارة بالكشافات اليدوية، وتوقف عمل ثلاجات حفظ الموتى.
وأكد الناطق باسم الوزارة، أن العمل بإطار العمل بخطة استثنائية قد تمكن المستشفى من العمل لبضعة أيام، لكن "إذا لم يصل الوقود فسنصل إلى الكارثة لا مفر"، مناشداً أصحاب الضمائر الحية بالتدخل الفوري لتزويد مجمع الشفاء والمستشفى الإندونيسي بالوقود".
وبحسب مراسلون، فإنّ طائرات الاحتلال تجدد قصفها لمحيط مستشفى الشفاء في مدينة غزة، وسط تحذيرات من توقف خدمات المستشفى قسراً بعد ساعات لعدم توفر الوقود.
يأتي ذلك بالتزامن مع إعلان توقف المستشفى الوحيد لعلاج السرطان في قطاع غزة المحاصر عن العمل بسبب نفاد الوقود، ما يجعل حياة ألفي مريض على المحك، وفق ما أكده مسؤولون في قطاع الصحة الفلسطيني.
غارات عنيفة
بالتزامن، أفادت مصادر بأنّ قوات الاحتلال مستمرة في قصف منطقة أبراج الكرامة في مدينة غزة، وبسلسلة غارات إسرائيلية عنيفة وقذائف مدفعية على مناطق تل الهوى غرب مدينة غزة.
وأشارت إلى أنّ طائرات الاحتلال استهدفت أيضاً منزلاً بالقرب من دوار بيت لاهيا شمالي قطاع غزة.
وقبل ساعات، قال رئيس المكتب الإعلامي الحكومي في غزّة، سلامة معروف، إنّ مجازر الاحتلال خلفت أكثر من 10 آلاف بين شهيد ومفقود حتى الآن، مؤكّداً أنّ وجود جثامين الشهداء تحت الركام "ينذر بخطر انتشار الأوبئة".
وأشار معروف إلى "خروج 70 جريحاً للعلاج في الخارج الأربعاء لأول مرة منذ بدء العدوان"، بالتزامن مع دخول 70 شاحنة من المساعدات الإنسانية إلى القطاع.
وقال المكتب الإعلامي الحكومي إنّ "ما يدمي القلب ويبكي العين أن يكون القاسم المشترك في قوافل المساعدات المحدودة التي تدخل حتى الآن هو الشاحنات المحملة بالأكفان".
بدورها، نقلت وكالة "رويترز"، عن حركة حماس، أنّ ضحايا مجزرتي جباليا الأولى والثانية يومي الثلاثاء والأربعاء يجاوز الألف ما بين شهيد وجريح ومفقود، حيث استشهد ما لا يقل عن 195 فلسطينيا وأُصيب 777 آخرون، فيما بقي 120 في عداد المفقودين.
وتتفاقم الأزمة الإنسانية في القطاع من جراء العدوان، مع استهداف القصف الإسرائيلي لكل مقومات الحياة في القطاع، ومنها قصف المخابز والمراكز التجارية واستهداف المستشفيات ومحيطها، ما أدّى إلى نقص شديد في الغذاء والمياه والوقود اللازم، لتشغيل محطات تحلية المياه ومولدات الطاقة، بالإضافة إلى انهيار الخدمات الأساسية.