موضوع البرنامج:
الأمة وإحياء الباطل
العلاقة بين الملائكة ومؤمني الدولة المهدوية
قل: يا أرحم الراحمين

هو قائمٌ مهديُ جبار السماء

نور الورى من ليل جهلٍ غاسق

ذي حملة إن هال يوم كريهة

لم يخش خوض بواسلٍ وبوارق

للمال أكرم واهبٍ، للدين أحسن

ناشرٍ، للفتق أعظم راتق

الخضر حاجبه وعيسى تلوه

يتلوه بين عوالم وخوالق

ذي سيرة نبوية من عدلها

لم يخش ليث الغاب قلب الناهق

الله يظهره ويدني وقته

فعسى يطيب به فؤاد الوامق

*******

بسم الله، وله الحمد والمجد، العدل الحكيم تبارك وتعالى رب العالمين، والصلاة والسَّلام على حبله المتين وصراطه المستقيم معادن خيره العميم محمد وآله المعصومين. السَّلام عليكم أعزاءنا وأهلاً بكم في هذا اللقاء من برنامج شمس خلف السحاب، مطلع اللقاء إخترناه أعزاءنا من قصيدة مهدوية للعالم الأديب السيد الورع علي خان الموسوي الحويزي ـ رضوان الله عليه.
أما الفقرة العقائدية في البرنامج فعنوانها هو: الأمة وإحياء الباطل
ثم إجابة لخبير البرنامج سماحة السيد محمد الشوكى، عن سؤال بشأن العلاقة بين الملائكة ومؤمني الدولة المهدوية.
والفقرة الأخيرة في البرنامج إحدى الحكايات الموثقة للفائزين بالألطاف المهدوية عنوانها هو: قل: يا أرحم الراحمين.
نبدأ بالفقرة العقائدية التي تحمل العنوان التالي:

*******

الامة وإحياء الباطل

قال مولانا الإمام أمير المؤمنين ـ عليه السَّلام ـ في خطبةٍ رواها ثقة الاسلام الكليني، في روضة الكافي، وفيه ذكر المهدي الموعود وغيبته وظهوره _ عجل الله فرجه_ قال: "ولعمري ليضاعفنّ عليكم التيه من بعدي أضعاف ما تاهت بنو إسرائيل ولعمري أن لو قد إستكملتم بعدي مدة سلطانِ بني أمية، لقد إجتمعتم على سلطان الداعي الى الضلالة وأحييتم الباطل وأخلفتم الحق وراء ظهوركم، وقطعتم الأدنى من أهل بدر ووصلتم الأبعد من أبناء الحرب لرسول الله _صلى الله عليه وآله وسلم_

*******

ايها الأفاضل في هذا المقطع يشير الوصي المرتضى ـ عليه السَّلام ـ الى طول فترة غيبة سليله بقية الله المهدي _عجل الله فرجه_ وهذا واضحٌ من تأكيده _عليه السَّلام_ على أن ظاهرة التيه في الأمة الإسلامية ستزيد بأضعافٍ على مدة تيه بني اسرائيل التي بلغت على ما في الروايات أربعين سنة. وفي تتمة كلامه المتقدم يعرف أمير المؤمنين _عليه السَّلام_ بالعلة الإساس التي تؤدي الى طول هذا التيه وتؤخر إقامة دولة العدالة الإلهية على يد خاتم الأوصياء الإمام المنتظر _أرواحنا فداه. أجل، فتتمة كلامه _عليه السَّلام_ تضمنت إخباراً مسبقاً بزوال حكم بني أمية، ولكن الأمة لن تتوجه الى أئمة العترة الطاهرة – عليهم السَّلام – لإقامة الحكم الإلهي، بل ستنخدع بشعارات الداعي للضلالة أي داعية بني العباس سواءً تمثل في شخص أبي مسلم الخراساني أو ابي العباس السفاح أول خلفاء العباسيين.وهذا ما حدث بالفعل وصدقه الواقع التأريخي بعد ما يقارب القرآن من صدور تلك الخطبة العلوية المباركة ؛ أي في عهد إمامة مولانا الإمام الصادق ـ عليه السَّلام.

*******

أيها الأخوة والأخوات، على ضوء ما تقدم يتضح أن في مناصرة أي حركة مضادة لأئمة العترة الطاهرة _عليهم السَّلام_ يكمن إحياء الباطل وتعزيزه وفي ذلك إطالة لفترة التيه التي تعصف بالأمة الاسلامية منذ قرون طويلة. والنتيجة المترتبة على ذلك هي أن الغفلة عن منهج العترة المحمدية الطاهرة هو العامل الأساسي لتأخير الظهور المهدوي المرتقب، في حين أن التوجه له والإلتزام به هو أهم عوامل التمهيد لظهور المهدي الموعود _عجل الله فرجه_ وإقامة الدولة الإلهية العالمية.

*******

إخوة الإيمان حان الآن موعدكم مع الفقرة الخاصة بإجابة خبير البرنامج عن أسئلتكم..فلنستمع معاً للإتصال الهاتفي التالي:
المحاور: بسم الله الرحمن الرحيم سلام عليكم احباءنا، معكم في الفقرة الخاصة بالاجابة عن اسئلتكم للبرنامج، برنامج شمس خلف السحاب معنا مشكوراً على خط الهاتف ليتفضل بالاجابة عنها سماحة السيد محمد الشوكي، سماحة السيد سلام عليكم
الشوكي: عليكم السلام ورحمة الله تعالى وبركاته
المحاور: سماحة السيد كان هنالك سؤال ثاني في رسالة الاخ مجيد كاظم، سؤالان سؤال عن قضية قتل الشيطان في زمن ظهور الامام المهدي سلام الله عليه اجبتم عنه في لقاء سابق وايضاً كان سؤال اخر يقول قرأت حديثاً للامام الرضا سلام الله عليه يذكر فيه ما مضمونه ان الملائكة تحضر في زمن ظهور الامام المهدي سلام الله عليه مجالس المؤمنين ولكن بصورة مشهودة، تصافح المؤمنين والمؤمنون يرون الملائكة، الاخ يسأل يقول كيف نفهم ذلك والملائكة وجودات عقلية مجردة كما ورد؟ تفضلوا سماحة السيد
الشوكي: اعوذ بالله من الشيطان الرجيم بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى ال بيته الطيبين الطاهرين المعصومين الحقيقة كأنه الاخ يشير الى مارواه الطبري في دلائل الامامة واخرون عن الامام ابي الحسن الرضا صلوات الله وسلامه عليه قال "اذا قام القائم عجل الله تعالى فرجه الشريف يأمر الله تبارك وتعالى الملائكة بالسلام على المؤمنين والجلوس معهم في مجالسهم فأذا اراد واحد حاجة ارسل القائم من بعض الملائكة ان يحمله فيحمله الملك حتى يأتي القائم فيقضي حاجته ثم يرده" وغير ذلك من الامور مثلاً ومنهم من يسبق الملائكة ومنهم من يمشي مع الملائكة مشياً ومنهم من يتحاكم الملائكة اليه... والرواية طويلة لااريد ان اقرأها كلها. الحقيقة بالنسبة الى رؤية الملائكة وكيف يمكن ان يرى الناس الملائكة او يتحدثون معهم او ماشابه ذلك وهم كما قال الاخ عقول مفارقة او وجودات مجردة؟ اولاً كون الملائكة كلهم وجودات مجردة وعقول مفارقة هذا لايمكن الجزم به يعني نحن لانملك دليلاً عقلياً او دليلاً نقلياً يقول بأن كل الملائكة هم عقول مفارقة ووجودات مجردة عن المادة بل يظهر من بعض النصوص الدينية ان هناك قسم من الملائكة ليسوا مجردين وانما لهم حظ من الجسمانية، بطبيعة الحال ليست كأجسامنا هذا بحث اخر، اجسام نورية ولكن جسم ولامجرد عقل، هذا يظهر من كثير من النصوص ان الملائكة ليسوا سواء هناك منهم عقول مفارقة ووجودات مجردة تماماً عن المادة وعن آثار المادة وهناك قسم من الملائكة توجد لهم حالة من الجسمية وغايته انها ليست كأجسامنا طبعاً ولاشك ولاريب في ذلك هذا اولاً، ثانياً الملائكة بأمكانها ان تتمثل وهذا صريح القرآن الكريم "فتمثل لها بشراً سوياً" لمريم سلام الله عليها، الملك الكريم روح الله تمثل لها بشراً وليس بشراً غريب الاطوار لا، بشراً سوياً كأنه من سائر البشر، قال "بشراً سوياً" بل حتى لغير المؤمنين يمكن ان يتمثل الملائكة وهذا غير مختصاً بالمؤمنين بل حتى للكافرين والدليل على ما اقول هو القرآن الكريم، قد يتعجب الاخوة من هذا المعنى ولكن الملائكة جبرئيل وميكائيل والملائكة الذين ارسلوا لهلاك قوم لوط، هؤلاء تمثلوا للوط، صحيح ام لا؟
المحاور: نعم ولأبراهيم ايضاً
الشوكي: ولأبراهيم ايضاً والكفار رأوهم بصورتهم البشرية ولهذا طمعوا فيهم، رأوهم جميلين وكذا وجاءوا يهرعون الى لوط وقال لهم لاتخزون في ضيفي.. والخ فيظهر انه حتى الكافرين، قوم لوط كانوا يرون الملائكة بأجسادهم البشرية فالملك اذا تمثل بجسده البشري رآه الجميع، المؤمن وحتى غير المؤمن لكن بصورته الملكوتية لايراه كل احد، يراه الانبياء، يراه الحجج او ربما يراه بعض الذين كشف الله عن بصائرهم يعني يصلون الى مرحلة من التجرد بحيث يرون الملك وهذا ما اشار اليه النبي صلى الله عليه واله كما رواه المسلمون ان بعض الصحابة يقولون للنبي نحن اذا جئنا اليك نرغب في الاخرة وكأننا نرى الجنة والنار لكن بمجرد ان نذهب عنك ونشتغل بأولادنا واموالنا تذهب عنا هذه الحالة كلها قال لهم أما انه لو دمتم على ذلك لصافحتم الملائكة، اذن قد يصل الانسان الى مرحلة التجرد والله العالم، لاندري هذه حالات خاصة
المحاور: يعني سماحة السيد عفواً وصف الحديث الذي تفضلتم بتلاوته وصفاً للمؤمنين يعني في عصر الامام المهدي سلام الله عليه، هل يمكن ان نقول بأن استفادة الامام المعصوم من وصف الانسان المؤمن فيها اشارة الى المعنى الاخير الذي تكون لهم بصائر او عيون ملكوتية او بصيرة ملكوتية يرون الملائكة حتى بدون تمثل الملائكة لحالة بشرية؟
الشوكي: هذا ممكن ونحن نعلم ان الامام المهدي عندما يظهر يضع يده على رؤوس العباد فتكمل عقولهم واحلامهم ويصلون الى مستويات يعبدونني لايشركون بي شيئاً يعني حالة من الخلوص الكبير ولذلك يتمنى المتمنون ان يرجعوا وان يكونوا في زمن الامام المهدي حتىيعبدون الله ويقضون وطراً من عبادة الله لأن العبادة في ذلك الزمان تختلف والمؤمنون يصلون الى مرحلة عالية من الكمال، نسأل الله عزوجل ان يجعلنا واياكم والمستمعين ممن يدركون ذلك العصر ان شاء الله.

*******

إخوتنا مع جزيل شكرنا لجميل متابعتكم لهذا اللقاء ندعوكم للإستماع لحكاية موثقة أخرى من حكايات الفائزين بالألطاف المهدوية إخترنا لها العنوان التالي:

قل يا أرحم الراحمين

أيها الأخوة والأخوات حكاية هذه الحلقة مدونة على الصفحة الحادية والستين من السجل الخاص بأفادات زوار مسجد صاحب الزمان ـ عليه السَّلام ـ في قرية جمكران بشأن ما شاهدوه بأنفسهم من الكرامات التي أظهرها الله عزَّ وجلَّ لهم ببركة التوسل إليه بوليه إمام العصر – عجل الله فرجه. والكرامة التي تتحدث عنها هذه الحكاية حصلت لأحد السادة الأخيار من الذرية المحمدية إسمه: السيد مجيد جبل عامليان، وهو من سكنة محلة الزينبية في مدينة إصفهان الإيرانية أي من مجاوري مرقد السيدة الجليلة زينب بنت الإمام الكاظم _سلام الله عليها_ فتابعونا مشكورين.

*******

قال السيد مجيد جبل عامليان، وفق ما كتبه في السجل المذكور: في الشهر التاسع من سنة ۱۳۷۲ هجري شمسي (أي حدود عام أربعة عشر وأربعمائة وألف هجري قمري)، أجريت لي عملية إستئصال ورم سرطاني من نوع (ملانو ماها لكيتانت) الجلدي، لكن هذه العملية فشلت في إستئصال الخلايا السرطانية التي إنتشرت ووصلت الى رأسي، فقرر الأطباء إجراء عملية جراحية ثانية. وعندما أخبروني بقرارهم هذا أصابني إضطراب شديد إضطرني الى التوسل الى الله بالإمام صاحب الزمان ـ عليه السَّلام ـ فقررت زيارة مسجده في جمكران. تابعت زيارة المسجد خمس أو ست مراتٍ، وفي الزيارة الأخيرة قضيت ليلتي في المسجد الى صلاة الفجر، وبعد أن أديت الصلاة قرأت دعاء، "إلهي عظم البلاء وبرح الخفاء" ثم كتبته كاملاً وغادرت المسجد بقلب ملؤه الحزن والألم والأمل وتوجهت الى المستشفى إستعداداً للعملية الجراحية الثانية. وأثناء إجراء العملية وأنا في حالة فقدان الوعي، شعرت وكأنهم أدخلوني في دهليز وهم ينقلوني فيه الى مكانٍ آخر وبسرعةٍ كبيرة. وفجأة سمعت هاتفاً يقول: إن له دعاءً.. إن له دعاءً... ومع سماعي لهذا النداء توقفوا عن نقلي فوراً فرأيت سيداً جليلاً يقف بالقرب مني، أحسست أنه مولاي إمام العصر – روحي فداه - إقترب مني، وقال: "ادع الله"..قلت: بأي ذكرٍ أدعوه، قال: "قل: يا أرحم الراحمين". فأخذت أدعوه عزَّ وجلَّ بهذا الذكر، وشعرت حينها بالخروج من ذلك الدهليز..ثم إستعدت الوعي..ووهبني الله _وله الحمد_ الشفاء، وقد مرت على العملية شهور ولم أجد أي ألمٍ.

*******

كانت هذه أعزاءنا الفقرة الأخيرة من لقاء اليوم من برنامج شمس خلف السحاب...شكراً لكم على جميل المتابعة والى لقاءٍ آخر بمشيئة دمتم بكل خير.

*******