ولد إبراهيم يعقوب الزكزكي في 14 شعبان 1372 هجرية الموافق الخامس من مايو/ أيار 1953 في مدينة زاريا بولاية كادونا (شمالي نيجيريا)، ويلقب "بالزكزكي" نسبة إلى مدينة زكزك النيجيرية.
هو إبراهيم بن يعقوب بن علي بن تاج الدين بن حسين، الملقّب بالزكزاكي نسبة لمدينة زكزو. جده حسين ملقب بالإمام، عالم، متقي. أصله من مملكة مالي ولكن هاجر إلى الهوسا لينضم إلى صفوف المجاهدين. وقائدهم هو عثمان بن فودي. بعد انتصار المجاهدين الشيخ عثمان انتخب الحسين وزيراً ومستشاراً لمندوبه الشيخ موسي. بمرور الزمن إختلطتا أسرتا الحسين وموسي بسبب المصاهرة حتى أصبحت أسرة واحدة وانتقلت إلى الحكم والسلطة في زكزو جيلاً بعد جيل حتى اليوم.
نشأ في مسقط رأسه مدينة زاريا حيث درس في مدارس أولية إسلامية فحفظ القرآن، وتلقى على أيدي بعض مشايخها (مثل عيسى مداكا وإبراهيم ككاكي) بعض العلوم العربية والإسلامية.
الدراسة والتكوين
التحق الزكزكي بمدرسة فاتا العربية الإسلامية بزاريا في 1969-1970، وبعد إكماله برنامجها التعليمي دخل كلية الدراسات العربية في كانو خلال 1971-1976.
وانتقل إلى جامعة أحمد بيلّو في زاريا، حيث درس الاقتصاد ونال شهادة البكالوريوس عام 1979، لكن إدارة الجامعة لم تسلمه شهادته بسبب رفضه أداء الخدمة الوطنية الإجبارية التي يؤديها الخريجون، بينما يقول أنصاره إن مرد ذلك المنع هو أنشطته الدينية في الجامعة.
أفكاره ونشاطاته
تأثر الزكزكي بالإسلامي المصري سيد قطب وكذلك بمؤسس الثورة الإسلامية في إيران آية الله الخميني، بدأ بنشاطاته الدينية والاجتماعية المختلفة في بداية شبابه. واهتم بقضايا الأمة الإسلامية. أسس مع أصدقائه (رابطة شباب المسلمين)، ومن خلال هذه الحركة بدأت نشاطاته الحركية. في أواخر السّبعينات بدأت تنشأ تدريجياً حركة شبابية دينية ذات طابع إسلامي بحت في نيجيريا ـــ داخل الجامعات الوطنية والمؤسسات التعليمية ـــ عبر اتحاد الطلاب المسلمين (M.S.S)، والزكزكي كان قائد هذه الحركة.
كانت الأفكار السائدة في نيجيريا آنذاك هي الشيوعية والرّأسمالية وغيرها، ولم توجد فكرة الإسلام أصلا. وفي هذه الظروف العويصة انتقلت الحركة الإسلامية من إطار الجامعات إلى أوساط الشعب النيجيري تدريجياً (في مطلع الثمانينات)، حيث نالت قبولاً واسعاً.
احتُجز زكزكي عدة مرات بتهم العصيان المدني في ظل الأنظمة العسكرية في نيجيريا خلال فترة الثمانينيات والتسعينيات من القرن الماضي، لكن الحركة ما تزال نشيطة رغم سجن زعيمها منذ ثلاث سنوات.
يُقدر عدد الشيعة بالملايين في نيجيريا، لكنهم يعدون من الأقليات مقارنة بالمسلمين السنة أو النيجيريين غير المسلمين.
انتهاكات النظام الحاكم
وكانت القوات النيجيرية قد هاجمت منزل زكزاكي وأسقطت عددا من القتلى والجرحى من بينهم زوجة زكزاكي وابنه ومساعده وطبيبه بالإضافة إلى تدمير حسينية مدينة زاريا برمتها.
كما استُهدف أتباع زكزاكي مرة أخرى في تفجير انتحاري، لقي فيه ما لا يقل عن 21 شخصاً مصرعهم خلال مسيرة انطلقت من كانو إلى زاريا.
وأفادت الأنباء حينها بتبني جماعة بوكو حرام لتلك العملية، بيد أن أنصار زكزاكي قالوا إنها كانت غارة جوية نفذها ضدهم الجيش النيجيري.
وتعد المواجهات التي اندلعت في وقت سابق أثناء مناسبة دينية شيعية في تموز/ يوليو 2014، دليلاً على هذا النزاع بين الجيش والحركة، إذ قتل وقتها ما لا يقل عن 34 من المحتجين بمن فيهم بعض أفراد من عائلة زكزاكي على أيدي جنود من الجيش خلال مسيرة مؤيدة للفلسطيين، بمناسبة ما يعرف بــ " يوم القدس العالمي".
مجزرة زاريا
وفي نهاية العام 2015 هاجم الجيش النيجيري مدينة زاريا وحاصر الحسينية التي كانت تحضر لمراسم ولادة الرسول الأكرم (ص)، واقتحمت منزل زعيم الحركة الإسلامية الشيخ ابراهيم الزكزاكي واعتقلته مع زوجته.
ووقعت مواجهات بين أنصار الحركة والجيش أدت إلى استشهاد أكثر من 300 من المتظاهرين من الرجال والنساء والأطفال، ومن بين الشهداء كان القيادي في مركز "كانو" ونائب الشيخ الزكزاكي الشيخ محمد محمود الطوري، والمدير الطبي للحركة الدكتور مصطفى سعيد، والمتحدث باسم الجماعة إبراهيم عثمان ومسؤولة النساء في الحركة الحركة جومي جيليما.
وتذرعت قوات الجيش النيجيري في اعتدائها على المدنيين بأن الحركة الإسلامية كانت تعد عملية لاغتيال قائد بالجيش، إلا أن زعيم الحركة الاسلامية في نيجيريا الشيخ ابراهيم زكزاكي، نفى اتهام السلطات النيجيرية للشيعة بمحاولة اغتيال قائد بالجيش، مؤكدا ان حسينية "بقية الله" تعرضت لهجوم مفاجئ من القوات النيجيرية دون سابق انذار. وقال الشيخ الزكزاكي في تصريح لإذاعة هوسا في ذلك الوقت إن القوات العسكرية النيجيرية لجأت مع وسائل الإعلام الموالية لها الى الكذب، واتهمت الحركة بالتخطيط لقتل قائد القوات النيجيرية المشتركة، متسائلاً أنه إذا كان كذلك فلماذا هو على قيد الحياة الآن ولم يهاجمه أحد؟
وأدت الاعتداءات الى تدمير الحسينية على يد قوات الجيش التي استخدمت الدبابات والآليات العسكرية والقنابل بالاضافة الى الاعتداء على المتوجهين إلى المراسم من المدن الأخرى.
وقالت الدكتورة نصيبة نجلة الشيخ الزكزاكي في تصريح إعلامي حول عدد قتلى الحادث انها سمعت بان عدد القتلى بلغ 450 شخصا وانه قيل لها بان هنالك اجساد 300 شخص فقط في المستشفى وانهم يتوقعون بان يبلغ العدد الكلي ألف شهيد. وأضافت بأن والديها اصيبا بجراح خلال الاحداث الدموية الاخيرة التي جرت في مدينة "زاريا"، وإلى أن مجزرة حقيقية قد وقعت حيث قتلت واصابت قوات الجيش الكثير من الافراد المتواجدين في المكان، وان الجثث كانت متناثرة وملقاة على الارض كما ان هذه القوات اخذت معها البعض من الذين بقوا احياء واطلقت النار عليهم واردتهم قتلى في مكان اخر.
الحكم بإطلاق سراح الشيخ الزكزاكي
في شهر كانون الأول/ ديسمبر 2016 أصدر القضاء النيجيريّ حكماً بالإفراج الفوريّ عن رئيس الحركة الإسلامية الشيخ ابراهيم الزكزاكي وتغريم الأجهزة الأمنية 150 ألف دولار أميركيّ تعويضاً لأسرته، بعد أن تقدم الشيخ الزكزاكي بشكوى إلى المحكمة لاعتقاله من دون إبلاغه تهمته خلال الهجوم الذي شنّه الجيش على المركز الإسلاميّ النيجيريّ.
إلا أن قوات الأمن لم تستجب لحكم القضاء باطلاق سراح الشيخ الزكزاكي وواصلت اعتقال العديد من ناشطي الحركة الإسلامية، ولم يتم محاسبة الذين تسببوا بقتل المئات من الأبرياء في مجزرة زاريا.
وقد وجهت المحكمة العليا في نيجيريا تحذيراً لمرتين، إلى كل من رئيس قيادة الاستخبارات، وقيادة الشرطة، ورئيس السلطة القضائية، بالإسراع في تنفيذ حكم المحكمة القاضي بإطلاق سراح الشيخ الزكزاكي، محذرة المعنيين من مغبة المماطلة في تنفيذ الحكم القضائي.
إقرار السلطات النيجيرية بارتكاب الجيش مجزرة زاريا
وقد خلص تحقيق قضائي في نيجيريا الى أن الجيش النيجيري ارتكب مجزرة بحق المواطنين الشيعة وأدت الى مقتل 348 شخصا في بلدة زاريا شمالي نيجريا في نهاية العام 2016، ودعا التحقيق الى محاسبة الجناة ومحاكمتهم، وجاء في تقرير اللجنة القضائية بولاية كادونا أن الجيش استخدم القوة المفرطة خلال 3 ايام وأنه استباح بلدة زاريا.
أهم المؤسسات التابعة للشيخ الزكزاكي
المنظمة الإسلامية: تقوم المنظمة بنشاطات إنسانية واجتماعية ودينية وإعلامية، وقامت بتوضيح المذهب الشيعي للشعب النيجيري وتصحيح المفاهيم الخاطئة التي يقوم البعض بالترويج لها.
مؤسسة الشهداء: تأسست عام 1992 في مدينة زاريا والهدف منها تقديم الخدمات لأبناء الشهداء والأيتام والأرامل.
مؤسسة الزهراء الخيرية: تأسست 2010 وكان هدفها الأساسي تقديم الخدمات الاجتماعية والإنسانية ودعم المحتاجين وتزويد المناطق المحرومة بالخدمات.