البث المباشر

معرفة المهدي وولاية آبائه الطاهرين/حوار مع السيد محمد الشوكي حول إختلاف الشيعة وظهور الإمام المنتظر/بهذا أمرني مولاي

الإثنين 11 مارس 2019 - 17:39 بتوقيت طهران

(الحلقة : 249)

موضوع البرنامج:
معرفة المهدي وولاية آبائه الطاهرين
حوار مع السيد محمد الشوكي حول إختلاف الشيعة وظهور الإمام المنتظر
بهذا أمرني مولاي

يا خاتم الآل الأولي طافت بهم

كل العوالم من قديم الأقدم

خفّ الفؤاد بعزّ قدسك طائفاً

يستأنف الشوط الذي لم يختم

فرأي النبي المصطفي وجماله

في وجهك الوضاء والمتبسّم

ورأي الوصيَّ المرتضي وجلاله

في عزمك القهار والمتسنم

ورأي البتول كمالها متألق

بحنانها في قلبك المترحّم

ورأي ندي السبطين تبسط سيبه

نوراً توحّد قطّ لم يتقسّم

ورأي علي جيدٍ تلألأ قطره

أثر الجراب وما حوي من مغنم

و أراه ربّك في سجود طوافه

ما لا يري بين الحطيم وزمزم

عين البهاء مجللاً كرسيّه

في عرشه وسط الشغاف وفي الدم

*******

بسم الله وله خالص المجد والحمد الغفور الرحيم وأزكي الصلوات الناميات والتحيات المتواترات علي محمد وآله الطاهرين لا سيما خاتم الوصيين صاحب الزمان (عجل الله فرجه) وجعلنا من مخلصي أنصاره.
تحية مباركة طيبة وأهلاً بكم في حلقةٍ أخري من برنامج شمس خلف السحاب، مطلع هذه الحلقة كان المقطع الختامي من القصيدة المهدوية الغراء في معرفة صاحب الزمان التي تناولنا شرح مقاطعها في حلقات البرنامج لما اشتملت عليه من بلورة وجدانية للحقائق الاساسية في عقيدة أهل البيت (عليهم السلام) في معرفة المهدي وآداب التمسك بولايته أرواحنا فداه.
- ولنا وقفة عند مقطعها الختامي تحت عنوان: معرفة المهدي وولاية آبائه الطاهرين
- تليها إجابة لسماحة السيد محمد الشوكي عن سؤال بشأن إختلاف الشيعة وظهور الإمام المنتظر
- ثم حكاية من حكايات الفائزين برؤية الطلعة المهدوية الرشيدة عنوانها هو: بهذا أمرني مولاي

*******

معكم ووقفة أخري وأخيرة عند قصيدة في معرفة إمام العصر (أرواحنا فداه) لأحد شعراء الولاء، عنوان الفقرة هو:

معرفة المهدي وولاية آبائه الطاهرين

هذا هو المقطع الختامي في هذه القصيدة المهدوية الغراء، وفيه ينطلق الأديب الولائي من حقيقة معرفية مهمة للوصول الي معرفة أسمي بأمام العصر (أرواحنا فداه) يترتب عليها أثرٌ تربوي وسلوكي مهم وكفيل بأن يوصل المؤمن الي مراتب سامية من مراتب التوحيد الخالص والقرب من الله عزوجل.
هذه الحقيقة المعرفية هي أن من الضروري النظر الي مولانا صاحب الزمان (عليه السلام) كجزء وحلقة من سلسلة الصفوة التي إختارها الله عزوجل لتكون - مجتمعة - قطب هداية الخلائق جميعاً إليه جل جلاله من جهة ووسيلة لقربه من خلال التأسي بهم جميعاً من جهة ثانية ؛ وجهة ثالثة لكي تكون - مجتمعة - واسطة نزول فيوضاته ورحماته العامة والخاصة علي الخلائق كل حسب إستعداده وطلبه وإخلاصه لله عزوجل ولأوليائه (عليهم السلام).
إذن فمعرفة الإمام المهدي الموعود (عجل الله فرجه) ينبغي أن تكون قائمة علي أساس معرفة مقامات المعصومين الثلاثة عشر من أبائه (عليهم السلام) ودورهم المحوري في خلافة الله في ارضه وسمائه وكقطب تدور حوله جميع الخلائق في حركتها الملكوتية في تسبيح الله عزوجل وعبادته وهذا ما يشير اليه أديب الولاء في مطلع هذا المقطع حيث يخاطب امام العصر (عليه السلام) بقوله:

يا خاتم الآل الألي طافت بهم

كل العوالم من قديم الأقدم

هذه المعرفية فصلت الحديث عنها كثير من النصوص الشريفة قرآناً وسنة وخاصة آية المباهلة، وبعد تثبيتها هنا يستند اليها الأديب الولائي لبيان الأدب السلوكي والتربوي المترتب عليها وهو ان يكون تمسك المؤمن بولاية امام زمانه أوطوافه بعز قدسه (عليه السلام) حسب التعبير البليغ الوارد في القصيدة يكون علي اساس رؤية جميع المعصومين من آبائه عليهم وعليه أفضل الصلاة والسلام في وجوده المقدس (عجل الله فرجه)، وهنا يثار السؤال التالي: ما هي الثمرة العملية من رؤية جميع المعصومين في شخص امام العصر (عجل الله فرجه) مع العلم ان كلاً منهم يمثل المصداق الاتم للانسان الرباني الكامل؟
في الاجابة عن هذا التساؤل نقول: ان حكمة الله عزوجل شاءت ان يكون كل من اركان الاخلاق والصفات الالهية أشد تجلياً وظهوراً في اتباعهم (عليهم السلام) من خلال الاخذ بولايتهم (عليهم السلام) جميعاً: والتفاعل الوجداني مع كل منهم (عليهم السلام) وبذلك تتكامل الشخصية الايمانية في اتباعهم، لاحظوا ما يقوله الأديب الولائي في تصوير هذه الحقيقة وهو يخاطب امام العصر أرواحنا فداه

خفٌ الفؤاد بعز قدسك طائفاً

يستأنف الشوط الذي لم يختم

فرأي النبي المصطفي وجماله

في وجهك الوضاء والمتبسم

ورأي الوصي المرتضي وجلاله

في عزمك القهار والمتسنم

ورأي البتول كمالها متألق

بحنانها في قلبك المترحم

ورأي ندي السبطين تبسط سيبه

نوراً توحد قط لم يتقسم

فاذا رأي المؤمن تجليات الاخلاق الالهية الظاهرة في أهل البيت (عليهم السلام) متجلية في امام زمانه (عجل الله فرجه) واجتهد في التخلق بها، ورأي ظهور خلقهم (عليهم السلام) في اعانة الخلق بمختلف الوسائل في خاتمهم وقائمهم المهدي (عليه السلام) وتمثل بهذا الخلق ايضاً عندها يتأهل لبلوغ المراتب السامية في قرب الله ومشاهدة مظاهر بهائه وكماله وجلاله وجماله تبارك وتعالي كما يشير لذلك الاديب الولائي في ختام قصيدته حيث يقول:

ورأي علي جيد تلألأ قطره

أثر الجراب وما حوي من مغنم

وأراه ربك في سجود طوافه

ما لا يري بين الحطيم وزمزم

عين البهاء مجللاً كرسيه

في عرشه وسط الشغاف وفي الدم

*******

نتابع تقديم هذه الحلقة من برنامج شمس خلف السحاب بالاستماع معاً للفقرة التالية واجابات ضيف البرنامج عن اسئلتكم الكريمة:

إختلاف الشيعة وظهور الإمام المنتظر

المحاور: بسم الله الرحمن الرحيم السلام عليكم احباءنا معكم في هذه الفقرة الخاصة بالاجابة عن اسئلتكم من برنامج شمس خلف السحاب، معنا مشكوراً للاجابة عنها سماحة السيد محمد الشوكي، سماحة السيد سلام عليكم.
السيد محمد الشوكي: عليكم السلام ورحمة الله تعالى وبركاته.
المحاور: سماحة السيد الاخت منى الصائب تسأل تقول قرأت عدة احاديث عن الامام الحسن المجتبى عليه السلام والامام امير المؤمنين عليه السلام وكذلك الامام الصادق تذكر ان اختلاف يقع بين الشيعة كأحد علامات ظهور الامام المهدي عجل الله تعالى فرجه، سؤالي هو مامدى صحة هذه الاحاديث؟ وما معنى هذا الاختلاف هل هو سياسي ام عقائدي؟ تفضلوا سماحة السيد.
السيد محمد الشوكي: اعوذ بالله من الشيطان الرجيم بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله الطيبين الطاهرين المعصومين.
الحقيقة كما تفضلت الاخت هناك مجموعة من الاحاديث التي تتحدث عن اختلاف الشيعة فيما بينهم قبل ظهور الامام صلوات الله وسلامه عليه بل وحتى ابان ظهور الامام صلوات الله وسلامه عليه وهذا الاختلاف هو مفردة في دائرة الابتلاء والافتتان التي يتعرض اليها الناس جميعاً يعني نحن نقرأ في روايات كثيرة عن اهل البيت صلوات الله وسلامه عليهم ان الناس قبل ظهور الامام صلوات الله وسلامه عليه سوف يمحصون ويغربلون ويختبرون ويبتلون بفتن وخطوب وبلاء متعدد وهذا البلاء له اهداف محددة من اهمها هو عملية الفرز يعني فرز الجبهات، جبهة الحق عن جبهة الضلال، جبهة الهدى عن جبهة الباطل، جبهة الايمان عن جبهة النفاق، عملية الفرز تتطلب ان يتعرض الناس الى دوامة عنيفة من الفتن فينجو الذين سبقت لهم من الله الحسنى ويغرق في هذه الفتن ممن يغرق ممن لديهم ضعف في البصيرة او ضعف في الايمان اذن عملية الفرز تتضمن كما قلت هذا المقدار من الفتن، الذين يفرزون يعني هذه عملية الفرز والتمييز والتمحيص وما الى ذلك عملية عامة تشمل البشرية كلها ولكن ليست بدرجة واحدة وانما بدرجات متفاوتة، اشد الناس ابتلاءاً واختباراً وتمحيصاً هم اتباع مدرسة اهل البيت صلوات الله وسلامه عليهم لأنهم هم اهل الحق وهم الذين سيقام على متونهم بناء هذا الصرح الالهي الكبير فلابد اذن من اناس يتمتعون بأيمان صلب وبصيرة مفتوحة وفداء وتضحية وثبات في الموقف وما الى ذلك، هذه الفئة التي تشكل القاعدة الصلبة للامام المهدي عليه السلام تصنع في البلاء، تصنع في الاختبار، تصنع في الافتتان اذن هناك افتتان وهناك بلاء وهناك اختبار ذكرنا بعض اهدافه وان الشيعة غير مستثنين من هذا الابتلاء وهذا الاختبار. في هذه الفتن وفي هذه الابتلاءات، في هذه الاختبارات لاشك ان يكون هناك اختلاف ربما اختلاف يصل الى حد التضاد والتناقض وهذا الاختلاف سببه او طبيعته الاساسية طبيعة عقائدية وله آثار اخرى، آثار سياسية، آثار اجتماعية، آثار ربما تتجاوز البعد السياسي والاجتماعي والابعاد الشخصية لكن طبيعة هذا الاختلاف الذي هو ناتج طبيعي لعملية الافتتان والاختبار والابتلاء طبيعته اساسه، قوامه الاساسي هو ان يكون اختلافاً عقائدياً تترشح عنه اختلافات اخرى بطبيعة الحال تمثل امتدادات وارتدادات للاختلاف العقائدي ولدينا روايات كثيرة يستشف منها هذا المعنى يعني "حتى يبرأ بعضكم من بعض" والبراءة هنا اساسها الاعتقادي "وحتى يبصق بعضكم في وجوه بعض" هذه تتعدا المسألة الى الجانب الاجتماعي فأذن القضية الاساسية في الاختلافات هي الاختلافات العقائدية ثم بعد ذلك تترشح عنها اختلافات في الموقف على الصعيد السياسي وعلى الصعيد الاجتماعي، وقانا الله واياكم من شر الاختلافات ومن الضياع والضلال في لجة تلك الفتن، الحقيقة اهل البيت سلام الله عليهم والنبي (صلى الله عليه وآله) وضعوا لنا ضمانات تمنعنا من الاختلاف وضمانات تعالج عملية الاختلاف ان وقعت، اهم هذه الضمانات ان يلتجأ الانسان الى الكتاب والى اهل البيت صلوات الله وسلامه عليهم الذين "ما ان تمسكتم بهما لن تضلوا بعدي ابداً" والى العلماء الواعين اصحاب البصيرة، العلماء الربانيين البعيدين عن الهوى، البعيدين عن المطامع الشخصية الذين لديهم عقل كبير ورؤية واضحة وبصيرة مفتوحة وهذا ما ارجعنا اليه اهل البيت صلوات الله وسلامه عليهم، نسأله تعالى السلامة في الدين والدنيا والحمد لله رب العالمين.

*******

اما الان فقد حان موعدكم مع حكاية هذه الحلقة وفي عبرة مهمة فيما يرتبط بسبل رؤية الطلعة المهدوية الرشيدة وبركات الفوز بذلك عنوان حكاية هذه الحلقة هو:

بهذا امرني مولاي

مما يميز التداوي بالطب الاسلامي هو انه يشتمل علي جنبة تعبدية تقوي قلب المؤمن به روح التوحيد الخالص في جميع شؤونه والنظر الي الاسباب العلاجية والادوية علي اساس كونها اسباب بيد سبب الاسباب تبارك وتعالي.
ولعل في ذلك ما يفسر اهتمام ائمة العترة المحمدية (عليهم السلام) ومنهم مولانا امام العصر (أرواحنا فداه) بالطب الاسلامي كما يظهر من الحكاية التي اخترناها لهذه الحلقة. راوي الحكاية أحد كبار أساتذة الحوزة العلمية في مدينة قم المقدسة وهو آية الله الشيخ مصطفي النوراني، وقد كتبها بخطه لمؤلف كتاب عشاق الأمام المهدي (عليه السلام) الذي نشرها بدوره في الجزء الثاني من كتابه المذكور.
وملخص الحكاية هو أن شخصاً حل ضيفاً علي الشيخ النوراني في منزله في اليوم الاول من السنة الايرانية الهجرية الشمسية سبع وستين بعد الثلاثمائة والالف.
فأستضافه الشيخ مرحباً به وبقي هذا الضيف الغريب ثلاثة ايام لا يتحدث عن نفسه وسر مجيئه الي قم ونزوله عند الشيخ النوراني بالذات. وفي اليوم الثالث سأل الشيخ النوراني ضيفه عن اسمه وسبب مجيئه اليه ومدة بقائه وحاجته طبقاً للعرف الاسلامي وآداب الضيافة الاسلامية، فكان جواب الضيف غريباً لم يتوقعه الشيخ قال الضيف لم آت اليك بأمري. بل بأمر مولاي صاحب الزمان (عليه السلام) لقد أمرني بالانتقال من خراسان الي قم لكي أكتب كل ما أعرفه عن الطب الاسلامي عندكم في مؤسسة (مكتب أهل البيت (عليهم السلام(
كان الشيخ النوراني يعمل في تلك المؤسسة التحقيقية فأستغرب هذا الجواب من ضيفه الذي شارف عمره منتصف العقد الثامن وقد زينته ملامح الوقار والسكينة الايمانية.
غمرت قلب الشيخ النوراني ثقة بصدق الرجل، فسأله عن قصته وتفصيل جوابه المجمل، فاخبره بها ضيفه الذي عرف فيما بعد ان اسمه (الحاج عبد الله اسفندياري) ذكر الحاج عبد الله انه ومع اكماله العقد السابع من عمره مر بازمة مالية شديدة دفعته الي الرجوع الي أحد العرفاء الصالحين.
طالباً منه ان يعلمه دعاءً يمكنه من رؤية امام زمانه لكي يعرض عليه (عليه السلام) مشكلته ويحصل علي سبيل حلها فامره العارف بأن يتطهر من طعام الشبهات ولا يأكل مدة الا الحلال الخالص ثم يرجع اليه ففعل الحاج بأخلاص، ولما عاد لذلك العارف علمة دعاء يدعو به الله جل جلاله ليمن عليه برؤية امام زمانه، فأمره ان يدعو الله به ثم ينام.
قام الحاج بما امره العارف فرأي في عالم الرؤيا الصادقة المعصومين الاربعة عشر (عليهم السلام) فحوله كل منهم الي امام العصر (عجل الله فرجه) الذي أعطاه نبتة عرفه بها خواص الاعشاب والاطعمة الهاماً فصار عمله العلاج الاسلامي. ثم امره بالانتقال الي قم لتدوين ما تعلمه.
وقد اختبره الشيخ النوراني بسؤاله عن عشب ذكره جابر بن حيان في احدي رسائله النادرة وذكر خصائصه العلاجية نقلاً عن الامام الصادق (عليه السلام) فأجابه بدقة عنه مبيناً اسمه المعاصر ولما قام موظفوا الموسسة بالتحقيق عنه تبين لهم صحة قوله، وبقي الحاج عبد الله اسفندياري في هذه المؤسسة سنتين كتبوا فيها مما تعلمه بالالهام حدود عشرة الاف صفحة وبعد ان انهي مهمته عاد الي مدينة مشهد المقدسة وتوفي فيها سنة سبعين وثلاثمائة وألف للهجرة حسب التقويم الشمسي الايراني.

*******

 

 

شاركوا هذا الخبر مع أصدقائكم

جميع الحقوق محفوظة