وقالت المنظمة الدولية إنها: "على اتصال بعلماء الآثار على الأرض، ويحاول فريق التصوير عبر الأقمار الاصطناعية التابع لها أيضا تحديد الضرر المحتمل".
وتتكون آثار موقع شحات من معبد زيوس اليوناني الضخم على بُعد نحو كيلومتر واحد شمال أحياء بطليموس وأغورا.
وإلى الشمال الغربي، يقع حرم أبولو في وادٍ شديد الانحدار حيث تنبثق نبع مياه عذبة من تحت الأرض، وهو موقع المستوطنة اليونانية الأصلية.
ويبدو في الموقع رواق صالة الألعاب الرياضية الهلنستية التي يعود تاريخها إلى القرن الثاني قبل الميلاد، والمسرح الروماني المجاور.
وتضمّ الآثار منزل الكاهن جيسون ماغنوس، الذي يعود تاريخه إلى القرن الثاني أو أوائل القرن الثالث الميلادي، ويحتوي على فسيفساء هندسية.
ويضم حي أغورا تمثالاً ضخماً جالساً وتماثيل أخرى بمثابة حرم لإلهة الخصوبة ديميتر وابنتها، كما يقع الأرشيف في الحي، ويظهر فيه نقش يوناني. ويضم المَعلم مُدرّجاً مسرحياً يعود تاريخه إلى العصر الهلنستي.
ويحتوي حرم أبولو على حمامات تراجان، حيث تظهر بقايا نظام أرضية الهايبوكوست، الذي سمح للهواء الساخن بالدوران تحت الأرض.
وفي السياق، نشرت المحللة في شؤون ليبيا بمجموعة الأزمات الدولية، كلوديا غازيني، سلسلة من الصور التي أظهرت الضرر اللاحق بالموقع.
وقالت غازيني على منصة "إكس": "منذ حدوث الفيضانات، تستمر المياه في الخروج من الأرض لأسباب غير معروفة. ويبدو أنها مياه صرف ملوثة تتدفق الآن عبر الأنقاض. ومن المحتمل أن تكون الفيضانات قد تسببت في أضرار بخزانات المياه في المنطقة".
كما سقط جدار في شارع الوادي الذي يربط الجزء السفلي والعلوي من الموقع الأثري، بحسب غازيني، وقد أدى هذا إلى تغيير كيفية تدفق المياه، و"يخشى السكان المحليون أن يشكّل ذلك خطرا على الموقع في المرة التالية التي تهطل فيها الأمطار".
كما سقطت "كتل من الرخام من منطقة المسرح"، وإذا ما استمرت المياه بعبور الموقع، فقد يتأثر الجدار الخارجي له؛ مما يتسبب بدوره في مزيد من الضرر.
وذكر موقع "ميدل إيست آي"، الذي تحدّث إلى أحد المسؤولين في هيئة آثار موقع الشحات، أن المياه كشفت عن قطع من الرخام مدفونة تحت الأرض في الجزء الجنوبي. كما غمرت الفيضانات بعض المقابر وغيرها من الهياكل.
ومن بين المواقع التاريخية المتضررة مسجد الصحابة الكبير شرقي درنة، الذي افتتح عام 1975، وإلى جانبه مقبرة خاصة بأكثر من 70 صحابياً كانوا جزءاً من الفتح الإسلامي في شمال أفريقيا، وقد بُنيت هذه المقبرة في العهد العثماني.