ويعرف مرض السرطان بأنه ناجم عن قيام بعض الخلايا بنمو وتكثير سريع والتوسع نحو الانسجة المجاورة وحتى باقي مناطق جسم الانسان، وان القدرة على استنساخ الذات والتقسيم هي من سمات نوع خاص من الخلايا في الجسم تسمى الخلايا الجذعية.
وبعبارة أوضح فان تكثر الخلايا السرطانية في الجسم يتم عبر الخلايا الجذعية السرطانية، وهذه الخلايا فيها بعض البروتينات واللاقطات ومستضدات الجينات (الأنتي جين) الخاصة، وان رصد هذه البروتينات هو من افضل طرق تشخيص وجود الخلايا السرطانية وتحييدها، وفي الاساليب الجديدة لتشخيص مرض السرطان يتم رصد علامات أو مؤشرات الأورام (Tumor Marker) وهي مواد حيوية تنتجها الخلايا السرطانية ذاتها او باقي خلايا الجسم التي تبدي ردة فعل ازاء مرض السرطان، واذا تم انتاج علامات او مؤشرات الأورام هذه ونقلها الى جسم الشخص المصاب بالسرطان فعندئذ يمكن رصد اماكن وجود الخلايا السرطانية وبدء العلاج، كما يوفر هذا الاسلوب التشخيص المبكر للسرطان.
وفي هذا السياق يقول حجة الله رباني وهو عضو الهيئة التدريسية لجامعة العلوم الطبية في ايران، والمدير العام لاحدى الشركات المعرفية، انه وزملائه الذين يعملون منذ 20 عاما في مجال تشخيص وعلاج السرطان، قد ركزوا نشاطهم وعملهم الان، على رصد هذه العلامات أو مؤشرات الأورام في الجسم، مضيفا بأن المشكلة الرئيسية الان هي عودة الخلايا السرطانية حتى بعد اخضاع المريض للعلاج الكيمياوي أو الاشعاعي لان هذه الاساليب العلاجية لا تقضي على السرطان بصورة جذرية والسبب هو وجود الخلايا الجذعية السرطانية التي يجب تحديدها والقضاء عليها، ويجب استخدام علامات أو مؤشرات الاورام (وهي على شكل بروتينات) لتعثر على الخلايا الجذعية السرطانية وتقضي عليها، تماما مثل قطع جذور شجرة ما، وعبر هذه الطريقة يتم علاج السرطان بصورة جذرية وعلى مستوى الجينات وخلايا DNA، حيث تقوم هذه العلامات والمؤشرات البروتينية بالاتصاق بالخلايا السرطانية والقضاء عليها.
ويذكر رباني ان اجراء الدراسات والاختبارات الحيوانية والانسانية لهذا الاسلوب العلاجي الجديد هو مكلف جدا ويحتاج الى استثمارات ضخمة، حيث تحاول شركته الان انتاج علامات ومؤشرات الاورام المشار اليها في ايران، بعد ان اقدمت شركتا بوهرينغر وميرك الالمانيتان باستثمار 4 مليارات دولار لانتاجها.
ويضيف رباني انه اذا استطاع هو وزملاؤه ايصال هذا الاسلوب العلاجي الى مرحلة الاختبار السريري فيمكن القول بأنهم هم رواد هذا الانجاز.