وقد أظهر ثباتاً منقطع النظير في محاربة أهل الردّة المنقلبين على الرسالة الاسلامية يوم عاشوراء عام ٦١ هجري ، الذين لم يتورعوا عن قتله بأبشع صورة مع أنه كان شبيه النبي الأعظم محمد بن عبد الله (صلى الله عليه وآله وسلم) في أوصافه ومناقبه:
أشبهُ الناسِ بالرسولِ العظيمِ
خاصمَتْهُ العِدى ببطشٍ لئيمِ
قطَّعُوهُ إرباً فشاهتْ وُجُوهٌ
أنكرتْ ذخرةَ النبيِّ الكريمِ
لم تصُنْ قدرَهُ ولمْ تَرْعَ وُدّاً
هو فرضٌ على ذوي التسليمِ
ايهِ يا كربلاءُ شعِّي ضياءً
مِنْ شهيدٍ مهذَّبٍ وحليمِ
مزّقتهُ السيوفُ شبلاً وسيماً
ذادَ عن ثورة الامامِ الزعيمِ
واستطابَ الضِّراب وهو شغوفٌ
بمماتٍ لأجل دينٍ قويمِ
إنه صَفوةُ النبوَّةِ بدراً
حيدريّاً مُطهَّرَ التصميمِ
يستمدُّ الشبابُ منهُ اقتداراً
يومَ ضحّى بكربلاءِ النجومِ
فلِآلِ العبا العزاءُ بِطُهرٍ
فازَ بالإمتحانِ يومَ الهُمُومِ
ذا عليُّ الفِدا وأكبرُ شبلٍ
راحَ للمُلتقى بقلبٍ سليمِ
يا شبيهَ النبيِّ دُمْ للمعالي
نَبْعَ فخرٍ وللجهادِ العزيمِ
أنتَ كافحْتَ بائتلاقٍ عميمٍ
واحتملْتَ الصدَّى وحِقْدَ الظلومِ
فتَحرّرْتَ مِن حِديدٍ وثِقْلٍ
أرهقا همَّةَ الشريفِ الرحُومِ
واحتسيتَ الخلُودَ والمجدَ طُرّاً
مِنْ يَدٍ أشرَبَتْكَ عَذْبَ النعيمِ
بقلم حميد حلمي البغدادي