ورحب رئيس مجلس الوزراء بالضيوف الحضور من أعضاء المنظمة من وزراء النفط، مستذكراً الرعيل الأول منهم، حيث اجتمعوا في هذهِ القاعة قبل 63 عاماً، ليؤسسوا منظمة أوبك التي أضحت اليوم واحدة من بين أهمِّ المنظمات الدولية.
وقال السوداني خلال الاحتفالية، "مازال النفط يمثل مصدراً أساسياً للطاقة في العالم، وله أهميته في السياسة والاقتصاد والتنمية والبيئة، وأهميته للبلدان التي تعتمدُ عليه، إنتاجاً أو استهلاكاً"، مضيفا، "حين تأسست أوبك، كانت الثروة النفطية تُدار من قبل الشركاتِ الاحتكارية التي أفقدت البلدان سيادتَها وتأثيرها في سوق النفط".
وأضاف، "بات أعضاء أوبك يديرون خططَ وإنتاج وصناعة نفطهم بكامل سيادتهم ويرسمون سياساتهم النفطية"، مشيرا الى إنَّ "مسؤوليةَ المنظمة لا تنتهي عند حدود التصدير، بل تتعداها إلى عمليات التنظيم السوقي، وضبط الأسعار، بما يحقق سعراً عادلاً للمنتجين والمستهلكين".
وتابع، إنَّ "دخول الغاز الطبيعي والمصاحب في سوق الاستثمارات الخاصة بالطاقة، قد أضاف مسؤوليات جديدة على الدول الأعضاء وأصبح الغاز مورداً حيوياً لصناعات كثيرة، ما يستدعي من الدول الأعضاء أن تضع نَصب عينِها التحديات المضاعفة التي تواجهُها".
وأوضح السوداني، ان "الحكومة اهتمت منذُ تشكيلِها، بملف الطاقة بكلِّ تفاصيله، وفي مقدمتها ما يتعلقُ بالنفط والغاز الطبيعي والمصاحب"، مردفا، ان "العراق يعتمد منذُ سنواتٍ بعيدة، على النفط كمورد أساس للاقتصاد والمال، وجرى إهمال الغاز الطبيعي والمصاحب، ما أفقدنا الكثير من فرص التنمية، فضلاً عن التأثيراتِ البيئية المرافقة للصناعة النفطية".
وأكمل، "بدأنا بمعالجات لتطوير الصناعة النفطية والاستثمار في المهمل منها، ووقعنا عقوداً مهمةً لاستثمارِ الغاز بنوعيه الطبيعي والمصاحب، وقريباً سيتم التوقيع على الجولة السادسة التي تستهدف رُقعاً مهمةً لحقول الغاز الطبيعي".
وصرح بانه "تم التعاون مع كبرى الشركات في مجال الطاقة، ومنها الاتفاق الأخير مع شركةِ توتال الفرنسية، لنحقق تكاملاً في استثمارِ الطاقة، وجعل العراق عنصراً فاعلاً في سوق الغاز خلال السنوات القليلة المقبلة"، مؤكدا ان "الاستثمار في الغاز سينهي الهدر في الثروة الغازية التي تكلفُ العراقَ سنوياً ما يقارب 4 مليارات دولار".
وبين، "وضعنا على رأس أولوياتنا فسح المجال للقطاع الخاصِ والشركات العالمية، وتقديم التسهيلات لها".
واختتم بالقول، "يبحث العالم اليوم عن بدائل للطاقة التقليدية، ويتجهُ نحو مصادر الطاقة البديلة، التي ستكون منافساً للنفط والغاز في غضونِ سنواتٍ قليلة ويجب أنْ نستعدَّ من الآن، ونضع الخطط لمواكبة التحولات العالمية نحو بدائل الطاقة".
الى ذلك، رحب وزير النفط العراقي حيان عبد الغني، بالحاضرين في احتفالية ذكرى تأسيس منظمة أوبك في بغداد، قائلا: "بغداد ترحب بحضوركم بعد 6 عقود من الزمن". وأضاف، "سنوقع مذكرة إعلان تأسيس أوبك في بغداد لمناسبة مرور 63 عاماً".
وذكر عبد الغني خلال الاحتفالية: نسعى إلى استخدام التكنولوجيا الحديثة في المجال النفطي ومضينا وفق خارطة طريق للارتقاء بالاقتصاد العراقي بدعم من مجلس الوزراء"، لافتا الى ان "أوبك تسعى إلى تحقيق الاستقرار النفطي وهناك تعاون وتنسيق بين دول أوبك من أجل المصالح المشتركة".
وفي السياق نفسه، شكر وزير الطاقة السعودي الأمير عبد العزيز بن سلمان، العراق على حفاوة الاستقبال، موضحا ان "أوبك كان لها دور فاعل في إنشاء صندوق أوبك للدول النامية".
وأضاف وزير الطاقة السعودي: ان "منظمة أوبك حققت غاياتها وأوبك بلس حافظت على استقرار أسواق الطاقة".
فيما شكر وزير النفط الكويتي مناف الهاجري، العراق على استضافته احتفالية ذكرى تأسيس أوبك وأشاد بأجواء الترحيب. وقال ان "أوبك تمثل ركيزة مهمة في مجتمع الطاقة بالعالم".
وأضاف الهاجري، ان "أوبك تؤكد التزامها باستقرار الأسواق العالمية كما ان أوبك تعمل مع 10 دول من خارجها من أجل الاستقرار النفطي.
أما رئيس الوفد الإيراني أمير حسين زماني نيا، قال، "نحضر اليوم في المؤتمر التاريخي وهو ذكرى تأسيس أوبك في بغداد"، شاكراً رئيس الوزراء محمد شياع السوداني على استضافة احتفالية ذكرى تأسيس أوبك في بغداد. وبين ان "أوبك لها تأثير إيجابي في السوق النفطي".
وصرح الأمين العام لمنظمة أوبك هيثم الغيض خلال الاحتفالية، بأن المنظمة ستواصل دورها في الحفاظ على استقرار أسعار النفط في الأسواق العالمية.
وقال الغيض: "لقد ساهم الاتفاق التاريخي بالحافظ على الحق السيادي للدول الخمس الاعضاء، وبالاخص المجال النفطي" ، مردفا بالقول: "الآن عضوية المنظمة تتكون من 13 دولة منتجة للنفط والتي تعمل على نفس الأُسس والمبادئ النبيلة التي تأسست عليها المنظمة".
وتابع الغيض، إن المنظمة "ستستمر بتأدية الدور المحوري للحفاظ على استقرار أسعار النفط في الأسواق العالمية".
وقالت وزارة النفط مؤخراً أن "العاصمة بغداد ستحتضن احتفالية الذكرى 60 لتأسيس منظمة الدول المصدرة للنفط (اوبك)، في قاعة الشعب، التي شهدت بتاريخ 14 أيلول عام 1960 التوقيع من قبل خمس دول منتجة ومصدرة للنفط وهي: العراق والمملكة العربية السعودية وجمهورية إيران الإسلامية، ودولة الكويت وجمهورية فنزويلا، على الإعلان عن استقلالية القرار في إدارة الموارد النفطية وكسر احتكار الشركات الأجنبية".
يُذكر أن منظمة أوبك هي منظمة دولية تأسست في مؤتمر بغداد التاريخي الذي عُقد في 10- 14 أيلول 1960 بحضور وزراء النفط في كل من جمهورية إيران الإسلامية وجمهورية العراق ودولة الكويت والمملكة العربية السعودية وجمهورية فنزويلا، وقد نمت المنظمة منذ ذلك الحين لتضم في عضويتها اليوم 13 دولة منتجة للنفط.