وقال المتحدث باسم الأمم المتحدة، ستيفان دوجاريك، إنّ الأمين العام، أنطونيو غوتيريش، مصدوم من الرسالة التي تلقاها، أمس الجمعة، من قائد الجيش السوداني، الفريق أول عبد الفتاح البرهان، والذي دعا فيها إلى عزل المبعوث الأممي إلى السودان، فولكر بيرتس، من منصبه.
وتابع دوجاريك في بيان، بأنّ "الأمين العام فخور بالعمل الذي أنجزه فولكر بيرتيس ويؤكد ثقته الكاملة في ممثله الخاص".
واتهم البرهان، بيرتيس، بالمساهمة بسبب سلوكه "المنحاز" وأسلوبه "المضلل"، في الوصول إلى النزاع الدامي الذي اندلع في منتصف نيسان/أبريل في البلاد، "في ما يبدو حلقة من سلسلة تحركات تهدف إلى تعزيز موقعه في الحرب الدائرة".
وفي 15 نيسان/أبريل، اليوم الذي بدأ فيه القتال في الخرطوم، كان من المفترض أن يلتقي البرهان وقائد قوات الدعم السريع محمد حمدان دقلو، لإجراء مفاوضات بتسهيلٍ من الأمم المتحدة.
وكان الهدف التوصل إلى اتفاق ينهي الأزمة السياسية التي يشهدها السودان منذ 2021، عندما استولى البرهان ودقلو معاً على السلطة في انقلاب على شركاء الحكم المدنيين.
ومع تفاقم الخلاف بينهما، ناشد المجتمع الدولي الجنرالين، التوصل إلى اتفاق بشأن دمج قوات الدعم السريع في الجيش.
وكان فولكر بيرتيس قد عبّر مراراً عن "تفاؤله" بالوصول إلى اتفاق، وقال إنه "فوجئ" بالحرب التي أسفرت منذ بدئها عن مقتل نحو 1800 شخص.
لكن البرهان قال، بحسب نص الرسالة التي نشرت اليوم في الخرطوم، إنّ المبعوث الدولي الخاص مارس في تقاريره "تضليلاً وتدليساً بزعم الإجماع على الاتفاق الإطاري".
وأضاف أنه "أصرّ على فرضه (الاتفاق) بوسائل وأساليب غير أمنية، رغم ما اعترى هذا الاتفاق من ضعف وثغرات"، فأفضى ذلك إلى "ما حدث من تمرّد ومواجهات عسكرية".
واعتبر أنّ دقلو ما كان ليقدم على ما أقدم عليه "لولا تلقيه إشارات ضمان وتشجيع من أطراف أخرى"، بينها المبعوث الدولي.
وتظاهر الآلاف من المؤيدين للجيش، ضد بيرتيس وبعثة الأمم المتحدة في السودان، بعد أن احتجوا مراراً العام الماضي، على "التدخل الأجنبي" مطالبين بإقالة المبعوث الأممي.
واندلعت احتجاجات مماثلة في مدينة بورسودان شرق البلاد.
وبيرتيس موجود حالياً في نيويورك، من غير أن ترد أي معلومات حول موعد عودته إلى السودان، حيث لم تصدر السلطات تأشيرات للأجانب منذ بداية الحرب.
وكان المبعوث قد حذر، الإثنين، أمام مجلس الأمن من أنّ "النزاع يتخذ منحًى عرقياً متزايداً، ما يهدد بإطالة أمده مع ما يعنيه ذلك من تبعات على المنطقة"، موضحاً أنه "في بعض أنحاء البلاد، أعادت المعارك إحياء التوترات المجتمعية أو تسببت بنزاعات بين المجموعات" العرقية.
وأجبرت الحرب أكثر من مليون سوداني على النزوح داخل البلد المصنف من بين الأفقر في العالم، فيما لجأ ما لا يقل عن 300 ألف آخرين إلى دول الجوار التي تشهد بدورها أزمات، وفق معطيات الأمم المتحدة.