وهذه الساعة القديمة التراثية في صومعة الجامع الكبير في مدينة تستور التونسية غير عادية، فعقاربها تتحرك للخلف من اليمين إلى اليسار، لكن أرقامها لها نفس ترتيب تلك التي في الساعات العادية.
وتفسيرات كثيرة أطلقت حول ذلك ومنها أن الطواف حول الكعبة من اليمين إلى اليسار وأن الكتابة العربية من اليمين إلى اليسار وكذلك الجري في الملاعب الأولمبية من اليمين إلى اليسار، لكن تفسير أهالي تستور يتلخص بالحنين إلى الأندلس الواقعة في يسار الخريطة والتعبير عن رغبة الأندلسيين في العودة إلى ماضيهم وإلى الوراء.
وقال رئيس جمعية حماية المدينة رشيد سوسي: التفسير الموجود لدينا في تستور هو حنين الى الاندلس حيث أن منطقة الاندلس هي في يسار الخريطة، فعندما نتجه من تونس الى الاندلس سنتجه من اليمين الى اليسار.
وجامع تستور شيد بين عامي 1610 و1630 ميلاديا. ويحتوي على عدة مكونات وهي؛ بيت الصلاة، ساحتان مبلطتان بالأثار الرومانية والبيزنطية، صومعة، ماجل يجمع فيه الماء، ومزولة وهي ساعة شمسية.
ويعد هذا الجامع وساعته الفريدة التي تم ترميمها منذ 8 أعوام من أهم الأماكن السياحية في المنطقة ويجتذب الزوار من جميع أنحاء العالم.
وبقيت الساعة المعكوسة كمجرد ديكور لأكثر من 3 قرون من الزمن، قبل أن يتطوع مهندس تونسي لإعادتها للعمل، ووجد أن آليتها ما تزال محافظة على مكونات الدوران وفق القواعد الفيزيائية التي وضعت بها منذ عام 1630، وأعلن عن نجاحه في إعادة الدوران الطبيعي لهذه الساعة عام 2016.