وأضاف الباز، في تصريحص صحفي، أن رحلات البشر الطويلة في الفضاء محفوفة بالمخاطر ومليئة بالتحديات، والبشر غير مؤهلين جسدياً لرحلات فضائية طويلة، لطبيعة تكوينهم الجسدي الضعيف، ولذلك يجب عدم التسرع في رحلات بشرية إلى الكوكب الأحمر، إنما الأفضل هو تأهيل البشر خطوة بخطوة نحو رحلاتهم الطويلة إلى محطة الفضاء الدولية.
وتابع الباز، الذي عمل في وكالة ناسا للمساعدة في التخطيط للاستكشاف الجيولوجي للقمر، أن أبرز التحديات التي تواجه الإنسان في الفضاء، هو أن كثافة العظم في جسد رواد الفضاء تقل كلما مكثوا في الفضاء مدة أطول، نتيجة انعدام الجاذبية.
وأوضح الباز، الذي يشغل في الوقت الحالي منصب مدير مركز تطبيقات الاستشعار عن بعد في جامعة بوسطن الأمريكية، فضلا عن عضويته في المجلس الاستشاري لوكالة الفضاء الإماراتية: "على سبيل المثال تصبح حوادث انكسار العظام في الفضاء صعبة للغاية، نتيجة عدم قدرتها على الالتحام، بسبب عدم وجود جاذبية أرضية".
وأشار الباز، إلى أن رحلة الإنسان إلى الفضاء تختلف كثيراً عن رحلات الروبوت والمسيرات التي ترسلها ناسا من وقت إلى آخر، لاسيما تلك التي يتم إرسالها إلى المريخ، حيث إن إرسال الروبوت إلى الكوكب الأحمر لجمع العينات ودراسة المريخ، لا يسد التعطش والنهم الإنساني للمعرفة، لأن الخبرة لا تقدر بثمن.
وأضاف، أن البُعد الفلسفي الكبير لرحلات البشر إلى الفضاء يختلف تماماً عن الرحلات غير المأهولة، إذ إن رحلة فرد واحد إلى الفضاء يُنظر لها على أنها رحلة حقيقية للإنسانية كلها، مدللاً بكلمة نيل أرمسترونج، عندما هبط على القمر، كأول إنسان، إذ قال: "خطوة صغيرة لإنسان، خطوة كبيرة للإنسانية".