الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على محمد وآله الطيبين الطاهرين.
ومن الامثلة الطبيعية والمصاديق الكاملة للصادقين والصادقين الاول هو الصحابي الجليل خزيمة بن ثابت الاوسي الذي بسبب قضيه خاصة اشتهر بذي الشهادتين او بالاحرى النبي صلى الله عليه وآله عرفه ووصفه بذي الشهادتين، من المواقف المؤلمة التي تملأ القلب بالاسى والالم، المواقف بعضها للامام امير المؤمنين بعد واقعة صفين كان الامام امير المؤمنين يتأوه وقد ظهر عليه الاسى وهو يردد:
أين عمار وأين هاشم المرطال واين خزيمة ذو الشهادتين. هذا العنصر المبارك خزيمة ذو الشهادتين هو بدري، بدري يعني اصحاب الرسول، الصحابة الذين لم يحدثوا، صحابة الرسول هم طبقات والطبقة الاولى المفضلة هم شهداء او اصحاب بدر المقاتلون في بدر كما يقول احد الادباء هم افضل الشهداء والقتلى الاولى مدحوا في الكتاب بوحي مبين، لانهم اول مجموعة طبقت الشهادة بحذافيرها، خزيمة بن ثابت ذو الشهادتين شهد بدراً واهم من هذا انه هو من الاوائل الذين ساهموا في تحطيم الاصنام وساهم في مختلف الحروب مع النبي صلى الله عليه وآله جنباً الى جنب النبي ووجه تسميته بذي الشهادتين هذا له قضية والقضية تدل على فهم هذا الرجل وتقييمه الطبيعي للرسول صلى الله عليه وآله والقضية هكذا اجملها ان النبي صلى الله عليه وآله مع اعرابي في شراء فرس حيث كان النبي قد استحسنها لكن الاعرابي نكث المعاملة الظاهر المشركين المنافقين وانهم اخطر المنافقين كانوا وراء هذا كانوا يستغلون اي فرصة فوعد هؤلاء الاعرابي بأنه ان باعها في السوق فسيكون ثمنها اضعاف ذلك لانه السعر الذي بعته ثمن بخس او من هذا الكلام وبالسوق مثلاً ثمنها اضعاف فغلب الحرص عليه وجاء ليفسخ المعاملة مع النبي بدعوى انه لم يبعها فأن الاعرابي جاء الى رسول الله وهو يطالب بفرسه يقول له لم ابعها لك لكن النبي صلى الله عليه وآله اصر على انه باعها له واستلم ثمنها قبل ايام، الصفقة منتهية ووقعت الفرس تحت اليد ما هذا الكلام؟ ذهب الاعرابي واقتنع، شنجوه المنافقون مرة اخرى قالوا له اذهب وطالب النبي بشهود وانه هل لديه شاهد. فعاد الاعرابي للنبي يطالبه بشهود ويقول له اذا اشترتيها مني ايتيني بشاهد فخلال السجال بين النبي والاعرابي مر خزيمة بن ثابت الاوسي سمع المرافعة فالتفت خزيمة الى الاعرابي وقال يا هذا اني اشهد ان النبي اشتراها منك وانه صادق واشهد انه اعطاك الثمن الاعرابي كم فمه وراح، القضية فشلت وفشل المنافقون. التفت النبي الى خزيمة وقال كيف شهدت على امر لم تكن فيه حاضراً فقال خزيمة: يا رسول الله انت معنا ونعيش معك طوال سنين ولهذا لما القرآن يصف النبي «وما صاحبكم بمجنون» «ما ضل صاحبكم» ما معناه، معناه انه معكم، تصحبوه ويصحبكم، من نفس الجماعة من نفس المنطقة.
يقول: يا رسول الله نحن طوال حياتنا معك، اربعين سنه نحن نعرفك ونعرفك بالصادق وبالامين ثم لما نحن قبلنا بك نبياً وشهدنا لك بالنبوة تخبرنا بأخبار السماء فكيف نشكك بقضية فرس، لاحظ رسول مبعوث لم نسجل عليك اي تجريح اي خلل اي انحراف ونثق بك تنطق عن الله نأتي ولا نصدقك في قضية بسيطة لا قيمة لها ازاء ذلك فمن هذا المنطق انا شهدت لك، النبي صلى الله عليه وآله أستأنس وقال يا خزيمة جعلت شهادتك مقابل شهادة رجلين، طبعاً القضية ليست شخصية وانما تقديراً لهذا الرجل بفهمه قيمة الرسالة والرسول ومعنى الرسالة والرسول مستوعبه تماماً لنضوجه ووعيه الكامل، هذا الرجل كان له دور بارع يوم فتح مكة مع الرسول صلى الله عليه وآله وكان من حملة الوية النبي يوم فتح مكة وله موقف آخر مع الامام امير المؤمنين عام 37 هجرية رغم انه في البداية كان متردداً في انه يقاتلهم كمسلمين، لما تحرك الامام لمواجهة الناكثين والقاسطين فكان متردداً ولكن لما رأى دور الامام امير المؤمنين ودورهم التخريبي وامعن في خطب الامام امير المؤمنين وخطب معاوية وكلمات اصحاب معاوية اقتنع بالكامل حقيقة الموقف وتفهم اهمية عملية الاصلاح من الداخل فتحرك ببسالة ووقف بجدية مدافعاً عن الامام امير المؤمنين ثم الذي شحنه بشعور اكبر وشجاعة اوسع لما صرع عمار بن ياسر رضوان الله تعالى عليه واوجد عنده القناعة بأن الفئة الباغية من هي؟ اخذ يتذكر ما سمعه من النبي، يا عمار تقتلك الفئة الباغية ويكون آخر شرابك من الدنيا ضياح من لبن ورأي كيف ان اصحاب معاوية قتلوا عمار تلك القتلة الشنيعة طبعاً كان سعى معاوية ان يقتل شخصيات كعمار وكخزيمة ليهد ركن الامام امير المؤمنين فبعد مصرع عمار اخذ خزيمة بسيفه وابلى بلاءً حسناً حتى ان التاريخ يقول بأن معاوية اعطى الحرب كلها جانب من الاهمية ومسألة تصفية خزيمة جانباً آخر بأزاءه فكان يراهن مع قواده وضباطه على قتل خزيمة ذي الشهادتين وفعلاً بعد ان اردى الابطان والحقهم بجهنم بالتالي امتلأ بدنه بالجراح وسقط خزيمة شهيداً في سبيل الله ودفاعاً عن الامام والامامة وهنا نقرأ تأبين الامام امير المؤمنين له فتلاحظ ان الامام ينعى اصحابه كلهم بجانب ولكن يتذكر هذه الشخصيات النادرة فكان يردد والاسى يبدو على وجهه.
اي عمار واين هاشم المرطال
واين خزيمة ذو الشهادتين
تغمد الله هذا الصحابي الجليل بواسع رحمته والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
*******