جاء ذلك في حوار اجرته قناة "العالم" الاخبارية مع وزير الخارجية الإيراني حسين أمير عبد اللهيان تحدث خلاله عن معطيات ومخرجات زيارته الى بغداد وآخر تطورات المحادثات مع السعودية والإتفاق النووي.
*المحادثات مع المسؤولين العراقيين
وحول لقاءاته ومحادثاته الرئاسات الثلاث في العراق وكبار المسؤولين وقادة الأحزاب والسياسين العراقيين قال: خلال محادثاتي مع كبار المسؤولين العراقيين فيما يخص العلاقات الثنائية بين البلدين، فقد تطرقنا إلي التفاصيل. مستوي العلاقات بين البلدين وصل إلي مستوي ممتاز، نحن نصف هذه العلاقات بأنّها إستراتيجية علي المستوي الرسمي، كما انّها علي المستوي الشعبي عبارة عن صلات وعلاقات بين أمّة واحدة في وطنين مستقلين ومختلفين.
واضاف: فيما يخصّ التعاون الإقتصادي والتجاري، فقد أجرينا محادثات شاملة ودقيقة مع المسؤولين العراقيين، بعض البُني التحتية تمرّ في طور التقوية بين البلدين، من ضمنها وصل سكّة الحديد بين البصرة وشلمجة وسكّة حديد كرمانشاه – المنذرية بهدف تبادل البضائع المختلفة وسياحة الزيارة بين البلدين.
وتابع: سكك الحديد هذه بإمكانها أن تلعب دورا بنيويا مهما. وجهات نظرنا متطابقة حول عبور الشاحنات في أقرب فرصة ممكنة وأن يكون الأمر بحيث تستطيع هذه الشاحنات تفريغ حمولاتها من البضائع المختلفة في محافظات البلدين وايصالها إلي المستهلكين.
وقال امير عبد اللهيان: إضافة إلي ماسبق، فقد تطرّقنا خلال محادثاتنا المشتركة إلي موضوع الغبار والأتربة، ومن المقرّر في النصف الأوّل من السنة الايرانية الجديدة، أي بعد الـ21 من شهر آذار/ مارس 2023، عقد إجتماع دولي في إحدي محافظات ايران، بإستضافة الجمهورية الإسلامية في ايران بالطبع علي مستوي وزراء البيئة وبدور مباشر من قبل منظمة الأمم المتحدة. بالطبع، فأن موضوع الغبار والأتربة هو أمر يعاني منه الشعبان العراقي والايراني إلي جانب شعوب المنطقة، لهذا فقد أجرينا محادثات شاملة ودقيقة تخص كيفية إدارة هذا الموضوع وكبحه.
واضاف: يعود البعد الآخر لتعاون البلدين والمحادثات الثنائية التي أجريت إلي المواضيع الأمنية وضرورة وأهمية تقوية الأمن الحدودي، من جانبنا قمنا بايصال هذه الرسالة بصراحة متناهية إلي مسؤولي منطقة كردستان وقلنا فيها أن الجمهورية الإسلامية في ايران لن تتحمّل من الآن فصاعدا أي تحركات للمجموعات الإرهابية الإنفصالية من منطقة كردستان العراق.
وقال: لحسن الحظ، ومع تشكيل اللجنة العليا للتعاون الأمني فقد عُقد إجتماعان أمنيان في بغداد وطهران. زميلي السيد "فؤاد حسين" المحترم { وزير الخارجية العراقي} إلي جانب السيد "قاسم الأعرجي" المستشار الأمني لجمهورية العراق، أديا دورا مهما علي هذا الصعيد، كما أن مسؤولي منطقة كردستان العراق حضروا هذه المباحثات. وحالياً، تم إعداد مسودة وثيقة بين الطرفين، ونأمل أن يتم التوقيع علي الوثيقة الآنفة الذكر في المستقبل المنظور.
واضاف: نحن نعتقد أن تواجد المجموعات الإرهابية وصلاتها بالكيان الصهيوني وبعض أجهزة الاستخبارات يشكل تهديدا للأمن في العراق أولا، وايران ثانيا، وحتي أمن منطقة كردستان العراق أيضاً، ويجب أن نضع حدا لهذا الموضوع مرة واحدة وإلي الأبد.
*الجماعات الارهابية في كردستان العراق
وحول اتفاق مسبق بين ايران والحكومة الاتحادية والعراقية وحكومة اقليم كردستان العراق بأن يتم نزع سلاح الجماعات الارهابية في الاقليم لكنه لم ينفذ فهل هناك آليات حالية وضعت لنزع اسلحة هذه الجماعات الارهابية؟ قال: هذا الأمر هو ما تطالب به الجمهورية الإسلامية في ايران، ونحن لن نرضي بأقل من هذا، أولا إغلاق جميع مقرات الإرهابيين في منطقة كردستان العراق ووضع حد لأنشطتها الإرهابية، وإغلاق جميع معسكرات التدريب لهذه المجموعات الإرهابية وتسليم المجرمين للسلطات القضائية، موضوع تواجد الإرهابيين الإنفصاليين في منطقة كردستان العراق أمر لايمكن للجمهورية الإسلامية في ايران أن تتحمله بأي شكل من الأشكال. خلال السنوات الماضية أبدينا الكثير من ضبط النفس وقد قدمنا العديد من الشهداء علي هذا الصعيد، والآن لايوجد أي مجال لإستمرار هذه الحالة في منطقة كردستان العراق.
وبشان الرد الايراني في حال تكررت الاعتداءات ضد ايران انطلاقا من منطقة اقليم كردستان العراق قال أمير عبداللهيان: نحن لدينا، كما في الماضي علاقات صداقة وأخوية مع بغداد ومنطقة كردستان في إطار الدستور العراقي وعلاقات تاريخية وقديمة مع المسؤولين الأكراد في منطقة كردستان.
واضاف: كما أننا متفائلون في ظل هذه العلاقات القوية الموجودة حاليا وفي ظل الدور الذي تؤديه بغداد، أن لا نشهد في المستقبل تكرارا للحالة التي سادت في منطقة كردستان لفترة زمنية، ولكن في حالة تكرار هذه الحالة فأن ردة فعل الجمهورية الإسلامية في ايران ستكون وفقاً لإطار ميثاق الأمم المتحدة بحيث ستكون عبارة عن دفاع قوي ومؤثر جدا.
*العلاقات بين ايران والسعودية
وحول العلاقات الايرانية السعودية قال أمير عبداللهيان: نحن نري عودة العلاقات بين الرياض وطهران إلي وضعها الطبيعي مفيدة للبلدين وللمنطقة علي حد سواء. كانت الجمهورية الإسلامية في ايران ولاتزال ترحب بالمحادثات والتعاون والتفاعل مع السعودية، وقد حققنا تقدما خلال الجولات الخمس السابقة من المحادثات بوساطة عراقية، وحاليا نحن في صدد تنظيم وبرمجة جولة جديدة من المحادثات.
واضاف: نحن علي أمل أن نشهد خطوات وإجراءات ملموسة ونتائج واضحة علي الأرض. تحولت تفاهمات محددة إلي خطوات عملية وتنفيذية، ولكن لاتزال أمامنا مواضيع في طور الحوار بيننا وبين الجانب السعودي. نحن نعتقد أن نتيجة هذه المحادثات ستكون خلق أجواء مناسبة لإعادة فتح سفارتي البلدين في العاصمتين في الوقت المناسب، والجمهورية الإسلامية في ايران كانت ولاتزال دائما ترحب بسير المحادثات والتفاعل وعودة العلاقات إلي حالتها الطبيعية.
*مفاوضات رفع الحظر
وتابع أمير عبداللهيان: السيد "فؤاد حسين" الذي عاد للتو من زيارته لواشنطن، حمل رسالة مفادها أن الجانب الأمريكي علي استعداد لتكميل الإتفاقية والوصول إلي نتيجة بشأنها. نحن كنا ولانزال نرحب بالمسار الدبلوماسي والحوار ولم نبتعد عن المحادثات، فنحن علي استعداد من خلال إطار المحادثات التي أجريت في فيينا والرسائل المتبادلة بيننا وبين الجانب الأمريكي من خلال الوسطاء وباسلوب شفوي، والتي أكدت علي مراعاة مصالح كل طرف في المحادثات وبالطبع الخطوط الحمراء للجمهورية الإسلامية في ايران فيما يخص نتيجة الإتفاقية وعودة كل طرف من الأطراف ذات الصلة بإلتزاماتها من خلال إتفاقية خطة العمل المشترك الخاصة بالبرنامج النووي السلمي لايران، من وجهة نظري الشخصية أعتقد أنه لو قام الجانب الأمريكي بالتعامل بصورة واقعية في اطار الرسالة التي بعثها وعدم تكرار التصريحات الإعلامية المنافقة، لن تكون أمامنا مسافة بعيدة للوصول إلي الإتفاق.
واضاف: ما أراه شخصياً مما نقله السيد "فؤاد حسين" عن الجانب الأمريكي، هو أن الوصول إلي إتفاق أمر ممكن، وأن ما أظهره الجانب الأمريكي من إستعداده لإتخاذ خطوات للوصول إلي نتيجة موجود، لكن المشكلة تكمن في أن الأمريكيين دائما ما يقومون بإرسال إشارات ورسائل دبلوماسية وإعلامية متناقضة، بمعني أنهم يبعثون برسائل ايجابية في المسار الدبلوماسي بينما يقال كلام آخر في وسائل الإعلام. نحن نأمل من الجانب الأمريكي أن يتعامل بواقعية وليس بنفاق.
وقال: لقد كان الجانب الأمريكي هو الذي خرج من إتفاقية خطة العمل المشترك الخاصة بالبرنامج النووي السلمي لايران، لهذا فأن وضع الشروط وإطلاق تصريحات مضللة ومتناقضة لن يساعد في حل المشكلة، فعواقب عدم تنفيذ الإتفاقية النووية بشكل كامل من مسؤولية أمريكا، لذا فعلي الأمريكيين بدلا من تصريحاتهم المتناقضة الإقرار بالخطأ الذي ارتكبوه، وأن يسيروا في طريق تصحيح هذا الخطأ، بالطع يجب علي الدول الأوروبية الثلاث أن تسعي في طريق ايفاء دورها البناء وأن تجتنب الوقوع في أخطاء التحليل والحسابات.