الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام وعلى محمد وآله الطيبين الطاهرين.
ومن الصادقين وخيارهم هو التابعي النجيب الشهيد عويس بن انيس القرني اليماني ولم اعثر علي تاريخ ولادته ولكن المصادر عرفته بأنه كان تقياً حاد الذهن نير التفكير وكان هذا الشاب يمتاز ببساطت لسانه ولباسه وحركاته حتى ظن بعض الجهال بأنه ممن يستهزأ به وهنا انوه ان هناك طبقة غير كثيرة يعني صغيرة عاشت عصر الرسالة ولم تشاهد شخصية الرسول وهؤلاء عاشوا دور الرسول والنبي اشاد بهم واثنى عليهم ثناءاً عاطراً وفي هؤلاء مثلاً ميثم التمار ومن هؤلاء عويس القرني هؤلاء النبي كان يذكرهم ويدعو لهم يروي صاحب الفتوح لاحمد بن الاعثم الكوفي ان النبي(ص) طالما ذكر عويساً وعرفه بأنه خير التابعين وانه يحشر يوم القيامة امة في رجل تدخل الجنة بشفاعته او في نص آخر تدخل في شفاعته عدد ربيعة ومضر ثم اردف النبي قائلاً: «فمن رآه منكم فليبلغه سلامي».
فقال علي(ع): يا رسول الله او فينا من يلقاه ويراه؟
قال النبي: نعم انت تلقاه فأذا لقيته فأقرأه عني السلام، في تقييم آخر له من النبي(ص) ان النبي قال يوماً الزهاد ثمانية وعددهم منهم الربيع بن خثيم النوري ومنهم هرم بن حيان ومنهم عامر بن قيس ومنهم عويس بن انيس القرني ومرة في لفتة اخرى هذه كان النبي يتحدث عنه ووصفه بأنه خير التابعين رجل يقال له عويس فمن لقيه فمروه ان يستغفر لكم وهذا الحديث رواه مسلم في صحيحه عن اسير بن جابر عن عمر بن الخطاب وجاء عن الامام الكاظم(ع) قوله اذا كان يوم القيامة ينادي مناد أين حواري امير المؤمنين وصي رسول الله فيقوم اربعة عمرو بن حمق الخزاعي ومحمد بن ابي بكر وميثم التمار وعويس بن انيس القرني هذا كلام النبي وهذا كلام الامام الكاظم(ع) فمن هو عويس هو يماني واسلم وحسن اسلامه وهو لم ير النبي وكان يسمع بأخباره وصفاته ويتشوق اليه وقد نشأ يتيماً ويسمع في اليمن عن اخلاق النبي فكان يتململ لمشاهدة النبي(ص) ويهم بالسفر الى المدينة ليرى رسول الله وكان يدعو الله دائماً ان يرزقه الله رؤية النبي واشتهر بالعبادة فكان يحيي الليل بالعبادة وكان يتشوق بالليل الطويل لأنسه بأحياءه من كثرة انسه له وكان يرعى الابل فألح ذات يوم وعدة مرات على امه بالسفر الى المدينة لمشاهدة الرسول(ص) ولكن امه كانت تمنعه خوفاً عليه كولد شاب والطريق والسفر صعب حتى طال الحاحه عليها فأذنت له بشرط ان لا يبقى في المدينة الا ساعتين ويعود اليها الذي عنده ولد وبهذه الصورة يكون وحيد والام وجودها كله الولد قالت له تبقى ساعتين في المدينة فبقيت تنتظر وتتطلع لعودته فلما وصل عويس الى المدينة متعباً وسأل اين بيت النبي هدي الى دار النبي طرق الباب فاجاته ام سلمة وقالت بأن النبي مسافر فهده الحزن واستعبر سألته ام سلمة ما اسمك يا بني ولم هذا الحزن ذكر لها سبب سفره وامي شرطت علي هكذا لما قال لأم سلمة اني عويس بن انيس القرني فقالت له ام سلمة عجيب لطالما ذكرك رسول الله ودعالك واعلمته ان النبي يعود بعد ثلاثة ايام قفل راجعاً صوب اليمن تنفيذاً لشرط امه، تقول ام سلمة لما عاد النبي الى المنزل سأل ام سلمة رأساً ازارنا احد من اليمن فذكرت له القصة ثم سألته كيف علمت بذلك يا رسول الله فقال شممت رائحة الجنة تأتي من صوب اليمن هذا الرجل يهنئ سنين ولا يكتفي لهذا المقام وهذا المركز وكان عويس يدعو الله ان يرزقه الشهادة لما علم من فضل الشهيد وفضل الشهادة وهنا اعود لما اخبر به النبي الامام امير المؤمنين حول هذا الفتى البار لامه ولنبيه ولامامه، النبي قال للامام قال انت ستلقاه الرواية تقول ان الامام امير المؤمنين لما كان في طريقه الى صفين وصل الى منطقة تسمى ذي قار هناك خطب امير المؤمنين(ع) في اصحابه وقال اريد منكم مئة نفر يبايعونني على الموت فبايعه هذا وذاك حتى بلغوا عند الظهر تسعة وتسعين رجلاً والامام يريد يتهيأ للصلاة ينتظر ويسأل من يكمل النصاب واذا بشاب عليه اطمار الصوف حليق الرأس متقلداً صارمه هجم وبايع الامام فلما سأله الامام ما اسمك قال انا عويس بن اويس القرني فقال له الامام انت من اليمن قال نعم فعانقه الامام بحرارة ثم شكر الله بتحقق ما وعده به النبي وعويس استغرب ان الامام يعرفه من قبل سنين فرقت عيناه واخذ الامام امير المؤمنين يبشره كذا سمعت من النبي في حقك ابن عباس كان حاضراً وكان يردد انا لله وانا اليه راجعون كيف بلغ عدد هؤلاء تسعة وتسعون والامام مصر ان يكتملوا مئة حتى وصل هذا الفتى وصاروا مئة وهذا الشاب وقف بكل بسالة يوم صفين وهو يجسد دوراً كان فيه ذراعاً من اذرع امير المؤمنين حتى سقط شهيداً في المعركة ووقف عليه الامام مأبناً وتولى دفنه بنفسه وصلى عليه وهنا اوضح للمستمعين ان الامام امير المؤمنين لم يصل على الضحايا يوم صفين الا على اثنين فقط عمار بن ياسر والثاني عويس بن انيس القرني اليماني ووري الثرى في مقبرة تضم ثلاثة ابطال وهم عمار بن ياسر وهاشم المرقال وعويس بن انيس القرني في الشام في مدينة تسمى الرقة فيها القبور الثلاثة تغمده الله بواسع رحمته والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
*******