البث المباشر

الراجا يحيى خان الملقب بآصف الدولة بهادر

الإثنين 18 فبراير 2019 - 09:23 بتوقيت طهران

إذاعة طهران- مع الصادقين: الحلقة 380

الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على محمد وآله الطيبين الطاهرين.
ومن مصاديق الصادقين في خدمة ‌اهل البيت ومحبيهم المرحوم الراجا يحيى خان الملقب بآصف الدولة بهادر، معنى الرجا في بلاد الهند اي الشخصية المتنفذة‌ او الشخصية البارزة مثلاً الراجات موجود بين القليلين منهم في الهند، الراجا المرحوم يحيى خان الملقب بآصف الدولة بهادر كان وزيراً وكان رجلاً خيراً مشهوراً بحبه لاعمال الخير، اتكلم عن شخصية عاشت قبل اكثر من مئتي عام، جاء هذا الرجل الخير جاء زائراً للامام امير المؤمنين(ع) وفي تلك الفترة كانت النجف الاشرف ارض قاحلة لا مياه ولا زراعة وانما بيوت بسيطة وكانت مهددة النجف بغارات اعداء‌ الاسلام اعداء آل البيت واعراب البادية واهم مشكلة كان يعيشها اهل النجف قلة الماء وارواء اهل البلد فكان السقائون ينقلون المياه من الآبار بصعوبة وكان الماء يسمى بالخابط وماء ملوث وماء كان غير صالح للشرب، ماء بئر، بعضهم كان يسأل سبب اختيار النجف سكناً فكان يردد هذه المقولة ماء بئر وخبز شعير وزيارة الامير، هينئاً لهؤلاء آثروا زيارة امير المؤمنين على تحمل هذا العيش الصعب وهذه الحياة المرة، اتخطر ان احد العلماء كانت قبة الامام امير المؤمنين ترى من الشباك ومن سطح البيت ايضاً فكان يقول رحمه الله ولو يومياً يضربوني بأسواط فقط انظر كل صباح وانا انظر الى قبة الامام امير المؤمنين انا اقبل بذلك هكذا كان التقدير والتثمين لزيارة المولى امير المؤمنين كنا نمازح بعض الكسبة في الشهر كم مرة تذهب الى الحرم كان يقول ان لم اذهب الى الحرم فعلى الاقل يومياً عدة مرات اشاهد قبة امير المؤمنين(ع) أسأل الله ان يرزقنا زيارة امير المؤمنين وان ينقذ بلده وحرم اولاده من شرور الاشرار، يحيى خان آصف الدولة ‌بهادر جاء لزيارة امير المؤمنين وهو رجل يعيش حياة مترفة يصل الى النجف الاشرف ويواجه الناس كيف يعيشون بصعوبة استغرب وهو من اهل الثروة فنظر الى المياة التي تستخرج من الآبار فقام هذا الرجل الموفق بجمع رؤوس القيائل التي تسكن حوالي البلد ووجوه البلد والمهندسين وبذل الاموال الطائلة فشق نهراً من المسيب عبر الكوفة لارواء اهل الكوفة والنجف الاشرف ولاحياء الاراضي بالزراعة والوضع الغذائي يتحسن وبذل الملايين من الروبيات بشكل لا يصدقه احد واستمر انجاز هذا المشروع لسنوات عديدة وجرى ماء‌ الفرات من المسيب الى الكوفة والى المناطق الاخرى كان هذا عام 1208 هـ كما ذكر ذلك مفصلاً صاحب كتاب معارف الرجال، ارخ احد شعراء‌ العلماء في النجف الاشرف هذا المشروع بهذا التاريخ بهذه الكلمة صدقة جارية ‌هذا المشروع اجريت عليه توسيعات وتعريض حتى اصبح يعرف بشط الكوفة وصار تجري فيه السفن واجري منه فرع صوب النجف وذلك عام 1282هـ وذلك الفرع ايضاً حفر على نفقة احد الوجهاء الكبار من طهران ومن اصفهان وهو السيد اسد الله الاصفهاني تبرع بأنشاء نهر وكان يعرف بنهر السيد وكان الماء‌ يجري فيه لارواء اهل النجف وانقطع الماء لامتلاءه بالطين ويذكر صاحب معارف الرجال انه حين وصل الماء الى مدينة النجف كان يوماً مشهوداً وارخ احد الشعراء ذلك اليوم بشعره بقوله:

مذ اسد الله الهمام السري

جليل ساقي الناس من كوثر

اجرى الى الغري ماءاً مري

قد ارخوه جاء ماء الغري

يظهر هذا التاريخ وهو 1288هـ ثم توالت له اعمال عديدة هذا الرجا يحيي خان رحمه الله بأعتبار هو من اشد الموالين لامير المؤمنين وكان انه يجلس يومياً في ديوانه صباحاً فأذا كان اول من يدخل الى ديوانه سيد من السادة وذرية الرسول كان يتفاءل بذلك اليوم خيراً ولما مات وجدوا في وصيته بأن توزع ثلث امواله على ذرية رسول الله واحدة من الوصايا التي يتحدث عنها الفقهاء وصية الانسان في ثلث تركته يعني اذا مات الانسان كل املاكه تكون للورثة ليس له من هذا الا قيمة كفن وقبر فقط، قال المؤرخون لما وزع ثلث ماله شمل الآلاف من ابناء الرسول ولو لم يكن له الا هذا العمل لكفاه بهجة وسروراً هينئاً له على هذا التوفيق ووفقنا الله ان نقتدي بسيرة هذا الرجل وبحبه للرسول ولابناءه نسأل الله له الرحمة والرضوان وان يحشره مع من تولاه من محمد وآل بيته الطاهرين والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

*******

شاركوا هذا الخبر مع أصدقائكم

جميع الحقوق محفوظة