البث المباشر

زيد بن حارثة بن شراحبيل الكعبي

الإثنين 18 فبراير 2019 - 09:22 بتوقيت طهران

إذاعة طهران- مع الصادقين: الحلقة 379

الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على محمد وآله الطيبين الطاهرين
ومن الصادقين المخلصين لآل رسول الله واحد حواربيه هو الصحابي الشهيد زيد بن حارثة بن شراحبيل الكعبي رحمة‌ الله تعالى عليه سبحان الله مغير الاحوال فهذا الرجل المعظم سقط اسيراً ايام طفولته او اختطف بيد قبيلة اغارت على قومه وبقي ابواه يبكيان فقدانه ليلاً ونهاراً رغم طبيعة المجتمع المتخشبة آنذاك وامضوا مدة يسألون القوافل والركبان حتى ‌يأسوا وذابت قلوبهم، كان حارثة ابو زيد ينعى طفله بأشجى نعي فيقول:

بكيت على زيد ولم ادر ما فعل

احي فيرجى ام اتى دونه الاجل

فوالله ما ادري اغالك

ام غال به الوليد به الجبل

فيقول تذكرينيه الشمس عند طلوعها

وتعرض ذكراه اذا غربها افل

وان هبت الارواح هيجنا ذكره

فيا حزني عليه ويا وجل

فياليت شعري هل له رجعة

فحسبي من الدنيا رجوع له يحل

وتدور الايام والليالي وكان انذاك سوق الرقيق متداولاً فعرض صي جميل يبلغ من العمر ثمان سنوات في سوق النخاسين، فأشتراه حكيم بن حزام وهو ابن اخ لخديجة بنت خويلد(رض) وكانت خديجة آنذاك قد اقتربت للنبي لتوها فقدم حكيم هذا الغلام هدية لعمته خديجة ووهبت خديجة هذا الغلام لزوجها رسول الله وينشأ زيد في كنف النبي متأدباً بآدابه ومتأثراً‌ بسلوكه وقد احبه رسول الله حباً شديداً فأشتهر بأنه زيد بن رسول الله او بمولى رسول الله وتحكم الصدفة الجميلة ان يلتقي زيد عفوياً بنفر قدموا الى مكة وكانوا من منطقته وقومه فلما علم ذلك منهم قال ان عثرثم على والدي وكانا على قيد الحياة فقولوا لهما ان زيداً حيا مع اكرم والد واشفق اب وتسلل الاخبار رويداً رويداً حتى علم حارثة ان ولده موجود في مكة وعلى قيد الحياة عند رجل اسمه محمد بن عبد الله فجد في الرحيل ليلاً ونهاراً ومعه زوجته سعدة واخوه فلما وصلوا الى مكة وهم يسألون عن النبي وكان مشهوراً بالامين محمد(ص) والتقيا اخيراً بالنبي محمد(ص) وقالا له يا بن عبد المطلب انتم تفكون العاني وتفنون وتطعمون الاسير جئناك في ولدنا المفقود منذ سنين فأيتهج النبي واحضر زيداً ولما حضر قال له النبي يا زيد هل تعرف هؤلاء شهق زيد وصاح هذا ابي وهذه امي وهذا عمي وسقط في حضن امه مغماً عليه ولما افاق خاطبهما النبي لكما ان تخيراه بين ان يصحبكما وبين ان يبقى عندي والنبي له هدف بأن لايضيع جهده في تربية زيد لانه نشأ في جو الايمان فخيره والداه وعمه فأدار وجهه صوب النبي وقال يا رسول الله ما ادب الذي اختار عليه انت الاب والعم وهنا دمعت عين النبي وامسك بيده وخرج به الى فناء الكعبة وكانت رجالات قريش مجتمعة فصاح اشهدوا ان هذا زيداً ابني يرثني وارثه يقصد الارث المعنوي وآنذاك كان النبي يسمى بالامين الصادق اما ابوا زيد وعمه فعادا الى قومهم مطمئنين على ابنهما لانه في كنف خير اب، وما بعد ذلك فصدع النبي بالرسالة واعلن الدعوة الاسلامية واسلم اول شاب وهو علي بن ابي طالب(ع) وهو ابن عشر وبعده بيوم اسلمت خديجة ثم ابو ذر وكان زيد بن حارثة من اوائل من استجاب لنداء الضمير هذا واصبحت لزيد منزلة عند رسول الله يغبطه بها الكل حتى ان النبي(ص) زوجه من ابنة عمه زينب وقصده بذلك تحطيم القواعد اذ كان زيد سبياً في المنشأ اذ كان مملوكاً وزينب هي من اشراف قريش وزواجها طاعة واحتراماً لرسول الله(ص) وبعد مضي فترة انفصم هذا الاقتران ويتزوج النبي زينباً وهي مطلقة زيد استغل المنافقون هذه الحالة فملؤا الجو بدعاية مغرضة كيف يتنروج النبي بزوجة ابنه وهم من السذاجة والغباء بحيث لا يفرقون بين الابن بالنسب والابن بالتبني وراح القرآن يخاطبهم «ما كان محمد ابا احد من رجالكم ولكن رسول الله وخاتم النبيين» نعم للنبي وعلي ابوة على كل بني البشر وهي ابوة الانقاذ كما قال رسول الله(ص) لعلي، يا علي انا وانت ابوا هذه الامة‌ وطبعاً الاباء ثلاث اب اولدك واب زوجك واب علمك وابوة‌ النبي ابوة تعليم وهداية، اما زيد فقد زوجه بعد انفصاله عن زينب زوجه ام كلثوم بنت عقبة وعرف زيد بعبادته وشجاعته ومشهوراً انه من رهبان الليل وفرسان النهار وفي الروايات ان النبي(ص) في يوم المواخاة وهو يوم مشهود في تاريخ الاسلام ولا تعطى له الاهمية ويمرون عليه بسرعة والسبب ان النبي اعلن فيه مؤاخاته مع الامام علي بن ابي طالب بأجماع المؤرخين في ذلك اليوم اخى‌ النبي بين عمه الحمزة‌ وبين زيد بن حارثة وهي خطوة اخرى على طريق سحق الفوارق القبلية والعصبية فالحمزة عم النبي واكبر اشراف قريش وزيد يطلق عليه مولى واخيراً تزوج زيد من الصحابية ام ايمن وبأشارة من النبي فأولدها زيد ولدها القائد الشجاع اسامة‌ الشهير بموافقة والذي امره النبي على جيش اسامة قبيل وفاته(ص)وهذا الجيش شكل لغايات لابعاد العناصر المرجفة التي تثير الشكوك والبلبلة والنبي حذر وبتهديد «لعن الله من تخلف عن جيش اسامة» اما استشهاد هذا الحبيب لرسول الله في يوم معركة مؤتة وقع المسلمون في خطر جدي فدعا النبي المسلمين للقتال وصد تلك الهجمة الرومانية وجعل على المسلمين القيادة بالتناوب لثلاثة اشخاص اولهم ابن عمه جعفر والثاني هو زيد بن حارثة والثالث هو عبد الله بن رواحة وودعهم خير توديع ودعا لهم وفي خروجهم يقول الشاعر:

غداة غدا بالمسلمين يقودهم

الى الموت ميمون النقيبة ازهر

فأستشهد هناك زيد بن حارثة صابراً محتسباً وحزن رسول الله لفقده له تغمده الله بواسع رحمته والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

*******

شاركوا هذا الخبر مع أصدقائكم

جميع الحقوق محفوظة