الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على محمد وآله الطيبين الطاهرين.
ومن الصادقين الاوفياء لخط اهل البيت(ع) هو المرحوم الشاعر والعالم والمحدث محمد بن عبد الرحمن ويكنى بأبي بكر معروف بالقاضي ابو بكر بن قريعة وهذه الشخصية تستحق الاهتمام والدراسة وجديرة بأن تخلد امثال هؤلاء الاشخاص لهم حق كبير علينا في زماننا هذا الراهن فما الملفت في حياة وترجمة هذا الرجل، ابوبكر بن قريعة كان كثير النوادر وحسن الخاطر عزيز سريع الجواب عجيب الكلام وكان غالباً ما يجيب بسجع والمؤرخون يذكرون له اخباراً مستفيضة يقول عنه صاحب الكنى والالقاب ان ابابكر بن قريعة القاضي كان من عجائب الوجود وتفرد بفصاحته في زمانه مزاحاً لطيف الطبع كان يتعمد البعض السؤال عنه بأسئلة مضحكة فيجيب بسرعة البديهة وانوه هنا الى ان من يريد المزيد من اخباره ونكاته يراجع كتاب تاريخ بغداد للخطيب البغدادي غير اني هنا اوكد على شاعرية العالم الجليل وجهاده في كشف مظلومية اهل البيت، النكتة التي دعتني الى ان اسلط الضوء علي ترجمة هذه الشخصية العظيمة والبرنامج مع الصادقين هو ان هذا العالم مجاهد في كشف مظلومية اهل البيت وبخصوص موضوع الزهراء(ع) والذي هو المفتاح الى ما جرى على اهل البيت، هو كان يتستر ويتقي بشكل شديد ولا اعرف ظروفه ولكنه لم يكن كالفرزدق او دعبل او الكميت او ابي فراس الحمداني بل علي العكس كان يتكتم على شعره شأنه شأن الشاعر الصولي الذي اتلف ديوانه خشية سطوة الاعداء عليه ويا سبحان الله كنا نقرأ في التاريخ فينتابنا العجب يذكر بنا التفكير احياناً ان الامور ربما فيها مبالغة ربما قصيدة او بيت من الشعر مدح فيه الزهراء او كشف مظلومية الحسين يحرق حياً هذا من ضروب المبالغة لكن بعد ان عشنا بطش الزمر الصدامية العفلقية في العراق شاهدنا بأعيننا وعن حس كيف يعدم الشباب صفقات في قتل جماعي بسبب اقتنائهم كتاباً للشهيد الصدر او للامام الخميني(رض) واتذكر موقف يهزني ويرعدني وان كان مضى عليه قرن وهو انه في عام 978م قضى حاكم ما تسمى بمحكمة الثورة وهو جار الله ايوب العلاف على احد عشر شاباً من خيرة الشباب المؤمنين قضىعليهم بالاعدام لانهم يجتمعون في زاوية ويدرسون كتاب اقتصادنا للسيد محمد باقر الصدر(رض) فأذن التاريخ لما ذكر لنا هذه المواقف والحالات نشاهد له تطبيق الآن وهو ابن الماضي والقوم فلا غرابة لبعض الشخصيات من الامامية في القرون المتقدمة ان يلتمسوا الطرق المتنوعة للنجاة بأرواحهم اذ كان الفرد يقتل هو واسرته بأدنى شبه تثار عليه في هذا الاطار نؤكد علي القاضي ابي بكر بن قريعة حينما اخفى قصيدة له اكثر من عشرين عاماً وكان قد غمدها وسط وسادته ولم يعثر عليها الا بعد وفاته بسنوات وهذا من اوضح الدلائل على توجهه وولاءه لاهل البيت واجمل ما في هذه القصيدة انه يعتبر ان كل ما عاناه اهل البيت(ع) هو وليد ما عملت به البضعة الزهراء(ع) اي دليل اوضح من هذا على تشدده في ولاء اهل البيت القصيدة هي:
يا من يسائل دائباً عن كل معضلة عنيفة
ان الجواب لحاضر لكن اخفيه خيفة
يشير الى التقية التي كان يستخدمها للنجاة بحياته كما ورد في القرآن الا ان تتقوا منهم تقاة:
لولا اعتداء رعية
امضى مضاربها الخليفة
لنشرت من اخبار
آل محمد قصصاً ظريفة
ونشرت طي صحيفة
فيها احاديث الصحيفة
واريتكم ان الحسين
اصيب من يوم السقيفة
آه لبنت نبينا
ماتت بغصتها اسيفة
ثم يتساءل وهو سؤال محرج وسؤال يطلب تفسيراً الى هذا اليوم من 14 قرناً والسؤال قائم يقول: ولاي شيء الحدت في الليل فاطمة الشريفة.
عقب على هذه القصيدة احد العلماء المتأخرين مشيراً الى ظروف اخفاء القاضي ابي بكر بن قريعة قصيدته هذه نتيجة البطش والقمع فيقول بنفس السجع والقافية
ما مقلتي هتفت في حب غانية ظريفة الى ان يقول:
انشدت قولة خائف من
دهره يخشي ظروفه
يا من يساءل دائباً
كل معضلة عنيفة
من خلال تتبعي المحدود لم اعثر على تاريخ وفاته لكن أسأل الله ان يتغمد هذا الشاعر المجاهد بواسع رحمته وان لا يحرمه شفاعة فاطمة الزاهراء(ع) والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
*******