وجاء ذلك في كلمةٍ للسيد الأمين العام خلال المؤتمر الصحفي للإعلان عن انتهاء الاستعدادات لانطلاق قافلة المساعدات الأولى، لإغاثة المتضرّرين جرّاء الزلزال في سوريا.
وأدناه نصّ الكلمة:
"كانت العتبات المقدسة في العراق وما زالت مبادرةً للخير حيثما سعى الخيّرون إليه، وكان للعتبة العبّاسية المقدّسة نصيبٌ كبير من ذلك في البلاد، خادمةً للناس ومساعِدةً لهم في كلّ الأزمات التي مرّت بهم سابقاً، سواء التي نتجت بسبب جائحة كورونا أو ما سبقها من تهجيرٍ بسبب الإرهاب، أو خلال معارك التحرير، فلا تفرقة بسبب عرقٍ أو لون أو انتماء، وذلك جزءٌ من رسالتها الإنسانية في بناء الإنسان ومساهمةٌ في النجدة حين الملمّات.
ونحن اليوم أمام محنة الزلزال الشديد الذي ضرب مناطق واسعة من أراضي دول الجوار مؤخّراً، وأسفر عن أعداد كبيرة من الضحايا والمصابين وخسائر مادية هائلة في المساكن والبنى التحتية، نعيش في كارثةٍ إنسانية قلّ نظيرها في العصر الحالي، كما أشار بيانُ المرجعية الدينية العُليا حولها، وتعيش إدارة العتبة العباسية المقدسة كما هو ديدنها همّ إعانة المنكوبين وإغاثتهم ومواساة العوائل ذوي الضحايا.
وها هي قوافل الخير تنطلق من العتبة العباسية المقدّسة بتوجيهٍ مباشر من متولّيها الشرعي سماحة السيد أحمد الصافي (دام عزّه)، محمّلةً بشتّى صنوف المساعدة على الصعد الغذائية والخدمية، لتستجيب لنداء الإنسانية التي تجمع البشر وتلبّي نداء المرجعية حول الكارثة، بعد أن طالبت بتوفير الاحتياجات الضرورية للمتضرّرين بأسرع وقت، وكما لا يخفى أنّ العراقيين كانوا أخوة نجدةٍ وشهامة وكرمٍ ونخوة؛ إذ ضرب العراقي في تاريخه كلّه أمثالاً طيّبة في التخلّي عن شحّ النفوس، فوهب ما يملك لأخيه بل اقترَضَ أحياناً وقدّم لأخيه.
ونحن إذ نقدّم ذلك إنّما نبعث رسائل في التراحم والتعاطف والتعاون والأخوّة الإنسانية الحقيقية، عسى أن يتقبّلها الله بقبولٍ حسن، والله من وراء القصد؛ نسأل الله العلي القدير أن يدفع البلاء عن الجميع وينعم عليهم بالخير والسلام إنه أرحم الراحمين".