البث المباشر

الشهيد صاحب عيسى بن زيد

الأحد 17 فبراير 2019 - 11:09 بتوقيت طهران

إذاعة طهران- مع الصادقين: الحلقة 368

الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على محمد وآله الطيبين الطاهرين.
ومن الصادقين الذين نفتخر بذكرهم ونعتز بتاريخهم هو الشهيد من شهداء الاسلام حاضر صاحب عيسى بن زيد الشهيد وهو من عناصر الجهاد ومن الصادقين في جهادهم وصلابتهم في نصرة اهل البيت، ما يذكر المترجمون لحاضر ما هي اصوله ومن هو ابوه واين ولد؟ كلما نجد في كتب التراجم يرد اسمه فقط ويعرف بأنه صاحب عيسى بن زيد، يبدو انه كان لصيقاً بعيسى بن زيد وهو استشهد بسبب هذا وهنيئاً له، كان مثل البريد الداعي لحركة عيسى بن زيد هم ثلاثة كانوا اوفياء لعيسى بن زيد وهم كانوا يشكلون ذراعاً نشطاً احدهم ابن علاق الصيرفي كان يمد عيسى بن زيد بالمال ويجاهد دونه واحدهم صباح الزعفراني وربما نتحدث عنهم في حلقة مقبلة ان شاء الله والثالث هو حاضر، هؤلاء الثلاثة كانوا مطاردين لانهم كانوا هدفاً للكيان العباسي في ذلك اليوم الخليفة كان المهدي العباسي فأعلن هدر دم هؤلاء الثلاثة كما اعلن الجوائز لكل من يخبر عن مكان اختفائهم خصوصاً عيسى بن زيد وبالتالي ظفر بهم كلهم، اول ما ظفر المهدي ظفر بأول هؤلاء الثلاثة وهو حاضر فأمر المهدي العباسي بزجه في الحبس ريثما يحقق في امره هنا يروي ابو العتاهية قصة، ابو العتاهية الشاعر المعروف يقول انقطعت عن نظم الشعر وصار هذا مثار استياء البلاط العباسي فكانوا يصرون على ان اعاود واكون شاعرهم وانا اصر على ان اقطع نظم الشعر انتهى ذلك ان زجوا بي في السجن القيت في الحبس على ذمة المحاكمة ويقول هذه اول مرة ادخل فيها السجن بعد حياة سعيدة وترف ورغد فلما دخلت الزنزانة ذهلت وكدت اجن رأيت يمين وشمال ولم ار احداً آنس اليه واتحدث اليه فيقول فوجئت بكهل جميل الصورة في عينيه وفي جبينه سيماء الخير جلست بجنبه ولكن يقول بسبب دهشتي نسيت ان اسلم عليه او اسأله عن امره، ونحن في العراق سجنا وسجون متعددة في زمن الطاغية كنا نجد متنفس لما نحصل على مؤمن سجين نسلم عليه ونسأله ونحكي له محنتنا ويحكي لنا محنته ولو ان الطغاة كانوا حتى في الزنزانات يمنعون ان احداً يكلم الاخر، يقول ابو العتاهية لما رأيت الكهل لم اسأله شيئاً، جلست واطالعه وانظر اليه من بعيد وانا مطرق برأسي الى الارض وافكر في امري كيف تنحل هذه المأساة يقول ابو العتاهية واذا اسمع هذا الكهل يقرأ هذه الابيات:

تعودت مس الضر حتى الفته

واسلمني حسن العزاء الى الصبر

وصيرني يأسي من الناس واثقاً

بحسن صنيع الله من حيث لا ادري

اذا انا لم اقنع من الدهر بالذي

تكرهت منه طالعت بي على الدهر

ووسع صدري للأذى كثرة الاذى

وقد كنت احياناً‌ يضيق به صدري

يقول ابو العتاهية رغم اني كنت شاعراً لم يمر علي شعر بهذا اللون ولكن يضمد جراحي وهذا صار دواء لدائي ومشكلتي فيقول احسست ان ماءاً بارداً رش على قلبي وهدأت نفسي فقلت له يا هذا اعد هذه الابيات يرحمك الله، فقال لي: ويحك يا اسماعيل! ما اسوء ادبك واقل عقلك ومروءتك دخلت الحبس علي ولم تسلم وهي تحية المسلم للمسلم ولا توجعت لي توجع المسلي للمبتلي ولا سألتني مسائلة الوارد على المقيم ما هذا الجفاء؟ حتى اذا سمعت مني هذه الابيات تسألني عنها، يقول ابو العتاهية اسقط ما في يدي اولاً كيف عرفني ثم انه اهانني فأعتذرت اليه وقلت سامحني وبينت له الاسباب وذكرت له محنتي، فقال لي واي شئ يحزنك انما تركت مدحك لهم وكان شعرك جاهك عندهم وسبيلك اليهم فحبسوك حتى تقوله وانت لابد من ان تقوله فيفرج عنك وهذا ليس مهماً ولكن انا محنتي محنة انا سيدعى بي في هذه الساعة فأطالب بأحضار سيدي ومولاي عيسى بن زيد بن رسول الله وانا بين امرين اما ان ادل عليه وقد لقيت الله بدمه وكان رسول الله خصمي يوم القيامة وان رفضت ان ادل عليه فسأقتل ولذا فأنا اولى بالحزن منك ولكنك ترى صبري واحتسابي وتحملي والحمد لله فقلت يكفيك الله ثم قلت الا تعيد الي هذه الابيات فأعاد:

تعودت مس الضر حتى الفته

واسلمني حسن العزاء الى الصبر

وصيرني يأسي من الناس واثقاً

بحسن صنيع الله من حيث لا ادري

يقول انا حفظتهم ثم سألته من انت؟ قال لي انا حاضر صديق عيسى بن زيد الشهيد، يقول ابو العتاهية فجأة واذا بالجلادين على رؤوسنا ساقونا الى‌ المهدي العباسي وفعلاً هو الذي قاله حاضر وقع فلما اوقفنا عند المهدي العباسي وكان السيف بيده واحضر النطع وبدأ بي قال اتقول الشعر ام اضرب عنقك قلت لا بل اقوله قال اذهب اذن وخلو سبيله، ثم التفت الى حاضر قال له انت حاضر صاحب عيسى بن زيد قال بلى قال اين عيسى قال وما يدريني هو طلبتك فأخفته فهرب ويجوب البلاد واخذتني وحبستني فمن اين اقف على موضع هارب منك وانا محبوس فقال له المهدي يا حاضر اين هو يتوارى ومتى آخر عهدك به ومتى لقيته آخر مرة فقال له حاضر ما لقيته منذ توارى ولا اعرف له خبراً تشنج المهدي قال انما ان تخبرني عن مكانه او اضرب عنقك الساعة فقال له حاضر بكل براعة وثبات اصنع ما بدا لك ان تصنع تظن اني ادلك على ابن رسول الله لتقتله فألقى الله ورسوله بدمه لا والله لو كان عيسى بين ثوبي وجلدي ما كشفت عنه ولو قطع بدني قطعة قطعة، يقول ابو العتاهية انا واقف واسمعه من بعيد فصاح المهدي اضربوا عنقه فأحتزوا رأسه بالمكان ووضعوا جسده بالنطع وصعقت لذلك كل الحضار في المجلس وحمل جسده ليحرق وانتهت بهذا حياة بطل من ابطال الاسلام حياة رجل مترعة بالجهاد والصبر والوفاء لاهل البيت هذا ما كان من بداية حياة حاضر ونهايته نسأل الله له الرحمة والرضوان والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

*******

شاركوا هذا الخبر مع أصدقائكم

جميع الحقوق محفوظة