البث المباشر

الحارث الأعور الهمداني

الأحد 17 فبراير 2019 - 11:06 بتوقيت طهران

إذاعة طهران- مع الصادقين: الحلقة 367

الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على محمد وآله الطيبين الطاهرين
وممن يستحق صفة الصادقين في صلته بأهل البيت وارتباطه الوثيق بالامام امير المؤمنين(ع) هو الحارث الهمداني واشتهر بالاعور الحارث الاعور الهمداني وهو من قبيلة همدان البعض يتصور انه همداني، همدان في ايران لا قبيلة همدان من اعرق القبائل العربية في اليمن ومنهم شعب منتشرة في معظم دول شبه الجزيرة العربية هذه القبيلة لها موقع خاص بسبب بعض عناصرها التي يمكن ان اذكرها خلال البرنامج وهذه القبيلة لها موقف مشرف يوم صفين مع الامام امير المؤمنين(ع) ولذلك قال فيهم الامام امير المؤمنين يا معشر همدان انتم درعي ورمحي وما نصرتم الا لله وما نصرتم الا الله وما اجبتم غيره ولها نرى الادباء - فلو كنت بواباً على باب جنة لقلت لهمدان ادخلوا بسلام- فمن هذه الاسرة هذا الفقيه العالم الكبير والمتفاني العظيم في ولاءه للامام علي(ع)هو الحارث الاعور الهمداني وهو احد اعلام الدنيا وهو يأتي وليس من الصحابة وانما من التابعين وهذا التابعي المعظم هو في عداد صعصعة بن صوحان، الاصبغ بن نباتة وغير هؤلاء وكان قد تعلم الحكمة والحديث من الامام علي(ع) ويعد من كبار الشيعة روى الكشي في رجاله وهو مصدر من المصادر الموثوقة المهمة روى عن الشعبي قال سمعت الحارث الهمداني وهو يقول اتيت امير المؤمنين(ع) ذات ليلة فقال يا اعور ما جاء بك هذه الليلة الآن قلت يا ابا الحسن جاء بي حبك فقال له الامام يا حارث اما اني سأحدثك بنعمة لتشكرها اما انه لا يموت عبد بحبي فتخرج نفسه حتى يراني حيث يحب-اللهم امتنا على محبة امير المؤمنين والبراءة من اعداءه وممن ظلمه- الامام يقول يا حارث لا يموت عبد يحبي فيخرج نفسه حتى يراني حيث يحب ولا يموت عبد يبغضني فيخرج نفسه حتى ‌يراني حيث يكره وابشرك يا حارث والذي فلق الحب وبرء النسمة ان ولي وعدوي ليعرفني في مواطن شتى ليعرفني عندالممات وعند الصراط وعند المقاسمة، ‌الحارث يسأل يا ابا الحسن ما المقاسمة قال مقاسمة الجنة والنار اقاسمها قسمة ‌صحاح فأقول هذا ولي وهذا عدوي الى الآن الى الآن لما يدخل الانسان الى النجف الاشرف رزقنا الله زيارتها ويدخل من باب الايوان الذهبي للحرم الباب الاول في الايوان فوق الباب بيتين مكتوبة بالذهب على الزجاج: 

علي حبه جنة

قسيم النار والجنة

وصي المصطفى حقا

امام الانس والجنة

الامام يقول المقاسمة قسمة الجنة والنار اقاسمها قسمة‌ صحاحاً فأقول هذا ولي وهذا عدوي ثم يقول الامام يا حارث ستراني في ثلاث مواطن عند خروج روحك وعند الصراط وعند الحوض ثم يأخذ الامام بيد الحارث وقال يا حارث اني اخذت بيدك كما اخذ رسول الله بيدي ما هذا التوفيق، يا حارث انت مع من احببت ولك ما اكتسبت قالها ثلاثاً وكان الحارث بعدها يردد لا ابالي بالموت متي لقيني اولقيته ولهذا السيد الحميري ينظم الابيات المشهورة:

قول عليً لحارث عجب

كم ثم اعجوبة لها حملا

يا حار همدان من يمت يرني

من مؤمن او منافق قبلا

يعرفني طرفه واعرفه

بنعته واسمه وما فعلا

وانت عند الصراط تعرفني

فلا تخف عثرة بها ولا زللا

اسقيك من بارد على ظمأً

تخاله في الحلاوة العسلا

اقول للنار حين تعرض للعرض

دعيه لاتقبلي الرجلا

دعيه لا تقربيه ان له حبلاً

بحبل الوصي متصلا

اللهم وثق صلتنا بحبل اهل البيت «واعتصموا بحبل الله جميعا ولاتفرقوا» لكن المؤمن يراه بصورة يحبها ان المؤمن الموالي لامير المؤمنين يرى الامام بصورة يحبها فيفرح ويستأنس والمبغض يرى بصورة تفجر عند الاسى والحزن هذه اعمالنا في عالم البرزخ والنعيم والجحيم هذا، الحسنات تنعكس الى صور مريحة ومؤنسة والسيئات والعياذ بالله فيأتي احداً ويقول كيف الامام علي قبل سنين ميت كيف يراني ثم يموتون عشرة في آن واحد موالين لامير المؤمنين كيف يرونه، الآن مذيع في التلفزيون يراه الملايين من البشر وهذا من عمل الانسان فكيف بخالق الانسان وهو الله، يروي صاحب قصص الانبياء عن الحارث الهمداني قال ابصرت امير المؤمنين في النخيلة ومعه شيخ يتحدث اليه فسألته من هذا فقال الامام يا حارث هذا هو الخضر جاء يسألني عما بقي من الدنيا وسألته عما مضى من الآخرة ويوم من الايام يقول الحارث للامام علي(ع) يا ابا الحسن انا احب ان تكرمني وتجيب دعوتي فتأكل عندي الامام استجاب وقال تفضل ثم قال لا تتكلف بشئ يا حارث انما آكل في بيتك، فلم يكن في بيت الحارث الا كسير الخبز اكله الامام بكامل الارتياح وهذا يعكس صورة تمتع بها امير المؤمنين وهي حبه للمساكين ومواساته لهم فيما يأكلون ويلبسون ويسكنون ويتحركون وامير المؤمنين اساساً يحب المساكين، توفي عام 65هـ وقلت ان قبيلة همدان قبيلة عظيمة ومهمة فيها رجال اطياب وعناصر طيبة مثل الحارث ومن ذرية الحارث الهمداني يقول جدنا الحارث الهمداني وهو من خواص امير المؤمنين أسأل الله ان يحشرنا مع الحارث الهمداني ومع كل محبي امير المؤمنين والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

*******

شاركوا هذا الخبر مع أصدقائكم

جميع الحقوق محفوظة