البث المباشر

جعفر بن عفان الطائي

الأحد 17 فبراير 2019 - 10:52 بتوقيت طهران

إذاعة طهران- مع الصادقين: الحلقة 363

الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على محمد وآله الطيبين الطاهرين.
ومن الصادقين المبدعين ومن السنة ‌اهل البيت(ع) هو المرحوم العالم الجليل والشاعر اللبق جعفر بن عفان الطائي من قبيلة طي وهو من تلاميذ الامام الصادق(ع) وممن يثق به وله موقع خاص عند الامام الصادق حتى انه يروي جماعة عن الامام الصادق قالوا كنا وجماعة من الكوفيين عند الامام الصادق فدخل جعفر بن عفان على الامام فقر به وادناه ثم قال يا جعفر قال لبيك سيدي جعلت فداك قال له الامام بلغني انك تقول الشعر وتجيد نظمه جعفر بن عفان رغم انه محدث وعالم وفقيه هو شاعر وله ديوان من الشعر في اهل البيت يتألف من مئتي ورقة يعني اربعمئة صفحة لكن اتلفته الهجمات الحاقدة‌ والمعادية لاهل البيت فقال بلى سيدي فقال الامام(ع) اذن انشدنا في جدي الحسين شعراً فأستجاب جعفر فوراً وانشد الابيات المعروفة:

فليبكي على الاسلام من كان باكياً

فقد ضيعت احكامه واستحلت

غداة‌ حسين للرماح دريئة

وقد نهلت منه السيوف وعلّت

وغدر في الصحراء لحماً مبدداً

عليه عناف الطير بانت وظلت

واستمر الى ان قال:

فلا قدس الرحمن امة جده

وان هي صامت للاله وصلّت

كما فجعت بنت الرسول بنسلها

وكانوا كماة الحرب حين استقلت

فضج المجلس بالبكاء كما روى الكشي وبكى الامام الصادق(ع) وملأت الدموع وجهه ولحيته ثم قال الامام يا جعفر والله لقد شهد مجلسنا هذا ملائكة الله المقربون وهم يسمعون رثاءك لجدي الحسين والله لقد بكوا كما بكينا او اكثر من ذلك واردف الامام قائلاً يا جعفر لقد اوجب الله تعالى لك الجنة بأسرها وغفرلك ثم قال الامام يا جعفر ألا ازيدك قال نعم قال ما من احد قال في جدي الحسين شعراً فأبكى وبكى الا اوجب الله له بذلك الجنة وغفر له. جعفر الطائي اواخر عمره صار مكفوفاً واشتهر بأنه من شعراء الكوفة وقد اطنب عليه علماء الرجال ووثقوه وكان غيوراً على اهل البيت مدافعاً عنهم لذلك كان اعداء اهل البيت يسموه بالشاعر الاعمى واحباء اهل البيت يسموه بالشاعر الضرير لان تعبير اعمى تعبير يتناوله القرآن بأنه من كان في هذه اعمى لفاقد البصيرة ويستحسن الانسان ان يتأدب بلفظه حينما يصف احداً فيقول ضرير او يقول مكفوف البصر، جعفر بن عفان يذكر الرواة انه كان مدافعاً عن اهل البيت حتى ان في احد المواقف لما بلغه قول مروان بن ابي حفصة شاعر البلاط العباسي وهو ينظم وفق رغباتهم وكان يقول في شعره وكأنه يستدل في عقليته بأحقية العباسيين في الخلافة لانهم ابناء عم النبي وان اهل البيت اولاد بنت النبي وهم غرباء عنه بحكم القاعدة‌ الجاهلية ابن ابنك لك وابن بنتك لا فمروان بن ابي حفصة كأنه يريد ان يرضي بني امية‌ وبني العباس ومن لف لفهم بأنكم احق بالخلافة من ابناء البنت وهم العلويون والائمة اولاد على فيقول: 

انى يكون وليس ذاك بكائن

لبني البنات وراثة الاعمام

فتصدى له ورد عليه جعفر بن عفان الطائي رحمة الله عليه فيقول: 

لم لا يكون وان ذاك لكائن

لبني البنات وراثة الاعمام

للبنت نصف كامل من ماله

والعم متروك بغير سهام

ما للطليق وللتراث وانما

صلى الطليق مخافة الصمصام

ويشير بهذا الى ‌العباس يوم بدر وهو جد العباسيين وان النبي(ص) اطلق سراحه وهنا اذكر ماورد في عيون اخبار الرضا(ع) ان جماعة دخلوا على الامام الرضا فرأوه متأثراً متغيراً فسألوه عن السبب فقال بت ليلتي بالامس ساهراً من جرأة مروان بن ابي حفصة حينما يقول: 

انى يكون وليس ذاك بكائن

لبني النبي وراثة الاعمام

يقول الامام الرضا لهؤلاء الجماعة‌ يقول لما نمت رأيت رجلاً‌ ماسكاً عضادة الباب وهو يقرأ ابيات جعفر بن عفان الطائي التي يرد بها على مروان بن ابي حفصة ويجدر هنا ان اذكر هذه النغمة ان اولاد البنت غرباء هذه القاعدة ‌الجاهلية ضرب عليها ونماها معاوية بن ابي سفيان وهو كان يعطي للشعراء: 

بنونا بنو ابناءنا وبناتنا

بنوهن ابناء الرجال الاباعد

فكان يركز على هذه القاعدة لابعاد الحسنين عن رسول الله(ص) في حين النبي يقول الحسنان سيدا شباب اهل الجنة يسمي الحسن والحسين هاتوني ولدي واكثر من هذا القرآن بالمباهلة يعبر عنهما بأبنا رسول الله وابناءنا وابنائكم، جعفر الطائي له مناقشة جميلة مع السيد الحميري وذلك بأن جعفر تظلم لاهل البيت بقصيدة ورد فيها هذا البيت: 

ما بال بيتكم تخرب سقفه

وثيابكم من ابسط الاثواب

وهو يقصد بذلك بساطة عيش الائمة الا ان السيد الحميري اعترض عليه بشدة وانتهى بعد هذا الكلام اليسير عن جعفر بن عفان بأنه كانت له هذه الموقعية وكان بالاضافة الى عمره الغزير واطلاعه بالحديث لعب دوراً كبيراً في خدمة دينه وخدمة ‌اهل البيت من خلال ادبه ومواقفه التي اتسمت بألقاء اروع القصائد وقصائده عديدة ومن جملة ابياته:

اذا ذكر الحسين الا ياعين

فابكي الف عام

وزيدي ان قدرت على المزيد

اذا ذكر الحسين فجودي الدهر جودي

فقد بكت الحمائم من شجاها

بكت لا ليفها الفرد الوحيد

اتنسى سبط احمد حين يمسي

ويصبح بين اطباق الصعيد

توفي جعفر الطائي عام 150 هـ تغمده الله برحمته والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

*******

شاركوا هذا الخبر مع أصدقائكم

جميع الحقوق محفوظة