البث المباشر

السيد ابو الحسن الإصفهاني

الأحد 17 فبراير 2019 - 10:51 بتوقيت طهران

إذاعة طهران- مع الصادقين: الحلقة 362

 

الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على محمد وآله الطيبين الطاهرين.
ومن اعلام الصادقين ومفاخر الصادقين هو العالم والقائد والمقلد والزعيم المرحوم السيد ابو الحسن الاصفهاني اعلى الله مقامه هذا الرقم الذي يفتخر به التاريخ الجديد للمسلمين وللامة الاسلامية والامامية ‌الاثنى عشرية بالذات هو السيد ابو الحسن الاصفهاني هو من مواليد اصفهان في ايران عام 1284 هـ ولد من عائلة بسيطة وابوه كان مزارعاً لكنه كان موهوباً ويتمتع بقدرات هائلة فدرس المقدمات والسطوح ثم هاجر الى العراق الى النجف الاشرف مهوى افئدة المسلمين بأجمعهم وقد هاجر عام 1308 هـ واستمر يتطور على ايدى الاساتذة الكبار حتى انتهى اليه امر الشيعة في العالم كله وذلك عام 1329 هـ اصبح زعيماً للطائفة بلا منازع وعرف هذا العالم العظيم بغزارة عقله وسعة علمه وكان بعيد النظر صائب الرأي حسن التدبير واسع التفكير سخي اليد تعامل بشفقة مع كل الناس على اختلاف طبقاتهم كما عرف بجرأته وشجاعته في مقاومة الكثير من البدع التي ظهرت وللاسف نتيجة السكوت عليها اصبحت جزءاً من المقدسات وهي دخيلة على الشرع ولا اصل لها فقد افتى المرحوم الاصفهاني بحرمة ضرب الرؤوس بالسيوف والتعري عند لطم الصدور واستعمال ضرب السلاسل ودق الطبول والصنوج والمزامير وقد دعم بفتاواه هذه موقف العالم الديني والمصلح الكبير في الشام وهو السيد محسن الامين العاملي وقد اظهر شجاعة عالية اخرى وعلى مستوى رباطة الجأش حينما استشهد ولده السيد حسن ذبحاً‌ اثناء الصلاة في الصحن الحيدري وتعامل مع الحدث بكل هدوء وصبر مما دهش محبيه واعداءه وحينما ارادت السلطات تنفيد الاعلام بالقاتل اعترض وعفا عنه بطلب خاص بأعتباره الاب وولي الدم والحاكم الشرعي مما اكسبه موقعاً شعبياً ومودة عارمة من كل الناس، يتحدثون الناس عنه لم يره احد جازعاً ولا باكياً ولا شاكياً يقول المؤرخون والمترجمون انه كان يوم مصرع ولده كما هو قبل ذلك. في عام 1942 م افتى المرحوم الاصفهاني بوجوب مواجهة المحتل وانقاذ بلاد الرافدين بلاد العتبات المقدسة من ايدي الغزاة وهذا يكشف لنا دوره الجهادي اما وعيه وتعمقه في الامور وتتبعه يقول عنه الباحث والمؤرخ جعفر الخليلي في كتابه او موسوعته القيمة هكذا عرفتهم بأن السيد ابو الحسن الاصفهاني كان اول عالم بهذا المستوى من المراجعين ومن المكانة والرئاسة ولكن كان يطالع الجرائد ويستمع الى نشرات الاخبار ويتابع الواقع السياسي اقليمياً ودولياً ونسمع ويتحدث الكثير من القدامى من ابناء النجف الاشرف عن تردد مسؤولين كبار لزيارته مثل سفراء الدول الكبرى ومسؤولون محليون وكانوا يخرجون مذهولين لوقادة‌ ذهنه وعمق تفكيره وبساطة حياته وسكنه وملبسه ويذكرون انه قبل وفاته بسنوات قليلة زار العراق ملك الاردن السابق وهو الملك عبد الله بن الحسين وضمن الزيارة قصد به الى النجف ورافقه في زيارته وزير البلاط وهو ريئس التشريفات مثلاً السيد باقر البلاط وهو سيد من الشيعة من اهالي الكاظمية رافق الملك عبد الله الاول الى زيارة النجف ورتب الامر بهذه الصورة ان يتواجد المرحوم السيد ابو الحسن الاصفهاني والميرزا النائيني في الحرم الحيدري ويتم هناك لقاء‌ الملك معهم لكن الملك عبد الله كان متهوراً ومغروراً‌ فعند توجهه الى النجف وفي الطريق بالسيارة جرى الحديث عن علماء الشيعة الامامية وعن السيد ابو الحسن والميرزا النائيني وكان السيد باقر البلاط يتحدث اليه فكان الملك عبد الله شبه مستخف بهم في حديثه بأعتبار ان هؤلاء متأخرين او علماء الشيعة كذا وكذا لكن دخل الملك عبد الله الى النجف الاشرف وزار الحرم ويقولون انبهر لما رأى الجدران وتصميم الحرم والمرايا ودقة الفن وروعة‌ البناء فذهل ثم جلس مع العالمين السيد ابو الحسن الاصفهاني والميرزا النائيني ودار الحديث هنا وهناك واثناء الحديث سأل السيد ابو الحسن من الملك عبد الله سأله كيف تأمنون خزينة البلاد ومن اي موارد فأجابه الملك عبد الله بأستغراب له كان يظنون انه حدود مسجد وحرم لكن لما سأله هذا السؤال للملك عبد الله فأجابه الملك عبد الله قال نجمع ذلك من الضرائب والكمارك والاتوات وغيرها وسأله مرة اخرى فلو مع ذلك حدث معكم عجز في الخزينة او حالة خطيرة فما هو الحل؟ فأجابه الملك عبد الله قال نلتجأ الى بريطانيا العظمى يمدوننا بالمساعدات فأظهر السيد الاصفهاني اسفه وتأثره قال لا كيف ثم قال للملك مخاطباً اياه انت عربي وسيد هاشمي من ذرية رسول الله كيف تطيق نفسك ان تستمد العون من كافر ولكن بصفتك ابن عمي من الآن اعرض عليك انه مهما شعرتم بعجز في الميزانية فأنا اسدد لكم ذلك العجز يقول السيد باقر البلاط فلما سمع الملك عبد الله صغر واستحقر نفسه امام السيد الاصفهاني وشعر بالخجل وهو يردد عبارات الامتنان ولما رجعنا الى بغداد قال للسيد باقر البلاط اني لم اكن اتصور علمائكم بهذه العظمة وبهذا العمق في التفكير في الشؤون العامة والسياسية. في اواخر حياته سافر الى‌ لبنان للعلاج وعاد الى العراق ووصل الكاظمية وتعرض الى صدمة نفسية فتدهورت صحته وقالت بعض المصادر انه دس اليه السم وتوفي رضوان الله عليه عام 1365 هـ 1947 م وحمل على الاكتاف من مدينة ‌الكاظمية الى النجف الاشرف وتولت العشائر في الطريق التناوب على حمل جثمانه واشتركت الاقليات الدينية في العراق في مواكب حزينة كالمسيحيين واليهود والصابئة وغيرهم متمثلين بعلمائهم ورؤساء‌ طوائفهم ودفن في الصحن الحيدري في المقبرة الاولى على اليسار من المدخل الرئيسي للصحن الشريف مواجهاً للايوان الذهبي تغمده الله بواسع رحمته والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

*******

شاركوا هذا الخبر مع أصدقائكم

جميع الحقوق محفوظة