البث المباشر

كشاجم بن الحسين بن السندي

الأحد 17 فبراير 2019 - 10:50 بتوقيت طهران

إذاعة طهران- مع الصادقين: الحلقة 360

الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على محمد وآله الطيبين الطاهرين.
وممن يستحق دمجه مع الصادقين هو الشاعر والحكيم محب اهل البيت والعالم الجليل هو كشاجم بن الحسين بن السندي بن شاهك قائد شرطة الرشيد وسجان الامام موسى بن جعفر وعدوه وعدو اهل البيت وقد يذهل المستمع لهذا البرنامج حينما ذكرت اسم جد هذا الشاعر وتوجهاته المعادية لاهل البيت لذلك امل وارجو ان لاينفر المستمع حينما ذكرت ان هذا العالم الجليل حفيد السندي اسم السندي لما يرد يفتح عند الانسان ملف المرارة والالم لما عاناه الامام الكاظم واهل البيت من هذا الانسان الذي جبلت نفسه على الخبث والعداء لاهل البيت، نلاحظ ان في موضوع كشاجم هذا الشاعر والعالم مصداق كامل لقوله تعالى يخرج الحي من الميت ويخرج الميت من الحي وعلى كل، كل نفس بما كسبت رهينة فلا توجد سنخية اطلاقاً ولا يوجد اي جو يساعد فكيف يعني هذا الحفيد توجهاته ومشربة مئة بالمئة تماماً يختلف عن اسرته وعن جده بالذات وابيه، كشاجم بن الحسين بن السندي بن شاهك شاعر وبطل وجريء يعده ابن شهر آشوب بأنه من المجاهرين في مدح اهل البيت ونشر فضائلهم ويقال ان هذا كشاجم سمي كشاجم لانه كان كاتباً وشاعراً واديباً وجامعاً ماهراً فاذا اخذ من كل هذه الصفات حرفاً وجمعت صارت كشاجم السؤال هنا ولحل عقدة المستمع لهذا البرنامج انه كيف التوفيق بين منهج الجد والحفيد منهج السندي ومنهج كشاجم ثم ماهي الاسباب التي اوجدت عند كشاجم هذا الشعور تجاه اهل البيت في حين انه ولد من اسرة توصف بعداءها الشديد لآل الرسالة حتى ان السير تدون هذا المعنى ان هارون الرشيد العباسي اراد ايذاء الامام بأضافة السجن، ان سجن الامام عند السندي بن شاهك وكان هذا الاخير يسمع الامام السباب والشتائم ولا يترك مضايقة الا ويصبها على الامام الكاظم ويالهول الفاجعة العظيمة حينما سجن الامام عند السندي اذن فما هذا الوالد وما هذا الحفيد وما هذا الجد قال المؤرخون ان السبب في هذا التحول هي عمته وهي على رواية اخت السندي او عمة السندي او اخته حينما سجن الامام الكاظم(ع) عند السندي بن شاهك فطلبت هذه المرأة من السندي ان تتولى بعض شؤون الامام الكاظم(ع) وكانت من بعيد وبشكل دقيق وعن كثب تراقب الامام وحياته وكيف يقضي ليله ونهاره في ذلك السجن كلمات الامام وادعيته وصبره في السجن وفي طابوره تحت الارض والسندي يسبه ويسب آباءه وكان سلام الله عليه يردد هذا الدعاء «الهي طالما كنت أسألك ان تفرغني لعبادتك وقد فعلت فلك الحمد» كل هذه الحالات كانت هذه المرأة بدقة‌ تصبو اليها وترصدها وانتهى بها المسار الى ان اصبحت مستنكرة تصرفات اخيها السندي كانت تنهره بقوة وكانت تردد مقولتها خاب قوم تعرضوا لهذا العبد الصالح واكثر من هذا كانت تتحدث للناس عن عبادة الامام وصبره في السجن وكانت نتيجة ذلك ان تأثر كشاجم بها وبأحاديثها كما تأثر عدة اشخاص في رواية حتى ابن السندي وهو الحسين ابو كشاجم ولكن لم نجد من كتب عنه اما كشاجم يقترب من واقع الامور ويدرس بدقة اسباب النزاع والخلاف بين العباسيين واهل البيت ولماذا هذا العداء الشديد لاهل البيت وماهي الدوافع والاسباب لذلك وهذا ساعده على ما لديه من استعداد ومواهب وخلا توجه وعمله حصره في هذا الباب فنادم الكثير من اصحاب العلم والمعرفة ودخل في هذا الجو جو التعلق بأهل البيت حتى اصبح عالماً يشار اليه بالبنان وصار يكتب ويؤلف والمؤرخون يقولون صنف في مختلف العلوم والفنون كما قال عنه السيد الامين في كتابه اعيان الشيعة في الجزء‌ العاشر يذكر هذا ويذكر بعض الدواوين جمع شعره في ديوان اسمه الثغر الباسم من شعر كشاجم او ادب النديم ايضاً له العديد من المؤلفات مثلاً له كتاب في مختلف الفنون اسمه المصائد والمطارد ويذكر السيد الامين(رض) نماذج من قصائده وشواهد من مواقفه وبالخصوص رثاءه لقضية الحسين او لمصائب الحسين(ع) لان هذا امر لا مناقشة فيه ان هناك منعطفات نقرأ ونفهم من خلالها معنى اهل البيت ومعنى اعداءهم ما يريد اهل البيت وما يريد بني امية وبني العباس وغيرهم ممن سار على مناهجهم اسباب الخلاف للذي يريد ان يفهم الحقيقة لا اعتقد انها غائبة عنه هذه المنعطفات مثل يوم الغدير مثل رزية يوم الخميس يوم السقيفة واقعة كربلاء واقعة فخ وهكذا حياة كل امام من الائمة تكشف اسباب هذا الخلاف فقضية الحسين(ع) لذلك نرى من شعر كشاجم الذي يلمع بين شعره رثاءه للحسين(ع) يقول مثلاً في قصيدة اقرأ بعضاً من ابياتها: 

اتردي الحسين سيوف الطغاة

ظمآن لم يطفي حر الغلل

فواعطشاً وتنال الرماح

من دمه علها والنهل

لقد نشطت لعناد الرسول

اناس بها عن هداها كسل

هذا في رثاء الحسين(ع) ومن جميل ما قرأت له في اهل البيت يقول: 

آل النبي فضلتم فضل النجوم الزاهرة

وبهرتم اعداءكم بالمأثرات السائرة

ولكم مع الشرف البلاغة والعلوم الوافرة

واذا تفوخر بالعلى فيكم علاكم فاخرة

هذا وقد عدّ المرحوم الاميني في موسوعته الغراء عدّ كشاجم من شعراء الغدير وكتب عنه بأنه كان محباً للادب ووصفه بأنه رحالة وآخر ما اذكره عن هذا الشاعر والعالم الجليل قوله مخاطباً اهل البيت: 

طهرتم فكنتم مديح المديح

وكان سواكم هجاء الهجاء

قضيت بحبكم ما على

اذا ما دعيت لفصل القضاء

وايقنت ان ذنوبي به

تساقط عليَّ سقوط الهباء

فصلى عليكم اله الورى

صلاة توازي نجوم السماء

ومن دلائل جرأته انه رغم الكبت والاضطهاد الذي كان من سمات الكيانات الحاكمة آنذاك خصوصاً مع من يتولى اهل البيت كان كشاجم لا يتوانى في اظهار ولاءه وعقيدته ويخاصم ويجادل وينشر اخبار اهل البيت وفضائلهم عن فهم وتعمق وقناعة وفي كل اسفاره ورحلاته له مثلاً قصيدة في يوم الغدير: 

له شغل من سؤال الطلل

اقام الخليط به ام رحل

ثم يقول: 

علموا ان يوم الغدير

بغدرهم جرَّ يوم الجمل

فيا معشر الظالمين الذين

اذاقوا النبي مضيق الثكل

توفي كشاجم(رض) عام 350 هـ ودفن ببغداد على الاظهر تغمده الله بواسع رحمته والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

*******

شاركوا هذا الخبر مع أصدقائكم

جميع الحقوق محفوظة