البث المباشر

ابو الحسين علي بن محمد الحماني الكوفي المشهور بالأفوه

الأحد 17 فبراير 2019 - 10:42 بتوقيت طهران

إذاعة طهران- مع الصادقين: الحلقة 353

الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على محمد وآله الطيبين الطاهرين.
من مشاهير الصادقين هو المدافع عن اهل البيت محب آل الرسول والمتفاني بولاءه لهم ابو الحسين علي بن محمد الحماني الكوفي المشهور بالافوه، هذا هو العنصر الشريف هو من احفاد الامام امير المؤمنين من اولاد زيد الشهيد نسبته الى حمان لانه سكن الكوفة في محلة بني حمان فنسب اليهم وكانت منطقة معروفة هناك واشتهر بأسم المنطقة كما ان اولاد رسول الله انتشروا في البلاد السيد ابو الحسن الاصفهاني السيد كاظم اليزدي السيد حسن البروجردي هؤلاء اساساً هم اولاد الرسول(ص) والرسول موطنه مكة وموطنه المدينة وهولاء كلهم عرب اقحاح حملوا هذه العناوين بسبب مثلاً لجوءهم الى تلك البلاد في فترات معينة انتشر فيها الفزع والارعاب والقتل والملاحقة لابناء الرسول(ص)، الحماني هو عالم وفقيه وهو شاعر ومؤلف وهو ممن نشر ثقافة اهل البيت وفقه اهل البيت في عاصمة التشيع في العراق آنذاك وهي الكوفة اقصد القرن الثالث الهجري وقلت اشتهر هذا العالم بعلمه الغزير وبشعره ومن هنا نلاحظ ان الامام الهادي(ع) الامام العاشر ضمن ائمة اهل البيت الاثني عشر(ع) لما احضره المتوكل في القضية المعروفة سأله عدة اسئلة سأله من اشعر الناس في نظرك كان جواب الامام ذو معطيات عديدة قال ان اشعر الناس هو ابو الحسين علي بن محمد الحماني ثم استمر الامام وهو الذي يقول:

لقد فاخرتنا من قريش عصابة

بمد خدود وامتداد اصابع

هذا جواب الامام يرشقه بقذائف ويرشقه بموجات من النار الملتهب هؤلاء الطغاة الموت اهون عليهم من ان يسمعوا فضيلة لآل الرسول او محبي آل الرسول وهو الذي يقول: 

لقد فاخرتنا من قريش عصابة

بمد خدود وامتداد اصابع

فلما تنازعنا المقال قضى

لنا عليهم بما يهوى نداء‌ الصوامع

ترانا سكوتاً والشهيد بفضلنا

عليهم جهير الصوت في كل جامع

فأن رسول الله احمد جدنا

ونحن بنوه كالنجوم الطوالع

المتوكل انتفخ غضباً وحقداً فقال وما نداء الصوامع فرد الامام الهادي قال ان نداء‌ الصوامع هي الشهادة الثانية‌ اشهد ان لا اله الا الله واشهد ان محمداً رسول الله ثم الامام استطرد قال يا متوكل جدي محمد ام جدك فضحك المتوكل لكن هذه ضحكة ضحكة مجبور، ضحك وهو يقول والله انه جدك لاندفعك عنه هذا الشاعر المجاهد السيد الشريف الحماني لما نمر بحياته نراها مترعة بالنكد والنكبات والآلام حياة هذا الرجل كلها سجون وتعذيب وتهديد وارعاب وكل ذلك ثمن تصلبه في موالاة اجداده آل الرسول، المؤرخون يقولون سجن الحماني مراراً واحياناً كان يسجن في قلاع وزنزانات تحت القلاع مهجورة عن البلد وتمر عليه في الزنزانة سنتان او ثلاث لا يزوره احداً من البشر وما صب على محبي آل البيت من العلماء من قتل وتعذيب وتمثيل في ابدانهم ما هو الا ذنبهم الوحيد انهم على خط اهل البيت ومتصلبون في اهل البيت الدور مر به هؤلاء وكان معظم جهاد الحماني يظهر في شعره الصارخ بفضائل اهل البيت وهذا هو نوع من انواع الجهاد جهاد اللسان حتى في رسائله وفي مراسلاته وعبارته مثلاً سجنه ابو احمد الموفق بالله العباسي عام 278 مرتين وكان يختلق له تهماً مختلفة ومفتعلة كتب له: 

بين الوصي وبين المصطفى نسب

تختال فيه المعالي والمحاميد

كانا كشمس نهاراً في البروج

كما ادارها ثم احكام وتجويد

قوم لماء المعالي في وجوههم عند التكرم تصويب وتصعيد:

محسدون ومن يعقد بحبهم

حبل المودة يضحى وهو محسود

لا ينكر الدهر الوى بحقهم

فالدهر مذ كان مذموم ومحمود

بهذا المحسود يشير الى قوله تعالى ام يحسدون الناس على ما اتاهم الله من فضله وطبعاً الامام الباقر(ع) في التفاسير جاء ‌ان الامام قرأ هذه الآية وقال نحن والله الناس على اي حال داهمني الوقت، ان هذا الرجل كان عظيماً في جهاده وله دواوين تحتفل بكثير من الشعر توفي عام 301 هـ بعد عمر حافل بالعطاءات والجهاد في خط اهل البيت تغمده الله برحمته والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

*******

شاركوا هذا الخبر مع أصدقائكم

جميع الحقوق محفوظة