ونوار (63 عاما) من مدينة السلط (غرب العاصمة عمّان)، دفعه حبه لاقتناء الأشياء القديمة إلى إنشاء متحف خاص به أطلق عليه "متحف التراث الشعبي الدائم".
ومن صندوق صغير أخرج الرجل الستيني مصحفا صغيرا بغلاف أخضر يقل عرضه عن سنتيمترين، ليتبين أنه نسخة مطبوعة من القرآن الكريم.
وقال نوار لوكالة الأناضول "هذا المصحف هو أصغر مصحف في العالم، بحسب ما قال لي الخبراء الذين زاروني، فعرضه هو 1.5 سنتيمتر وطوله 2.5 سنتيمتر".
وتابع "هم قالوا إن أصغر نسخة مطبوعة على مستوى العالم كانت 1.75×2.5 سنتيمتر، ولكن هذه النسخة أقل من ذلك، لتكون هي الأصغر".
والمصحف الذي لا يحتوي على أي تواريخ لطباعته كامل السور مع فهرسه، وذو أوراق رقيقة ودقيقة، مرقم ومزخرف الصفحات، ولا يستطيع أحد قراءته إلا من خلال المجهر.
وأوضح نوار أنه حصل عليه من أحد سكان السلط قبل أكثر من 40 عاما، وتحديدا عام 1980 "وكان عمر ذلك الشخص حينها 75 عاما، وما زال على قيد الحياة، ويعد من معمري المدينة".
وأضاف "عندما أعطاني ذلك الشخص هذه النسخة من المصحف أخبرني أنه ورثه عن والده".
وأشار إلى أن "الكثير من المقالات كُتبت عن هذا المصحف في ثمانينيات القرن الماضي، وتوقع من شاهده من الخبراء أن عمره يزيد على 100 سنة، وأن طباعته تعود إلى العقود الأولى من القرن الـ20".
وأضاف أن "العارفين بتاريخ الورق أكدوا أن جودتها عالية ودقيقة التصنيع والطباعة، ولا يمكن لفنيين صناعتها بهذه الدقة إلا إذا كانوا أتراكا أو إيرانيين، ولكنهم رجحوا الأتراك لأن المصحف مطبوع باللغة العربية".
ولحبه وتعلقه وحرصا منه على عدم هجر تلك النسخة النادرة من القرآن الكريم، قال نوار "تمكنت وبحمد الله من قراءة سورة البقرة باستخدام المجهر، واستمرت تلك العملية نحو 10 أيام، نظرا إلى صغر خط الطباعة وحاجته إلى التركيز، إضافة إلى سورة الكهف في إحدى الجُمَع".