وقال ان من المفيد أن تكون السعودية على علاقة جيدة مع لبنان، لكن ليست هي التي تصنع لا استقرار لبنان ولا مستقبل لبنان، فاللبنانيون هم الذين يصنعونه.
واعتبر أن كل مشاكلنا في لبنان هي من التدخلات الخارجية، والأفضل أن نتماسك لبنانياً من أجل أن ننجز استحقاقاته من دون ضغط خارجي.
ورأى ان أحد أهم أسباب الانهيار الذي نراه في لبنان هو العقوبات الأمريكية من ناحية، وتشجيع الفوضى والاضطرابات التي كانت تقودها أمريكا من خلال منظمات المجتمع المدني أو المنظمات غير الحكومية. طبعا هدفهم أن يضغطوا علينا حتى يقول الناس بأنهم لم يعودوا يطيقون هذا الأمر ويضغطون على حزب الله ليغيِّر من سياساته، هذا لن يحصل وهم يعلمون أنه لن يحصل.
وفي موضوع الفساد لفت نائب الامين العام لحزب الله انه عندما يكون هناك فساد في البلد، عادةً من يضع يده على الفساد ويحاسبه هو القضاء. نحن رفعنا كثيرا من الدعاوى من أجل أن يحكم بها القضاء، لكنها وضعت في الدرج. ما علاقتنا نحن إذا كان القضاء مقصرَّاً؟ وبالتالي هل يمكن أن نحارب الفساد إلا عبر الطرق القانونية؟ هل يريدون أن نضغط بشكل مباشر من أجل إيقاف الفساد؟ بأي طريقة، محاكم ثورية أو بطريقة خارج النظام؟ لا أحد يقبل بهذا ونحن لا نقبل بهذا، فإذاً هؤلاء الذين يتهموننا بدعم الفساد هم في الحقيقة يريدون منا ما لا نتحمل مسؤوليته أي النظام القضائي الذي لا يقوم بواجبه، وبعضهم يقول هذا ليدفع التهمة عن نفسه بأنه هو لم يستطع شيئا أفضل شيء يردها على آخرين. ولكن نحن لم نقصر في هذا الأمر وعملنا كل ما نستطيع.
أما بالنسبة للمشروع الاقتصادي، فقال لا يوجد مشروع اقتصادي لجهة سياسية بمعزل عن تركيبة الدولة. إذا كانت تركيبة الدولة منذ سنة 1992 بعد الطائف تعمل على إلغاء الزراعة وإلغاء الصناعة والاعتماد على الخدمات والبنوك والسياحة.. هذا يعني أنه لا يوجد بنية اقتصادية حقيقية للبنان. حاولنا مراراً وتكراراً أن نطرح دعم الزراعة، دعم الصناعة، القيام بالاستثمار البشري، لأنَّ هناك قدرات وطاقات علمية مهمة في لبنان، لكن الحكومات المتعاقبة لم تعمل في هذا الاتجاه. وبالتالي لا يمكن للسياسات الاقتصادية أن تمر إلا عبر منظومة الدولة. ما استطعنا قمنا به والباقي مسؤولية الجميع.
وفي عودة الى ما حصل من معركة ضد الارهاب قال الشيخ قاسم: عندما نشأ حزب الله، كان بناء حزب الله من منطلق إسلامي هو للجهاد في سبيل الله في مواجهة إسرائيل لتحرير الأرض. عندما تطورت الأمور أكثر، لاحظنا أنَّ هناك أيادٍ إسرائيلية تمتد إلينا من غير أن تكون إسرائيل مباشرة، منها مثلاً جماعة داعش والتكفيريين الذين أتوا إلى العراق وسوريا، وأتى بهم الغرب وأمريكا ودول الخليج من أجل ضرب سوريا كجزء من محور المقاومة وهنا وجدنا أن داعش والتكفيريين الذين دخلوا إلى لبنان من جهة الشرق يريدون التخريب علينا في لبنان ويريدون مواجهتنا ومواجهة سوريا ومواجهة العراق.
واضاف: وجدنا أن المواجهة مع التكفيريين تخدم معركتنا في مواجهة إسرائيل من أجل أن لا نسمح لهم بأن يسيطروا وأن يتمكنوا من التأثير، وهذا يساعد إسرائيل في الحقيقة فيما لو كانوا مؤثرين. إذاً نحن لم نذهب إلى قتال داعش ابتداءً، لكن اعتبرنا أنَّ داعش تقوم بوظيفة تخدم إسرائيل برعاية غربية، ولذا اتجهنا إلى هذا القتال الذي نعتبره حماية لمحور المقاومة، وفي آنٍ معاً حماية للبنان إذاً الهدف المركزي هو مواجهة إسرائيل، وكل ما نقوم به إضافة إلى ذلك، إذا كان يصب في هذا الهدف نقوم به وهذا ما فعلناه.