البث المباشر

احمد بن الحسين الهمداني المشهور ببديع الزمان

الخميس 14 فبراير 2019 - 19:10 بتوقيت طهران

إذاعة طهران- مع الصادقين: الحلقه 305

الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على محمد وآله الطيبين الطاهرين.
ومن شهداء الولاء والصادقين في تفانيهم بطريق اهل البيت وفي خط آل الرسول الشهيد السعيد والعالم التحرير والاديب الكبير هو احمد بن الحسين الهمداني المشهور والمعروف ببديع الزمان.
هو من كبار علماء القرن الرابع الهجري ومنذ صغري كنت اسمع من الخطباء والعلماء الحديث عن بديع الزمان، كاتب شهير ومتقدم في العلم والادب وخطيب وشاعر مخضرم وقد اجمعت كتب السير على انه من افاضل علماء الامامية وكان قوي الحجة لسّاناً في المخاصمة ودارت بينه وبين الخوارزمي مناظرات قوية وكان يقول: "اذا سار غيري التشيع برجلين فأنا اطير بجناحين وان لي في آل الرسول قصائد ركبت الافواه ووردت المياه وسارت في البلاد"، ثم يقول: "وللآخرة قلتها لا للحاضرة وللدين ادخرتها لا للدنيا"، هذه العبارة هي درس وعبرة يعني هؤلاء عرضوا بحياتهم، هذا لو كان متملق للطغاة وللسلاطين لكان يبنى ذلك البناء على قبره، لكان ما كان ولكن نراه يموت وهو مديون وهو بائس ثم لا يموت بل يستشهد، لعطاءه الذي قدمه في سبيل الحق في احنك الظروف لانه كان يرى بأن الله حاضر وناظر لذلك يقول قلتها لا للحاضرة بل للاخرة، قلتها للدين لا للدنيا، فمن شعره مثلاً يقول:

يا لمةً ضرب الزمان

على معرسها خيامه

لله درك من خزامى

روضة عادت ثغامة

لرزية قامت بها

للدين اشراط القيامة

لمضرج بدم النبوة

ضارب بيد الامامة

ثم يقول:

يا عين جودي للبقيع

وزرعي بدم رغامه

جودي بمكنون الدموع

وارسلي بدداً نظامه

جودي بمشهد كربلاء

فوفزي منه ذمامه

وذكر صاحب نسمة السحر في وصف بديع الزمان انه كان يردد هذين البيتين دائماً في كل محضر واجتماع:

يقولون لي ما تحب الوصي

فقلت الثرى بفم الكاذب

احب الوصي وآل النبي

واختص آل ابي طالب

وللشهيد السعيد هذا رسائل متنوعة في مختلف العلوم الاسلامية كتبها ونشرها لكن بعد ذلك عمل اعداء اهل البيت على تغيبهم وقد ولد هذا العالم الكبير في همدان عام 353ﻫ وسافر الى نيسابور واتصل بالمرحوم الشاعر والوزير الصاحب بن عباد وكان يقربه في مجلسه، اشتهر هذا العالم الجليل بالذكاء الخارق للعادة بحيث بذكر صاحب يتيمة الدهر الثعالبي يقول انه كان اذا سمع القصيدة مرة واحدة يحفظها بكاملها ويؤديها من غير نقص حرف او اخلال بالمعنى واذا نظر في صفحات الكتاب نظرة عابرة لمرة واحدة يحفظ ما في صفحات الكتاب، هذا كان من الصفات التي اشتهر بها بديع الزمان وان انضمامه الى مجلس الصاحب بن عباد باعتبار السنخية لان الصاحب بن عباد كان شبيهه في هذه الصفات وهذه النبوغات التي كان يتمتع بها.
المرحوم بديع الزمان كتبوا عنه في عالم التأليف مثلاً قالوا كان اذا امسك القلم يستمر عدة ساعات فلا ينهض حتى ينتهي بجزء او كراس.
ايام اقامته في نيسابور كان يأخذ العلم واللغة عن احمد بن فارس بعد ذلك انتقل هذا العالم والخطيب الى بلدة هرات، وكانت بلدة استراتيجية ومنعطف تجاري واقام بها يدعو الناس فيها الى طريق اهل البيت ويبلغ رسالة النبي وال النبي حتى صار له هناك شأن عظيم واوجد له اعداءً لان متسافل الدرجات يحسد من علا، اضف الى ذلك عوامل الحقد على اهل البيت والحقد على خط اهل البيت فهؤلاء العداء وهم النواصب كانوا لا يمتنعون عن اسداء اي اذى ويلحقون به التعرض والتهديد واكثر من مرة حاولوا قتله وكان الله سبحانه وتعالى ينجيه من ايديهم حتى استغفلوه ذات مرة وارسلوا له حلوى سمومة فتناول ذلك وبقي عليلاً لفترة وهذه وسائل الاغتيال وتصفية الخصوم هذه شرعها اعداء اهل البيت(ع) بطرف وفنون متعددة ابتداءاً من الهجوم على بيت امير المؤمنين وضرب الزهراء(ع) وبهذا فتح خط الدم والتضحيات وخط الجهاد الدموي الذي سار به اهل البيت واتباعهم ومن جملة من سار بهذا الخط هو هذا الشهيد بديع الزمان، ارسلوا له حلوى بيد رجل تظاهر بالمودة له فتناول الحلوى وبقي طريح الفراش فترة يعاني الام السم حتى استشهد عام 398 هـ ولما استشهد ويؤسفني ان اذكر هذا، احتفل النواصب بقتله واظهروا السرور وتبادلوا التهاني.
يقول الثعالبي في يتيمة الدهر عندما استشهد بديع الزمان احمد بن الحسين الهمداني قامت عليه نوادب الادب وانثلم حد القلم وفقدت عين الفضل قرتها وبكاه الافاضل مع الفضائل ورثاه الاكارم مع المكارم ودفن هناك في هرات وله قبر ومزار الاّ انه تجنى اعداء اهل البيت وهم الطالبان اخيراً فخربوا المبنى المتواضع على القبر وساووه مع الارض اقتداءاً بالمتوكل العباسي وبني امية حينما فعل ذلك بالحسين(ع) وانا لله وانا اليه راجعون. والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

*******

شاركوا هذا الخبر مع أصدقائكم

جميع الحقوق محفوظة