البث المباشر

الشيخ كاظم آل نوح

الخميس 14 فبراير 2019 - 19:09 بتوقيت طهران

إذاعة طهران- مع الصادقين: الحلقه 304

الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على محمد واله الطيبين الطاهرين.
ومن السنة الصادقين والذين افنوا حياتهم في خط اهل البيت ونشره والدفاع عنهم وعن اهل البيت هو المرحوم خطيب المنبر الحسيني والشاعر والعالم والمجاهد الشيخ كاظم آل نوح رحمه الله، وقد اشتهر بأنه خطيب الكاظمية لاكثر من نصف قرن ووالده العالم والخطيب الشيخ سلمان آل نوح هو الذي اسس الخطابة على المنبر بلا كتاب يعني عن حفظ، حيث كان قبله يعتمد القراء والخطباء يعتمدون كتاب روضة الشهداء الذي الفه المرحوم ملا حسين الواعظ البيهقي والى هذا يعرف الخطيب - بروضة خون- يعني قارئ كتاب الروضة والشيخ كاظم آل نوح هو ثاني خطيب شهير في الكاظمية اكتسب صفة عالمية اذ اصبح من خطباء العراق او العالم العربي ولذلك لاحظت كلام المرحوم الاميني رحمه الله في حقه حينما كتب له رساله قال فيها: "والله درك من خطيب مفوه وناصح نابه وواعظ مقتدر ومتكلم بحاثّة فذ وشاعر مجد .... الخ كلام المرحوم الاميني".
الشيخ كاظم آل نوح هو من مواليد الكاظمية في العراق عام 1302 ﻫ وكان يحمل نبوغات خاصة مثلاً قالوا انه حفظ القران وهو في السادسة من عمره وهذا مما يدل على حدة نبوغه وقوة استعداده وارتقى المنبر الحسيني وهو في السنة العاشرة م عمره وبرع في نظم الشعر وهو ابن سبعة عشر عاماً واستمر يرتقي الاعواد طوال سبعة وستين سنة ومن اجمل من قيمه في رثاءه للشيخ كاظم آل نوح هو الدكتور حسين علي محفوظ بقوله: 

طوى السنين خطيباً

كالسيل فوق المنابر

تفوح عطراً وطيباً

آثاره و الماثر

وقد دون الكتاب عن تاريخ العراق له موقفاً بطولياً وذلك في مراسيم تتويج الامير فيصل ملكاً على العراق، كان الامير فيصل حينما استقدم الى العراق طلب الى السيد العالم الجليل محمد الصدر في ان تتم مراسم تتويجه ملكاً على العراق في حرم الامام الكاظم وبحضور جمع من مراجع الشيعة الاّ ان العالم الجليل السيد هبة الدين الشهرستاني اعتذر له عن حضورهم وقال سيحضر من ينوب عنهم وفعلاً حضر هناك عدد من علماء الكاظمية وفي طليعتهم العالم الكبير السيد هبة الدين الشهرستاني والخطيب الشيخ كاظم آل نوح وكذلك جمع من العلماء وكان الاعلان لمجلس التتويج قد سجل بالتاريخ الافرنجي في 23 اب 1945 م وفعلاً عقد الاحتفال في صحن الامام الكاظم(ع) وحضره الاف من مختلف الطبقات والرسميين ورؤساء العشائر ف العراق من السنة والشيعة والقى البعض كلمات وارتجل الخطيب الشيخ كاظم آل نوح كلمة رائعة في تلك المناسبة نالت اعجاب الجميع ثم اشفعها بقصيدة جميلة لكن الطريف هنا في الامر ان المرحوم الشيخ كاظم آل نوح حينما تحدث عن تتويج الملك فيصل عرج بالمناسبة على تتويج جده الامام امير المؤمنين يوم الغدير ووقائعه واهميته.
تعلمون ايها الاخوة ان العهد الاموي والعهد العباسي ومن تبعهم عملوا بكل جهودهم بقضهم وقضيضهم على محو قضية الغدير ونسفها من التاريخ اطلاقاً واذا باشيخ كاظم آل نوح يتحدث عن قضية يوم الغدير وتتويج الامام بتاج الخلافة بعد رسول الله وتنصيبه اماماً على الناس اثار الحضار واهتمامهم، وكان يوماً موقفاً مشهوداً لهذا العالم الجليل والخطيب البارع الشيخ كاظم آل نوح، كما يسجل له المؤرخون موقفاً شجاعاً اخر وذلك انه حينما كان يقرأ في حسينية الشيخ بشار في الكرخ ببغداد وكان المجلس يغص بالناس ومن ضمن الحضور الوفد الثقافي المصري ومعهم الكاتب المصري احمد امين ويجدر ذكره هنا ان احمد امين كان اصدر كتابه انذاك (فجر الاسلام) وتجنى فيه على الامامية وعلى الشيعة بأباطيل مفتعلة تضحك منها جلاميذ الصخور - هذا امر يؤسف له ان تخان الحقائق ويخان التاريخ بخيانات كهذه وتغش الامة غشاً فاضحاً كهذا الغش - لكن استغل المرحوم الخطيب الشيخ كاظم آل نوح المناسبة وتطرق على المنبر الى تخرصات احمد امين ومنذ ادعاءاته ودعاه الى مراجعة المصادر الدقيقة حينما يكتب وينشر، مما نال اعجاب جميع من كان في المجلس ودفع هذا الموقف احمد امين آخر الامر الى ان يعتذر هناك عما كتب.
ان الخطيب الشيخ كاظم آل نوح بقدر ما كان عالماً خطيباً ناجحاً كان بنفس الوقت شاعراً ملهماً نظم الشعر وهو في العشرين من العمر وله ديوان مطبوع من ثلاثة اجزاء قد تجاوز نظمه الثلاثين الف بيت من الشعر وقد خص النبي وال النبي في الكثير من شعره.
من نوادر شعره في الحسين(ع) قصيدته العينية والتي جاراها بعدها محمد مهدي الجواهري بقصيدته العينية التي مطلعها:

تذكرت ركباً يأم العراق

يحفزه الحتف للمصرع

وفي عرصة الطف حلوا ضحى

يقفز وحانت جيوش الدع

وسام ابن سعد حسيناً

بما تعتذر ان يك بالطيع

ابا الضيم ذاك الابي

الكمي وارخص نفساً ولم يضرع

والقصيدة طويلة وموجودة في ديوانه الرائع.
توفي المرحوم الشيخ كاظم آل نوح رحمه الله عام 1379ﻫ عن عمر استمر سبعة وسبعين عاماً وهو غني بالالئ والحسنات وشيع تشييعاً مهيباً وكان يوم وفاته يوماً حزيناً وقد رثاه وابنه الكثير من الكتاب والخطباء.
اذكر بالمناسبة قصيدة السيد جواد شبر في رثاه نظمها والقاها في احتفال تأبينه:

ابا الاعواد والحكم اللواتي

تمثل فيهم الادب الصميم

رأيتك تسحر الالباب وغطاً

فكانت في يديك كما تروم

تربي الجليل انت وكان حقاً

ثناءك ايها الرجل العظيم

رحمه الله بواسع رحمته والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

*******

شاركوا هذا الخبر مع أصدقائكم

جميع الحقوق محفوظة