البث المباشر

حكيم بن جبلة العبدي

الخميس 14 فبراير 2019 - 19:04 بتوقيت طهران

إذاعة طهران- مع الصادقين: الحلقه 298

الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على محمد وآله الطيبين الطاهرين.
ومن اوفياء الصادقين لاهل البيت ولامير المؤمنين(ع) هو المجاهد والشهيد حكيم بن جبلة العبدي، من خيرة اصحاب الامام امير المؤمنين كما انه من اجلاء الصحابة وصفوة الصادقين ولعل افضل جملة في حقه هو كلام الامام امير المؤمنين(ع) فيه حينما قال دعا حكيم دعوة سميعة نال بها منزلة رفيعة، حيكم بن جبلة العبدي كان رجلاً صالحاً متحدثاً شجاعاً مطاعاً في قومه وله مواجهات سياسية قاسية مع الجبهة التي وقفت بوجه الامامة او تجاوزت الامامة وخصوصاً له جولات ثائرة ايام حكومة عثمان بن عفان وانقل عن المستدرك، يقول فيه صاحب المستدرك: حكيم بن جبلة العبدي في الدرجات الرفيعة وكان رجلاً صالحاً شجاعاً الى ان يقول: وهو احد من شن على عثمان وهو مشهور بولاءه لعلي والنصح اليه. 
تعلمون ان الوضع كان مضطرباً ايام الخليفة عثمان فهذا حكيم بن جبلة العبدي تفاقم وضعه مع الخليفة عثمان خصوصاً حينما اعاد عثمان الاعتبار الى بعض الاشخاص المطرودين من المدينة في عهد رسول الله مثلاً الوليد بن عقبة او مروان بن الحكم وهؤلاء مطرودون في عهد رسول الله، منعهم النبي من الدخول الى المدينة لخطورتهم على الدولة الاسلامية والمجتمع واذا بالخليفة اعاد لهم الاعتبار وولاهم مناصب حساسة في ادارة المدينة والشؤون المالية وصار يوزع عليهم الهبات وحصر واردات الدولة والمال العام في قبضة هؤلاء وهذا الاجراء شكل له ازمة‌ حادة مع ثلة من الصحابة وخيرة الصحابة ‌كأبن مسعود وعمار بن ياسر وابي ذر الغفاري وحكيم بن جبلة العبدي فسرعان ما تحرك حكيم بن جبلة وتحول الى مذياع يحذر الناس من خطر هذا السلوك، مثلاً مروان بن الحكم الذي يعرفه القريب والبعيد طريد رسول الله وكما وصفه النبي بالوزغ بن الوزغ او قال فيه مرة نح عني انما انت وزغة واذا بهذا الرجل يتحكم في موقوفات قضاعة وهي من المصادر المهمة لخزينة الدولة ثم تطور الامر في تصعيد خطير بحيث اصبح مروان يشكل الرأس في اتخاذ قرار الدولة ولكن بالظل والخفاء وحسبنا في هذا كدليل صارخ ما حدث للوفد المصري الذي طلع في طريق عودته من المدينة الى مصر واخذوا رسالة‌ الخليفة عثمان من حاملها بعد ذلك فتحوها واذا بمحتوياتها تتناقض تماماً بما وعدهم به الخليفة عثمان وعادوا ادراجهم الى المدينة وحينما واجهوا الخليفة قابلهم بتنكر، لما عرضوا عليه توقيعه في ذيل الرسالة اقر بأنه امضاها دون معرفة محتوياتها لان مروان هو الذي كان يحرر ويحور ويدون الرسائل والخليفة يوقع دون معرفة ما فيها، فهنا هذا الوضع حمل الوفد المصري الى ان يذهب ويشكو الحالة الى ام المؤمنين عائشة وبعد ذلك خرجت ثائرة بيدها نعل النبي وبيدها الثانية قميص النبي وهي تصرخ هذا قميص رسول الله ونعله لم يبليان وقد ابلى عثمان سنته... واجتمع الناس حولها وثورة كانت في النفوس تعاطف الجميع فرد عليها الخليفة خرج وهو يقرأ هذه الآية بصوت عال وضرب الله مثلاً للذين كفروا امرأة نوح وامرأة لوط اذ كانتا تحت عبدين من عبادنا صالحين فخانتاهما.. الى آخر الآية في هذه المعمعة لكن كان حكيم بن جبلة العبدي احد العناصر النشطة التي ناصرت الحق وما كان يبالي ابداً، واستشهد دفاعاً عن الحق حيث قاد جيشاً قوامه سبعمئة رجل حينما حاصر جيش طلحة والزبير يوم الجمل عثمان بن حنيف الانصاري عامل الامام امير المؤمنين في البصرة وقبضوا عليه ونتفوا شعر وجهه ولحيته بحيث لما رآه الامام امير المؤمنين رق له قال ارسلتك شيخاً فعدت الي امرداً، لكن نجا عثمان من القتل هددهم والذي فك الحصار عنه هو حكيم بن جبلة بجماعته المتشكلة من ثلاثمئة رجل قاتلهم قتالاً شديداً حتى قطعت رجله اليمنى وهو يذب عن نفسه وتقول السير انه لشدة شجاعته اخذ رجله المقطوعة فرمى بها من ضربه وارداه قتيلاً وهو لم يزل في اصيل الحياة، والامام امير المؤمنين كان يعتبر هذا العنصر من العناصر النشطة التي كانت تشكل ذراعاً فاعلاً في المعركة، تعلمون ايها الاخوة ان سقوط امثال هذه العناصر كان يشكل حرجاً وفراغاً في جيش الامام امير المؤمنين(ع)فبعد ان قتل حكيم بن جبلة هذا الذي قطع رجله وواصل الهجوم وهو على حالته، تقول السير والاخبار انه ما شوهد مثله مقاتل يوم الجمل الى ان حمل عليه سحيم الحداني فقتله ولحق حكيم بربه شهيداً صابراً مدافعاً عن الحق وسمي يوم شهادته بيوم الجمل الاصغر لان يوم الجمل الاكبر هو اليوم الذي حمل فيه الامام امير المؤمنين على الجمل فقطع قائمه وانتهت المعركة لكن هذه المعركة سبقت معركة الجمل بذيام وسميت بيوم الجمل الاصغر لكن تقول الاخبار ان الامام امير المؤمنين(ع) فوجع لمصرعه وكان يردد كما قلت آنفاً هذا البيت:

دعا حكيم دعوة ‌سميعة

نال بها المنزلة الرفيعة

فسلام على حكيم بن جبلة رجل الايمان واليقين والثبات. والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته. 

*******

شاركوا هذا الخبر مع أصدقائكم

جميع الحقوق محفوظة