البث المباشر

السيد مجتبى الحسيني المعروف بنواب صفوي

الخميس 14 فبراير 2019 - 18:26 بتوقيت طهران

إذاعة طهران- مع الصادقين: الحلقه 288

الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على محمد وآله الطيبين الطاهرين
ومن الصادقين في جهادهم لاعلاء كلمة الحق والامر بالمعروف والنهي عن المنكر ومقاومة الفساد هو العالم المجاهد والخطيب الورع والكاتب المجد السيد مجتبى الحسيني المعروف والمشتهر بنواب صفوي، هو من شهداء الثورة الاسلامية الاوائل الذين ضحوا بأنفسهم لمقاومة الفساد، السيد مجتبى نواب صفوي هو من مواليد طهران عام 1919 م وكان ابوه محامياً ومن عائلة علمية ونشأ السيد مجتبى وهو يتدرج في دراسة العلوم الحديثة ولكن نظراً لمؤهلاته واستعداده راح يتصل بالعلماء الكبار منهم العلامة الاميني رضوان الله عليه صاحب موسوعة الغدير والذي كان يتردد في سفراته المتكررة الى ايران ومن ايران الى عواصم اخرى بحثاً عن مصادر وبحثاً عن مكتبات فكان يلتقي به السيد مجتبى نواب صفوي وانشد للمرحوم الاميني وهذا الاخير شجعه على السفر الى النجف الاشرف لطلب العلم وبالفعل تحقق ذلك واصبح في النجف طالباً علمياً مرموقاً‌ وكان المرحوم الاميني يرعاه رعاية خاصة حيث اسكنه معه في مدرسة البخارايي في النجف الاشرف في محلة الحويش وكان مكباً على طلب العلم واخيراً تولى في النجف ترجمة الجزء الاول لكتاب الغدير للعلامة الاميني(رض) ترجمه ترجمة جميلة الى اللغة الفارسية، في هذه الاثناء وفي تلك الحقبة انتشرت في ايران ضمن ما انتشر من افكار هدامة مثل الشيوعية وغيرها والبهائية، وانتشرت فكرة تسمى بالكسروية انتساباً الى مبدعها رجل يدعى احمد الكسروي وهذه حركة فكرية تشبه البهائية والوهابية وتتطاول على الدين الحنيف وتهزأ بالمعتقدات وتشهر السب والشتم والاستهزاء بالنبي والامام الصادق والامام صاحب العصر ولا يعرف من اين تمول ربما تمول من وراء البحار على اي حال المشهور ان السلطة آنذاك الشاهنشاهية كانت بالخفاء توفر لها المساعدات وتدعمها بشتى الطرق وانسحبت هذه الافكار الهدامة الى النجف، الى العراق والى كربلاء المقدسة واخذت سلباً تؤثر على عقول بعض الشباب مع الاسف فتحرك العلماء في ايران والعراق لتقويض هذه الفتنة‌ ووأدها وذات ليلة عقد علماء النجف الاشرف اجتماعاً في منزل المرحوم الاميني وتدارس خطورة الوضع وانه لابد من تصفية هذا المرتد الذي هو مصداق خطير لقوله تعالى: «انما جزاء الذين يحاربون الله ورسوله ويسعون في الارض فساداً ان يقتلوا او يصلبوا او تقطع ايديهم وارجلهم من خلاف...» في اثناء هذا الاجتماع كان السيد مجتبى الحسيني نواب صفوي حاضراً فتطوع لتنفيذ اوامر العلماء وتهيأ للسفر الى ايران للقضاء على هذا الشر واستئصاله وسحقه وفعلاً وصل الى طهران ورأساً ذهب لمقابلة هذا المبدع صاحب هذه الفتنة وهو احمد الكسروي والتقاه لعدة ساعات وناقشه علمياً ووجدانياً فوجد الرجل مصراً على عداءه للاسلام واهل البيت ويستهزأ بكل هذه المقدسات بالنبي بالائمة ‌وكان يقر انه هناك اله وهناك غيب وانما هذا كله سفسطة وما له وجود ومختلط وكان يتكلم بعناد وبأصرار فهنا اضطر السيد مجتبى نواب صفوي الى اخباره ان الفقهاء والمجتهدين افتوا بقتله بصفة محارب لله ان لم يرتدع او يتوب وبعد فترة لوحظ ان احمد الكسروي لم يعر اي اهتمام لهذه الفتاوى وبقي السيد نواب صفوي يواصل احاديثه والمنتديات عن خطورة هذا الرجل الهدام وفتنته الهدامة وانتهى هذا الكفاح الى ان قام السيد مجتبى فأطلق النار على هذا الرجل ذات يوم ولكن جرح ونجا من القتل بأعجوبة واضطر السيد مجتبى على الاختفاء فترة ولكنه كان يدرب فريقاً‌ من الشباب المؤمن على الاطاحة بهذا الرجل ثم سافر الى النجف الاشرف خفية لانه كان مطلوب للسلطة وصادف دخوله النجف الاشرف يوم اربعين السيد ابو الحسن الاصفهاني اعلى الله مقامه وهذا حدود عام 47 فدخل المجلس وكان يحضره كبار العلماء والمجتهدين فأعلن صرخته في المجلس مهيباً بالعلماء وبالمؤمنين للتحرك لما يجري في ايران من انتشار هذه النزعة الهدامة، طبعاً لاننسى ان من خطوات السيد مجتبى نواب صفوي الجهادية ايضاً هو ان رضا خان البهلوي الاب عندما هلك اراد ولده نقل جثمان والده الى النجف ليدفنه في مقابر الملوك السابقين في حرم الامام امير المؤمنين وطبعاً لعبت السفارة‌ الايرانية في بغداد دوراً هاماً في التمهيد لتشييع الجنازة عند وصولها واعدت شرذمة من وعاظ السلاطين وعباد الدنيا لاستقبال الجنازة لكن وقف العلماء وفي طليعتهم السيد مجتبى نواب صفوي لافشال هذا المشروع وللحيلولة دون دفن هذا الشيطان في النجف وآثار جمهور الناس والعلماء وفعلاً بقيت جنازة رضا خان بهلوي في القصر فترة طويلة وبعد المماطلات واليأس نقلت الى ايران ولم تفلح هذه الخطة بنقل جنازته ودفنها في النجف، كما قام السيد مجتبى نواب صفوي بسفرات عديدة الى مصر والاردن آنذاك لشرح الامور لزعماءها والتقى في هذه البلدان ببعض علماء المسلمين من المذاهب الاخرى غير الشيعة وبزعماء الحركات الاسلامية فأجاش شعورهم وحرك ضمائرهم والهب مشاعرهم وبالتالي عاد الى ايران ليدفع حركته التي اسسها وهي ماتسمى وعرفت بحركة‌ فدائي الاسلام فنشطت هذه الحركة في جهادها ودعوتها وتبليغها وبالتالي نجحت بتصفية هذا رجل الفتنة احمد الكسروي، طبعاً السلطة قبضت على بعض رجالها وعاد السيد مجتبى نواب صفوي الى الاختفاء وكانت السلطات تحاول استمالته بشتى الطرق ولكنه رفض مصراً على ان يكون من وعاظ السلاطين والح على ان يستمر بكفاحه فقرر الشاه تصفيته بعد القبض عليه وبعد تعذيب قاسي دام طويلاً ورغم اعتراض العلماء واستنكار الناس ومناشدة المجتهدين والمراجع له بالكف عن ذلك وفي تاريخ 1958 م نفذ الشاه به حكم الاعدام مع ثلاثة من خيرة رفاقه المجاهدين واستشهد في سبيل الله صابراً محتسباً ووري الثرى سراً في مقبرة في وادي السلام في قم المقدسة وبقي التعتيم على قبره مستمراً سنوات الى ان وبعد نجاح الثورة الاسلامية بني بناء صغير مسقف على قبره وكتبت هناك تحمل شرحاً بسيطاً لترجمة حياته، نسأل الله له ولكل الشهداء في سبيل الله الرحمة والرضوان والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

*******

شاركوا هذا الخبر مع أصدقائكم

جميع الحقوق محفوظة