وفي حوار خاص مع ارنا قالت سارا فلاندرز منذ العملية الإرهابية الأمريكية في بغداد والتي أدت إلى استشهاد اللواء قاسم سليماني وأبو مهدي المهندس في 3 كانون الثاني / يناير 2020 ، برزت احتجاجات ومخاوف في الدوائر السياسية لكل من الحزبين الديمقراطي والجمهوري.
واضافت: السؤال الذي طرح بقوة بين مختلف الجماعات في الولايات المتحدة هو: ما هو السبب وراء قيام الادارة الامريكية باغتيال اللواء إيراني ومسؤول عراقي والملفت ان الإجابات التي قدمها البيت الابيض و أكاذيبه ادى الى اثارة مزيد من الحساسية تجاه هذا العمل الإرهابي.ولفتت الى ان رد الجمهورية الإسلامية الايرانية المتمثل في قصف قاعدة قوات الاحتلال الأمريكية في عين الأسد وإعلان امريكا عن خسائرها الحقيقية بعد القصف بشكل تدريجي، اثارا غضب الكثيرين في واشنطن وكذلك الأوساط العسكرية الأمريكية ، حتى ان "رابطة قدامى المحاربين في الحروب الخارجية" نشرت بيانا طلبت فيه من رئيس الولايات المتحدة، الاعتذار بسبب التقليل من اهمية الخسائر والإصابات المحتملة في صفوف الجنود الامريكيين خلال الهجوم الصاروخي الإيراني على قاعدة عين الأسد.
واضافت فلاندرز وهي شاركت في تنظيم النشطاء المناهضين للحرب منذ الستينيات و عضو في الأمانة العامة لحزب العمال العالمي ومؤسس ومنظم التحالف الوطني المناهض للحرب وكذلك أمين المجلس الوطني للتحالف من اجل حماية الحريات المدنية، اضافت من دواعي سروري أن أشارك في حوار يجري بمناسبة ذكرى استشهاد اللواء قاسم سليماني. لا أعرفه شخصيًا ولم أجتمع معه سابقا لكن ما أعرفه عنه هو دافع كقائد سياسي وعسكري عن إيران وفلسطين والمقاومة بأكملها في المنطقة وحتى دول أخرى مثل فنزويلا.
ووصفت اللواء سليماني بانه كان قائدًا عسكريًا قويًا ومفاوضًا سياسيًا لمحاربة داعش كمنظمة إرهابية رجعية تمامًا. على حد علمي، كان قاسم سليماني شخصية كاريزمية الى درجة يستلهم منه الناس العاديين وكان قادر على جمع الناس من مختلف الدول رغم اراء مختلفة وكان قادر على تنظيمهم.
وعن سوال حول رؤية السلطات الغربية تجاه قاسم سليماني اجابت: لم ولن تكن لدى السلطات الغربية كلمة صحيحة عن قاسم سليماني والسبب هو أنه كان في الخطوط الأمامية للقتال ضد القوى العالمية واكدت ان القوى الإمبريالية تستهدف كل من يحاول تنظيم المقاومة ضدها. بالنسبة لهذه القوى، لا يهم إذا كان من يقف بوجههم شباب فلسطينيون مسلحون بالحجارة أو من يعيشون في فنزويلا أو كوبا أو من القوات الإيرانية والروسية. ما يقومون به هو اضفاء الشرعية على أفعالهم ضد المقاومة ثم يبذلون قصارى جهدهم لكسر هذه المقاومة.
الاضطلاع بدور كبير في تعزيز محور المقاومة
وعن سبب قيام امريكا باغتيال الشهيد سليماني اوضحت فلاندرز، قدم قاسم سليماني مساعدات كبيرة للمقاومة، بما فيها المقاومة في فلسطين، فهذا يعني وضعه في صدارة قائمة الإرهاب للإمبريالية الأمريكية وهي الدولة التي كانت الداعم الرئيسي لإسرائيل منذ البداية. وكانت تحاول أمريكا اغتيال هذا القائد الإيراني كما يحاول تدمير فنزويلا.
كان قاسم سليماني في مهمة سلمية عندما اغتيل وكان هدفه خلق الوحدة في المنطقة والتقريب بين شعبي البلدين. يُظهر هذا الإجراء الأمريكي أن استراتيجية الولايات المتحدة هي خلق فجوة بين ايران والعراق باعتبارهما البلدين المجاورين وهي استراتيجية تم اعتمدتها امريكا منذ عدة عقود.
واكدت: فهم اسباب استشهاد قاسم سليماني، يتطلب ايلاء مزيد من الاهتمام لما أراد الشهيد القيام به.
وحول قيام شبكات التواصل الاجتماعي الكبرى في العالم مثل تويتر وإنستغرام وفيسبوك بازالة صوره ومقاطع الفيديو الخاصة بالشهيد قاسمسليماني من منصاتها اوضحت: هذا الاجراء يرمز الى الخوف الذي تشعر به الإمبريالية الأمريكية من أي شخص يمثل المقاومة في العالم اليوم مؤكدة إن الرقابة الأمريكية قوية للغاية.
وكانت الحرب بين روسيا وأوكرانيا ضمن القضايا التي طرحت في هذا الحوار وصرحت رئيسة حركة المناهضة للحرب في امريكا: تم إغلاق الآلاف من حسابات المستخدمين على مختلف وسائل التواصل الاجتماعي وكل هذا يجري في بلد يدعي أنه يمثل الديمقراطية والحقيقة هو يستغل دوما كلمة ديمقراطية بينما يهتم بالرقابة القوية جدًا.
وعن قيام السلطات الأمريكية باغتيال اللواء سليماني بذريعة ارتكابه جريمة الحرب، بينما كان الشهيد يقاتل تنظيم داعش في العراق بناءً على الطلب الرسمي من الحكومة العراقية وما القصد من جريمة الحرب؟ اجابت فلاندرز: لقد فكرت كثيرا حول هذا الموضوع وتوصلت إلى هذه النتيجة ان مجرمي الحرب الحقيقيين موجودون هنا في أمريكا؛ الإمبريالية الأمريكية كنظام هي ترتكب جريمة الحرب.
واضافت: هذه القضية لا علاقة لها بالحزبين الجمهوري والديمقراطي وتشمل كليهما. لقد عرّض مجرمو الحرب مثل أمريكا وحلفائها جميع الناس للخطر بقواعدهم العسكرية في جميع أنحاء العالم.
وفي الختام قالت: إذا كان قاسم سليماني على قيد الحياة وكنت التقي به، كنت أطلب منه أن يواصل كفاحه لمساعدة شعب فلسطين ولبنان وإيران وتوطيد وحدة المنطقة بأسرها. هكذا سيتغير الوضع في المنطقة. ربما ليس هناك الكثير مما يمكنني قوله إلا أنه إذا كان قاسم سليماني بيننا اليوم أود أن أشكره على كل الجهود التي بذلها لمواجهة الإمبريالية العالمية.