البث المباشر

عبد الرحمان الإصفهاني

الثلاثاء 12 فبراير 2019 - 13:34 بتوقيت طهران

إذاعة طهران- مع الصادقين: الحلقة 239

الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على محمد وآله الطيبين الطاهرين.
من الصادقين الذي صدقوا بما عاهدوا الله عليه هو المرحوم عبد الرحمن الاصفهاني او الاصبهاني وذكر صاحب الخرائج ان عبد الرحمن الاصفهاني هو الرجل الوحيد لعصره من محبي آل البيت وشيعتهم، كان في اصفهان الوحيد الذي يوالي آل البيت وكان ذلك ايام امامة الامام الهادي(ع)، نقول اواخر القرن الثاني الهجري وطبعاً هذه الحالة كانت مثار سؤال منه دائماً‌ يسألوه، الانسان الذي يعيش في بلد وفي مجتمع كله قطعة واحدة بأتجاه وهو الوحيد بأتجاه آخر، هذا لابد له سبباً وله قضية، الانسان يؤخذ بالعقل الجمعي او بالبيئة والحياة الاجتماعية، كان يسأل لماذا انت الوحيد الذي اخترت ولاء اهل البيت وما هي الظروف التي تمخضت الى توجهك هذا؟ 
في يوم من الايام كان عبد الرحمن حاضراً في مجلس عامر فسأل هذا السؤال، سأل كيف تشيعت فلا اهلك ولا احد من ذويك ولا معلمك ولا شارعك ولا محلك لم يكن فيه احد او رائحة لاهل البيت؟ فأجابهم كل ذلك لم يكن، لكن انما سبب توجهه هذا هو انه في سبابه كان لسناً جريئاً، سليط الحجة شجاع الرأي كان فقير وعادي لكن رغم فقره وبؤسه وانعزاله عن الناس كان قوي البيان، شجاع في ابداء الرأي، ما الذي حدث؟ يقول ان جماعة من اهل اصفهان كانت لديهم مظلمة وشكوى من الوالي وكانوا يريدون التوجه الى المتوكل العباسي بسامراء ليشتكوا اليه بواليه عليهم لكن هؤلاء كانوا يفتقرون الى اماماً يستطيع التحدث بجرأة واقدام امام الخليفة وخصوصاً خليفة طاغية ودكتاتور مثل المتوكل يقتل الالاف بلحظ البصر، هؤلاء اميون وضعفاء ويفتقرون الى‌ عنصر من هكذا، يقول فوقع اختيارهم علي ووعدوني بالمال والاكرام ان نجحوا في امرهم يقول سافرت معهم ووصلنا الى سامراء واذا بقصر الخليفة تحيط به الوفود من مختلف البلدان والوفود ضربت خيامها بأنتظار مواعيد مقابلاتهم، يقول عبد الرحمن فبقينا اياماً بأنتظار الموعد لكن فجأنا ذات يوم بضجيج وصخب، حالة فوضى واذا نسمع المنادي ينادي سيؤتى بالامام الهادي ليدخل على الخليفة وصار الناس سماطين وانشرت الاشاعة ان الخليفة يريد قتل الامام الهادي(ع)، يقول عبد الرحمن وجيء بالامام وهو راكب دابته ويقول انا لم ار الامام من قبل فعلاً اقتربت ونظرت اليه بدقة فوقع حب الامام بقلبي ثم استفسرت من هذا وذاك فعلمت انه مظلوم وان الخليفة احضره يريد قتله فحزنت حزناً شديداً واخذت ادعو من صميم قلبي لخلاصه لكن يقول كل هذا في نفسي، ادعو وارى الامام من بعيد وانواره فكنت اردد اللهم خلصه من شر هذا الظالم، اللهم ادفع عنه كل سوء واسمع المنادي يصيح هذا هو علي الهادي الذي تقول الرافضة بأمامته يقول: انا ادعو اللهم خلصه من شر الظالمين، اللهم ادفع عنه كل سوء، انا الاحظ الامام يقترب مني، لا ينظر يميناً ولا يساراً وفقط ينظر الى عرف دابته فلما صار بجنبي رفع رأسه ونظر الي وقال يا عبد الرحمن يقول انبهرت كيف عرف اسمي ان الله استجاب دعائك فيّ بارك الله لك في عمرك ومالك وولدك. 
انظروا ايها الاخوة المستمعون والاخوات المستمعات نحن امرنا بالدعاء مثلاً للامام المهدي، هذا الدعاء للامام المهدي التصدق لدفع البلاء عن الامام المهدي له تأثير وله رد فعل في حياتنا وهو ان الامام(ع) ايضاً يدعو لنا، الامام ايضاً يطلب من الله كذات طاهرة‌ يطلب لنا من الله التوفيق وحسن العاقبة النجاة من البليات، النجاة من الامراض، الامراض البدنية والنفسية او الروحية، يستحب الانسان في الصلاة في القنوت وبعد الصلاة «اللهم كن لوليك الحجة بن الحسن صلواتك عليه وعلى‌ آبائه في هذه الساعة وفي كل ساعة ولياً وحافظاً وقائداً وناصراً...» الامام يدعو لنا، يقول عبد الرحمن الاصفهاني لما دعوت للامام والشارع كله يصيح هذا امام الرافضة وانا الوحيد دخل حبه في قلبي ودعيت له، خاطبني بأسمي وعلم ما بنفسي كدت ان اسقط على الارض لكن اخفيت ذلك على صحبي، كما قال الامام له ان الله استجاب دعائك فيّ، خرج الامام منتصراً انتصاراً باهراً بعد ما القى تلك الابيات في مجلس المتوكل:

باتوا على قلل الاجبال تحرسهم

غلب الرجال فلم تنفعهم القلل

واستنزلوا بعد عز عن معاقلهم

واودعوا حفراً يا بئس ما نزلوا

المتوكل تهدم مجلسه وكسرالكؤوس وبكى واعتذر للامام وخرج الامام منتصراً، يقول عبد الرحمن الاصفهاني حان موعدنا على المتوكل وكنت انا المتحدث اليه في عرض قضيتنا كسبنا القضية ورجعنا الى ‌اصفهان، يقول عبد الرحمن استجاب الله دعاء الامام الهادي فيّ، يقول في المراحل الثلاثة من العمر فقد رزقني الله من الاولاد عشرة وتجاوزت السبعين من عمري وانا بسلامة تامة واغلق بابي وعندي مليون درهماً، كيف لا اقول واعتقد بأمامتهم وكيف لا اذوب في محبتهم وانا رأيت من الامام الهادي امرين برهانين اولاً‌ علمه بدعائي واسمي، واستجاب الله دعاءه في المال والولد والعمر واذا حلت الهداية قلباً نشطت للعبادة الاعضاء، تغمد الله عبد الرحمن الاصفهاني برحمته الواسعة ورزقنا كما رزقه محبة اهل البيت ومودتهم والممات على محبتهم والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

*******

شاركوا هذا الخبر مع أصدقائكم

جميع الحقوق محفوظة