وأصدرت حركة أنصار شباب ثورة 14 فبراير في البحرين بيانا بهذه المناسبة مطالبة بتسليم جثمان الشهيد آية الله الشيخ نمر باقر النمر(رضوان الله تعالى عليه) الى أهله.
وجاء في بيان الحركة:
بسم الله الرحمن الرحيم
(وَلاَ تَحْسَبَنَّ الَّذِينَ قُتِلُواْ فِي سَبِيلِ اللّهِ أَمْوَاتًا بَلْ أَحْيَاء عِندَ رَبِّهِمْ يُرْزَقُونَ)الآية 169/سورة آل عمران/صدق الله العلي العظيم
وقال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم "أفضلُ الجهادِ كلمةُ عدلٍ عند سلطان جائرٍ".
في الذكرى السنوية السابعة لإستشهاد فقيه الجزيرة والخليج الشهيد آية الله الشيخ نمر باقر النمر(رضوان الله تعالى عليه) تطالب حركة أنصار شباب ثورة 14 فبراير السلطات السعودية بالإفراج عن جثمان الشهيد وتسليمه الى ذوية وعائلته لكي يتم مواراته الثرى ضمن الطقوس الدينية الاسلامية المتعارفة.
وأضاف البيان: لا زالت الحكومة السعودية وعلى رأسها الملك سلمان وإبنه يزيد العصر محمد بن سلمان، تتعنت بإستئثارها بسياسة إحتجاز الجثامين ومصادرة حق الأهالي بإجراء مراسيم الدفن المتعارف عليها.
وقال البيان: تلفت حركة أنصار شباب ثورة 14 فبراير بأننا على مقربة من حلول الذكرى السنوية السابعة لإستشهاد فقيه الجهاد آية الله النمر ،الذي أعدمته الحكومة السعودية في 2 كانون الثاني/يناير 2016م، حيث أعدم النظام السعودي الشمولي المطلق فقيه الجزيرة والخليج الناشط في مجال العدالة الإجتماعية والمطالب بحقوق شعب الجزيرة العربية، وأهالي القطيف والأحساء المحرومين من أبسط الحقوق والحريات السياسية ،بعد محاكمة جائرة للغاية ، حيث أنه وبعد تنفيذ جريمة الإعدام بحق المطالب بالحق أمام السلطان الجائر، تم إحتجاز جثمانه الطاهر بغير صفة قانونية، ولم يسلم أبداً الى عائلته لدفنه، إذ زعمت السلطة السعودية بأنها دفنته في مكان سري.
وأكدت الحركة بالقول: إننا في حركة أنصار شباب ثورة 14 فبراير نعتبر أن هذه الممارسة غير إنسانية التي تنكر على أسرته الحق في دفن أحبائها بطريقة ملائمة، ولتأدية طقوس الدفن المناسبة، وتجريد أسرته من القدرة على الحزن الكامل وإقامة العزاء وإقامة مجالس التأبين والفاتحه على روحه الطاهرة، إنما هي ممارسات بعيدة كل البعد عن القيم والتعاليم الاسلامية.
إن تنفيذ حكم الإعدام جريمة مكتملة الأركان وقد تم بأمر مباشر من الملك سلمان، ولم يتم إبلاغ عائلة الشهيد المغدور بالإعدام الوشيك، ومن المستحيل التحقق مما إذا تم دفن الجثة على الإطلاق.
ونحن على أعتاب الذكرى السنوية السابعة للجريمة النكراء لإعدام فقيه الجزيرة والخليج، نتساءل، عما إذا كانت الجثة مخبأة في محاولة لإخفاء أعمال التعذيب والتنكيل التي تعرض لها الشيخ الشهيد (قدس سره).
الجدير بالذكر أنه وبعد مدة وجيزة من إعدام الفقيه الشهيد نمر باقر النمر بصورة غير قانونية في عام 2016م ، أصدرت عائلة الشهيد النمر بياناً عائلياً،سألت فيه "أين جسده"، طالبت فيه السلطة السعودية بإعادة الجثة ، لكنه تم تجاهل هذا النداء.
إن جسد الفقيه الشهيد النمر كان من بين الأوائل الذين أحتجزت جثامينهم، وإن إخفاء جثمانه الطاهر، إنما هي عملية تطهير، إذ أقدمت السلطات السعودية بإخفاء جثث الناشطين، ورفضت الإفراج عنها وتسليمها لذويهم.
ومع قرب حلول الذكرى السنوية لإستشهاد الفقيه المجاهد الشيخ نمر باقر النمر أطلقت اللجنة الدولية لإحياء الذكرى السنوية للشهيد آية الله نمر باقر، والمعارضة في الجزيرة شعار المناسبة #كرامة_وشهيداً، حيث ستنطلق الفعاليات في أواخر شهر ديسمبر 2022م، وتستمر الى العاشر من شهر يناير 2023م، وستقام الفعاليات في عدد من البلدان منها مدينة قم المقدسة، وألمانيا، وبريطانيا وبيروت والولايات المتحدة الأمريكية ، ودول أخرى.
نبذة مختصرة عن حياة الشهيد النمر
ولد الشيخ الشهيد الفقيه آية الله نمر باقر النمر في العام 1959 في منطقة العوامية إحدى مدن محافظة القطيف في الجزيرة العربية، وترعرع في كنف عائلة معروفة بالعلم والعطاء.
بدأ الشيخ الشهيد دراسته العلمية في بلدة العوامية حتى حصل على الشهادة الثانوية، وفي عام 1980، إنتقل الى الجمهورية الإسلامية في إيران ليكمل دراسته والتحق بحوزة الإمام القائم (عجل الله فرجه) في طهران طلباً للعلوم الدينية. وتتلمذ على يد علماء كبار أمثال سماحة آية الله العظمى المجدد السيد محمد تقي المدرسي (دام ظله الوارف)، وسماحة آية الله العلامة السيد عباس المدرسي وسماحة الشيخ الفقيد وحيد الأفغاني، وأتم دراسة الأصول والفقه وحصل على درجة الاجتهاد.
وإلى جانب الدور التوعوي التبليغي والرسالي، إهتم الشيخ الشهيد بالحقوق السياسية وإحترام حقوق الانسان، فقد طالب بالإفراج عن المعتقلين تعسفياً لدى السلطات السعودية، إضافة إلى العدالة لكافة المواطنين من مختلف المناطق والمذاهب، كما عمل على إنتقاد النظام السياسي ودعوته للإصلاح وشدد على ترسيخ مبدأ السلمية في الاحتجاج والتغيير وهذا ما كان ظهر بوضوح في جميع المظاهرات التي دعا إليها الشيخ الفقيه.
ونتيجة لنشاطاته الدينية والإجتماعية والمدنية ، لم تخلو حياة الشيخ من المضايقات والاعتقالات التعسفية بحقه من قبل السلطات السعودية. ففي العام 2003، أعتقل الشيخ النمر لعدة أسابيع بعد إقامة صلاة الجمعة في ساحة كربلاء بالعوامية، وطالبت السلطة السعودية إزالة البناء الذي تقام فيه الصلاة ليطلق سراحه، وفي العامين 2004-2005 عادت السلطات لتعتقل الشيخ النمر من أجل الغاء المهرجان الذي يقام سنويًا للمطالبة ببناء البقيع، وإستمرت مدة الاعتقال في المرتين لمدة يوم واحد (يوم المهرجان).
كذلك في العام 2006 أعيد إعتقال الفقيه النمر للمرة الرابعة على التوالي أثناء عودته من البحرين وذلك بسبب تقارير كاذبة كتبت بحقه، وتعرض آنذاك لتعذيب جسدي كبير، في حين لم تفرج السلطات عنه الا بعد المظاهرات التي خرجت في منطقة العوامية.
ومع بداية الثورات في الدول العربية عام 2011 وثورة 14 فبراير المجيدة في البحرين، نظم تجمع الشباب في القطيف مسيرات مطالبة بالإفراج عن تسعة معتقلين كان قد مضى على إعتقالهم 16 عامًا، بالإضافة الى دعم مطالب شعب البحرين العادلة والمشروعة في حقه في تقرير مصيره، في ثورته ضد الطغيان الخليفي، وقد قوبلت بدخول القوات العسكرية السعودية إلى المنطقة وإعتقال المئات من المتظاهرين. وعلى إثر هذه الأحداث، تصدى الشيخ الشهيد النمر بقوة للمطالبة بحق أهالي القطيف، داعماً للمسيرات والمظاهرات ومشدداً على السلمية في التحركات.
وقد طالب الشيخ الشهيد الفقيه آية الله النمر بخروج قوات درع الجزيرة من البحرين، وإنتقد إنتقاذاً لاذعاً التدخل السعودي السافر في خنق الثورة الشعبية في البحرين المطالبة بالحقوق، وفي محاضراته وخطب الجمعة، بالإضافة الى مطالبته القوات السعودية، بدل أن ترتكب مجازر إبادة جماعية ضد شعب البحرين، عليها أن تذهب الى تحرير فلسطين، وكان شديد اللهجة في إنتقاذ المسؤولين السعوديين، وعلى رأسهم وزير الداخلية أنذاك نايف بن عبد العزيز.
وأصبح الشيخ الشهيد الفقيه النمر قائداً علنياً للثورة في القطيف ما أزعج السلطات السعودية بقوة، حتى قامت في الثامن من تموز من العام 2012 بإعتقاله بطريقة عنيفة حيث سحبوه من سيارته، ثم أطلقوا عليه أربع طلقات أصابته في فخذه الأيسر، إضافة إلى جرحه في رأسه، فنقلوه إلى المستشفى العسكري في الظهران من ثم إلى مستشفى قوى الأمن في الرياض ثم إلى سجن الجائر ووضعوه في زنزانة انفرادية.
وبعد نحو عام من إعتقاله بدأت الحكومة السعودية بمحاكمة الشيخ الفقيه من دون إعلام أهله، وقد وجه المدعي العام السعودي ضده تهماً ملفقة، وأصدر على إثرها قراراً يقضي بالإعدام للشيخ و46 شخصًا. وفي 2كانون الثاني من العام 2016 نفذت السلطات السعودية جريمة قرار الإعدام، ولم تسلم جثمان الشهيد الشيخ النمر إلى ذويه وقالت إنها دفنته في مقابر المسلمين دون أن تحدد مكان تلك المقبرة.