البث المباشر

السيد قنبر غلام امير المؤمنين علي(ع)

الثلاثاء 12 فبراير 2019 - 12:10 بتوقيت طهران

إذاعة طهران- مع الصادقين: الحلقة 232

الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على محمد وآله الطيبين الطاهرين.
كلنا نسمع عن شخصية اسلامية‌ يتردد اسمها في حديث اهل البيت وهو قنبر مولى امير المؤمنين، الشهيد المعظم والصحابي الجليل وهو حقاً من طلائع الصادقين يعني في مقدمة الصادقين وتعلقهم بآل البيت وبأمير المؤمنين(ع) بالذات ويعرفه لنا الامام الصادق(ع) قال «كان لجدي امير المؤمنين غلام اسمه قنبر وكان يحب جدي امير المؤمنين حباً شديداً» فاذا خرج امير المؤمنين خرج قنبر خلفه وهو يحمل السيف وفيه قال امير المؤمنين يوم صفين اذ سمع الامام يردد في حملاته:

اني اذا الموت دنا

او حضر شمرت ثوبي ودعوت قنبرا

قدم لوائي لا تؤخر حذرا

هذا قنبر كان لما يسأل انت مولى من ما كان يقول انا غلام امير المؤمنين كان يقول مولاي من ضرب بسيفين وطعن برمحين وصلى القبلتين وقاتل ببدر وحنين ولم يكفر بالله طرفة عين. وقرأت عن هذا الصحابي الشهيد انه كان من خواص الامام او خواص الخواص يعني النخبة المنتقاة عند امير المؤمنين واهل البيت لذلك قالت السير ان الامام امير المؤمنين(ع) لما اختلى بأولاده الحسن والحسين ليوصيهم الامامة لم يكن حاضراً احد الا قنبر(رض). 
وفي اطار الحديث عن اخلاقه كتلميذ من تلاميذ اهل الرسالة تقول الروايات ان قنبر دخل ذات يوم مجلس طاغية من الطغاة فقام بعض الحاضرين احتراماً واجلالاً له وهذا العمل اثار حفيظة هذا الطاغية فوبخه على احترامه لقنبر فرد الرجل على الطاغية وهو يقول ما لي لا اقوم اجلالاً لرجل تضع الملائكة اجنحتها تحت رجليه عندما يمشي هذه كناية والا الملائكة هي ليست اجساد، هذه كناية لتقييم طالب العلم واهل العلم يعني طالب العلم اذا طلب العلم لدينه وخدمة دينه يعني لله فقط هذا ارقى من الملائكة لان الانسان الكامل والمهذب والانسان الذي هذب نفسه في تهذيب النفس يصل الى الملك والملك تحته وباحترامه ويروي الشيخ المفيد اعلى الله مقامه عن جابر بن عبد الله الانصاري ان الامام امير المؤمنين مر ذات يوم ومعه قنبر فأخذ سفيه من السفهاء يشتم قنبراً فهم قنبر ان يرد عليه فناداه الامام يا قنبر دع شاتمك مهاناً ترضي الرحمن وتسخط الشيطان وتعاقب عدوك فوالذي فلق الحب وبرء النسمة ما ارضى المؤمن ربه بمثل الحلم ولا اسخط الشيطان بمثل الصمت ولا عوقب الاحمق الا بمثل السكوت عليه لهذا ترى حتى الادباءه يخاطبني السفيه فأزدريه:

واكره ان اكون له مجيبا

يزيد غضاضة وازيد حلماً

كعود زاده الاحراق طيبا

الواقع الامام يعطيه قمة الخلق واما ما نقرأه عن مكانة قنبر عند اهل البيت يرد في حديث محمد بن السكيت رحمه الله تكلمت عنه في حلقة كاملة من هذا البرنامج مع الصادقين، محمد بن السكيت الاهوازي المتوكل كان تبناه مدرساً وقصته طويلة آخر المطاف يسأله المتوكل اولادي احب اليك ام الحسن والحسين قال للمتوكل والله لشسع نعل قنبر عندي خير منك ومن ولديك هذا قنبر هو احد الذين كلفهم رسول الله بشراء اثاث الزهراء فاطمة يوم خطبها امير المؤمنين(ع) وقال له ما لديك من المال قال يا رسول الله عندي ما بعت به درعي وهي اربعمئة وثمانين درهماً فالامام دفعها الى النبي، فأشتروا للزهراء(ع) اثاثها المعهود من هنا نلاحظ ان في الامور العائلية الخاصة كان قنبر هو المقدم في امور اهل البيت، في ادارتها، امور الزهراء، امور امير المؤمنين امور النبي(ص). 
اما قضية استشهاده مظلوماً، الحجاج هذا الطاغية السفاح الذي ما ابتلي التاريخ الاسلامي بشقي مثله بعد يزيد بعد ابن ملجم، الحجاج الذي كان يبتهج بالقتل كان يأنس بالدمار والمذابح الجماعية ومات الحجاج وفي سجنه مئة وعشرون الفاً مسجونين نساء، رجال واطفال في مكان واحد عراة الابدان اما ما حصي من قتلهم فكانوا اكثر من تسعين الفاً، كانت لذته الوحيدة في حياته هو القتل حتى ان عمر بن عبد العزيز له كلمة يتكلم فيها عن بني امية ويقول لو جاءت كل امة بخبيثها وجئنا نحن بالحجاج لغلبناهم هذا تقييم عمربن عبد العزيز له، الحجاج قال يوماً اني احب ان اصيب رجلاً من اصحاب ابي تراب، الحجاج ومروان ومعاوية هؤلاء كانوا يطلقون على امير المؤمنين كنيته ابي تراب ولا يسمونه بأسمه علي ولا يتحملون بل يضيقون ذرعاً من ذكر اسمه فقال الحجاج احب ان اصيب رجلاً من اصحاب ابي تراب فأتقرب الى الله بدمه فقيل له لا نعلم احداً بقي ممن هو اطول صحبة لعلي من قنبر فقال علي به وفعلاً القي القبض على هذا الصحابي الجليل وجاءوا به الى الحجاج فأغلظ عليه في الكلام وسجنه وبعد ايام قال اعرضوا عليه البراءة من علي فأبى، فجئ به وادخل على الحجاج وكان مجلس الحجاج غاصاً فقال الحجاج يا قنبر اخبرني ما كان بينك وبين علي بن ابي طالب فقال قنبر كنت اوضيه يعني احضر وضوءه فقال الحجاج ما كان يقول اذا فرغ من وضوءه قنبر كان يتكلم بهدوء فلما سأله قال كان يقرأ هذه الآيه: «فلما نسوا ما ذكروا به فتحنا عليهم ابواب كل شيء حتى اذا فرحوا بما اوتوا اخذناهم بغتة فاذا هم مبلسون». فقال الحجاج اظن ان ابا تراب كان يتأولها علينا واذا بقنبر يجيبه ببرودة نعم فغضب الحجاج وصاح يا قنبر ماذا انت صانع اذا ضربت عنقك فقال والله اني اسعد وانت تشقى فهنا تمزق الحجاج من شده غضبه وهاج امام الناس وصاح وماذا اخبرك صاحبك يا قنبر فقال اخبرني مولاي امير المؤمنين بأن ميتتي ستكون ذبحاً بغير حق فأمر الحجاج جلاده وقال اذبحه كما تذبح الشاة فذبح كما تذبح الشاة وقطع رأسه تغمده الله برحمته. والسلام عليه ورحمة الله وبركاته.

*******

شاركوا هذا الخبر مع أصدقائكم

جميع الحقوق محفوظة