ويعد جبل حراء أحد المواقع التاريخية في مكة المكرمة، ويقع شمال شرق المسجد الحرام، وهو من المزارات الرئيسية للحجاج والمعتمرين، حيث يضم غار حراء على ارتفاع 634 مترًا.
ومع قرب موعد الافتتاح الرسمي لمشروع حي حراء الثقافي في سفح جبل حراء، أضاءت آياتٌ قرآنية الجبل، بمناسبة اليوم العالمي للجبال.
ويُعدّ جبل النور وغار حراء، من المناطقِ المجاورةِ لمكة المُكرمة، وسُميَّ جبلُ النورِ بذلك؛ لأنَّ بداية الدعوة الإسلاميةِ ونورها بدأت منه، ويُطلقُ عليه أيضًا جبلُ الإسلام، ومكانهٌ شرق مكة، ويبعُدُ عن الحرمِ المكيِّ أربعة كيلومترات، ويبلغُ ارتفاعهُ ستمائةٍ وأربعة وثلاثون مترًا، وأمّا غار حراء فهو تجويفٌ يقعُ أعلى جبل النور، يُطلُ على الحرمِ المكيِّ، بابهُ يتجهُ شمالًا، ويبلغُ طولهُ أربعة أذرع، وعرضه يبلغُ ذراعًا، ويزيدُ على ذلكَ قليلًا، ولا يتسعُ لأكثر من خمسةِ أشخاصٍ.
ولجبل النور وغار حراء، مكانةٌ دينية، ففيه تنزلَ الوحيُ على رسول الله، وبه كان يتعبدُ قبلَ النبوة، وَيُذكرُ أنَّ حجارَ الكعبةِ الأولى، التي وضعت أساسًا للكعبةِ كانت من حجارتهِ، وممّا يجدرُ الإشارةُ إليه هو سبب اختيارُ النبي الأكرم (ص) جبل النور وغار حراء مكانًا للتعبد، بالرغمِ من بُعدهِ عن مكة المكرمة، وهو أنَّهُ مكانٌ بعيد، وكانَ يشاهدُ الكعبة، وكانَ يعلمُ آنذاك، أنها بيتٌ من بيوت الله، ولهُ حرمتهُ، وكانَ يتفكرُ بما عليهِ قومهُ من العاداتِ التي تخالفُ النفوسَ السليمة.
فالرسول (ص) كانَ يكرهُ ما عليهِ قومهُ من عبادةٍ للأوثان، وظهرَ ذلكَ جليًا في المواقف التي رويت عنه (ص) قبل نبوتهِ، فكان رسول الله يَقصدُ الغار من أجلِ التفكر في خالقهِ، وَلِيجدَ الطريق الصحيح، للوصول لله تعالى، وللعبادةِ التي يرتضيها له.