وسورة "الجاثية المباركة هي السورة الـ 45 من المصحف الشريف ولها 37 آية كريمة وتصنف ضمن الجزء الـ 25 من القرآن الكريم وإنها سورة مكية وترتيبها الـ65 بحسب نزول سور القرآن الكريم على رسول الله (ص).
وسمّيت سورة الجاثية بهذا الإسم؛ لحديثها عن اجتماع الأمم يوم القيامة أمام الله تعالى لمحاكمتها وحسابها، وتكون كل أمّة حينئذ باركة على رُكبها من شدّة الخوف والهلع ممّا تُشاهده من أهوال وأحداث يوم القيامة، حيث قال الله تعالى "وَتَرَى كُلَّ أُمَّةٍ جَاثِيَةً كُلُّ أُمَّةٍ تُدْعَى إِلَى كِتَابِهَا الْيَوْمَ تُجْزَوْنَ مَا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ".
وتهدف السورة المباركة إلى دعوة الناس إلى دين الله والتوحيد وإنذارهم من العذاب الإلهي وإنذار المؤمنين من إتباع أهوائهم وهم يعلمون ضلالها.
وتشير السورة المباركة إلى النبوة وأسباب الإيمان والتوحيد وتؤكد عظمة الله من خلال التطرق إلى خلقه السماوات والأرض.
وتصور السورة في آياتها يوم القيامة حيث تقف كل الفئات تنتظر الحساب ويعطي كل منهم كتابه حيث تنقسم الأمة إلى المؤمنين والكافرين الذين وعدهم الله بنار جهنم.
وهذه السورة تصور أيضاً جانباً من استقبال المشركين للدعوة الإسلامية، وطريقتهم في مواجهة حججها وآياتها، وتعنتهم في مواجهة حقائقها وقضاياها، واتباعهم للهوى اتباعاً كاملاً في غير ما تحرج من حق واضح، أو برهان قاطع.
كذلك تصور كيف كان القرآن يعالج قلوبهم الجامحة الشاردة مع الهوى، المغلقة دون الهدى، وهو يواجهها بآيات الله القاطعة العميقة التأثير والدلالة، ويذكرهم عذابه، ويصور لهم ثوابه، ويقرر لهم سننه، ويعرفهم بنواميسه الماضية في هذا الوجود.
كما تناولت السورة العقيدة الإسلامية، وأفاضت في الحديث عنها، والتوسع في تحقيقها؛ فتكلمت عن الإيمان، والوحدانية، والرسالة المحمدية، والقرآن، والبعث، والجزاء.
وهناك عدّة موضوعات تناولتها سورة الجاثية، منها "الثناء على القرآن الكريم، وحثّ الناس على التفكّر في خلق الله تعالى للسموات والأرض"، و"الحديث عن النِّعم الكثيرة التي أنعم الله تعالى بها على عباده"، و"الردّ على الدهريّة؛ الذين لا يؤمنون بالله تعالى ولا بالبعث بعد الموت بأسلوبَي الترغيب والترهيب"، و"إنذار الكافرين ووعيدهم بالعذاب الشديد الذي ينتظرهم يوم القيامة؛ لكفرهم، وضلالهم، وعنادهم".