وذلك في كوكبة "الأفعى" التي تبعد عن النظام الشمسي 1566 سنة ضوئية، ما يعتبر مسافة غير بعيدة من حيث مقاييس مجرتنا. ونشر العلماء نتائج اكتشافهم في مجلة Monthly Notices of the Royal Astronomical Society، وأطلقوا على الجرم السماوي الخفي اسم Gaia BH1 نسبة إلى التلسكوب التابع للوكالة الفضائية الأوروبية.
ويشبه هذا الجرم السماوي، حسب العلماء، ثقبا أسود، إذ أنه يدور حول نجم يشبه الشمس ويبعد عنه مسافة تعادل المسافة التي تفصل الأرض عن الشمس. وساعد انحراف ملحوظ في حركة النجم في اكتشاف هذا الجرم السماوي الغامض.
وقد أظهرت الأرصاد اللاحقة التي حققتها التلسكوبات في تشيلي وجزر هاواي أن هناك شيئا ثقيلا ومظلما يجر النجم من وقت إلى آخر. وإذا كان هذا الشيء ثقبا أسود في حقيقة الأمر فمن غير المفهوم كيف نشأ هذا الزوج الغريب ولماذا لم يمتص الجرم السماوي الفائق الثقل نجمه إلى حد الآن. ويبدو أنه لا يريد امتصاصه.
وقد تأكدت شبهات العلماء، فاتضح أن هذا "الثقب الأسود" المظلم لا يتميز بنشاط، ولم يستبعد العلماء ألا يكون الجرم السماوي المذكور الذي اكتشفوه ثقبا أسود، بل إنه عبارة عما يسمى بـ"جحر الخُلد" الذي لا يمتص المادة المحيطة به بل يشوّه نسيج الفضاء والزمن. ويقول المنظّرون من علماء الفيزياء إن جحر الخلد يمكن أن يساعد الإنسان على زيارة مجرات وحتى عوالم أخرى.
يذكر أن الثقوب السوداء ينبعث منها ما يسمى بأشعة "هوكنغ" الخفيفة القوة وغير الملحوظة عمليا على الرغم من أنها تمتص كميات هائلة من المادة، بينما لا يرسل "جحر الخلد" أية إشارات إلى الفضاء. لذلك من الصعب جدا اكتشافه والتمييز بينه وبين الثقوب السوداء.
ويشاطر علماء الفيزياء هذا الرأي تيدو دامور، البروفسور من المعهد الفرنسي للبحوث العلمية المتقدمة وزميله د. سيرغي سولودوخين، من معهد موسكو للفيزياء لدى أكاديمية العلوم الروسية اللذان يقولان إن "جحر الخلد" يشبه بالفعل ثقبا أسود، لكنه لا يمتص المادة، وإذا دخلت فيه يمكن أن تقع فورا في مجرة أخرى تبعد عن الشمس مليارات السنوات الضوئية أو أكثر من ذلك، ويمكنك العودة، كما يقولون.
جدير بالذكر أن الأكاديمي الروسي، نيقولاي كارداشيف الذي تولى إدارة مشروع " راديو أستون" الدولي اعتزم وقتذاك البحث عن جحور الخلد بواسطة تلسكوب منصوب في مختبر "سبيكتر – إر" الفضائي، وهو كان مؤمنا طيلة عمره بفكرة تفيد بأن أحد الممرات إلى مجرات أخرى وعوالم متوازية يمكن أن يقع بالقرب من الأرض.